[email protected] أيها الشعب العجيب فى بلد العجايب، لم يعد لك من أمل سواك. كَمْ كنتَ وحدكْ!.. كسروكَ، كم كسروكَ كي يقفوا على ساقيك عرشا.. وتقاسموك وأنكروك وخبَّأوك وأنشأوا ليديكَ جيشا فأنكروكَ لأنهم لا يعرفون سوى الخطابة والفرارِ.. هم يسروقون الآن جلدكْ فاحذرْ ملامحهم…وغمدَكْ كم كنتَ وحدكَ ' يا ابن أُمِّي، يا ابن أكثرَ مِنْ أَبٍ، كَمْ كُنْتَ وحدكْ! (محمود درويش) لا تنتظر أحدا. أنت حليفك الوحيد، فانتصر لنفسك. يخذلك الجميع. رئيسك الضرورة لن يتنحى وهو أساسا غير شرعي جاء إلى الحكم باليل كالحرامية وكذب عليك واوهمك انه رجل قومي. كذب عليك وتحرى الكذب ليمكن لجماعته. تحرك في مسرح العرائس كالأراجوز لمدة عشر سنوات. عمل فيها كالبلدوزر للتمكين وإزالة كل العقبات. وإنفصل عن مخرج المسرحية. ولكن ليجلس على صدرك 24 عجافا بعد ان قسى قلبه وتتربس عقله ومات ضميره. جعل كل الدولة في شخصه ووضع كل الأجهزة القضائية والتشريعية والتنفيذية والصحافة تحت إبطه. أذاق الويل للشرفاء في بيوت الأشباح و وقف فوق جثث زملائه في الجيش بلا وفاء، وأشرف على بتر ثلثي الوطن بكل جرأة و بلا حياء، وهو يرى علم السودان ينكس ولم يرمش له جفن ولم يجهش بالبكاء، ولم يقدم إستقالته بعد كل ذلك وإستمر رئيسا بل زاد إزدراء. فهل تنتظر شيئا من مثل هذا الغثاء. وتخذلك المعارضة السياسية التي لم تكن ندا قويا صلدا لأنها تشققت بالغواصات وإبتليت بالمماهاة والرماديين وسقط بعضها في ما ترميه الطغمة المغتصبة من فتات المغريات. فهي تعتبرك دائما محمد أحمد الغلبان والتعبان والذي لا يفقه في السياسة ويجب أن يدافع عن حقه. وبذلك رمت طوبتك السياسية واعتبرت تجهيلك وفقرك وتغييبك الطويل مسلمات وعناصر أولية وجواهر فى طبائعك، وليست أعراضا وأحوالا تعكس فشلهم. كيف تريد المعارضة أن تسقط النظام المغتصب ببرنامج 100 يوم هل هي للتعبئة أم لإسقاط النظام فعليا. هل ستكون الثورة قبل ال 100 يوم ام بعدها. أبسط الأشياء لم تفعلها لك بإنشاء قناة فضائية توضح خططها وبرامجها ورؤاها ليصل الوعي لكافة الشعب الفضل. كم من فرصة اتت لتحريك الشارع الراكد للهدير والمسير لإقتلاع الظلم. كم من حروب إشتعلت وأبرياء قتلوا بمئات الآلاف وشردوا بالملايين من أبناء هذا الشعب. كم من مرضى وأطفال توفوا من نقص الدواء في المستشفيات، ونساء حرائر جلدن وعذبن وأغتصبن وذللن وقتلن. وكم من مشردين قتلوا بدم بارد. وكم من جرائم فساد لا تحصى ولا تعد يشيب لها الولدان وتذبح لها الخرفان وترهلت به القطط السمان، ولم تلقى منه إلا سرقات لأموالك وعرقك، إذا لم تمسسك العطالة. وهذا الفساد جاء بالغلاء الطاحن الذي عرفك دين جديد إسمه الجوع الكافر. وماذا عن التعاون مع الجبهة الثورية في إسقاط هذا النظام وآلية وقوف الحرب، وهل ما زالت وثيقة الفجر الجديد قائمة. هل شكلت حكومة ظل لإستلام زمام الأمور عند السقوط الفعلي. لا تستسلم لأي إحباط إن جاءك منهم. تجاوزهم و إتخذ قرارك. ثم خذلتك النخبة المتعلمة والمقفة إلا قليلا منهم. فمنهم من عمل مع الطغمة الحاكمة وصار منهم ونسي أصلا من أين أتى هؤلاء. وآخرين آثروا الصمت وعدم الضجيج أو الهجيج. أما أسوأهم الذين كانوا معارضين ولكنهم بإرادة رائد صاروا معهم. لا يوهموك بأنك الشعب المعلم وترقد قفا. هذه النخبة لا يزال منها الكثير بلا وعي عن دوره الحقيقي المناط به والفاعل في المجتمع. للأسف تطغى عليها الأنانية الشخصية على المجتمعية و الجاهلية القبلية عن الروح الوطنية. ومن دونهم المطربون والفنانون ولا عبو الكرة الذين قال عنهم البشير كلهم مؤتمر وطني ولم ينبس أحد منهم ببنت شفه. ولا تعليق. أما طامة تخذيلك الكبرى هم رجال الدين بالسكوت عن الظلم وعدم الصدوع بالحق والوعظ الفضفاض في الصبر على البلاء والإستهداف من إسرائيل وتغييبك عن الفساد السياسي للطغمة الذي هو أساس كل الإنهيار والتدهور. يقومون بتضليلك وتزييف وعيك الديني لتخديرك لقبول الظلم ولا يذكرونك بالآيات الصريحة للإنتفاض ضد الظلم كقوله تعالى: ((ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون)) [هود: 113]. وغيرها من الآيات الكثيرة عن الظلم في الكتاب الحكيم. فيا أيها الشعب أنت الآن وحدك: إخلف ظنهم جميعا وأنتصر لبلدك ونساءها واطفالها ولنفسك ومستقبلك. لا ترضى بغير الديمقراطية التي تكفل لك الحرية والمواطنة والعدل والكرامة والمساواة لتنال حقوقك السياسية والإقتصادية والإجتماعية كاملة. فما أوسع الثورة ما أضيقَ الرحلة ما أكبَرَ الفكرة ما أصغَر الدولة!…..