شاهد بالصورة والفيديو.. (فضحتونا مع المصريين).. رجل سوداني يتعرض لسخرية واسعة داخل مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره داخل ركشة "توك توك" بمصر وهو يقلد نباح الكلاب    بالصورة والفيديو.. شاهد ردة فعل شاب سوداني عندما طلب منه صديقه المقرب الزواج من شقيقته على الهواء مباشرة    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    إذا كسب المرتزقة الفاشر يعني ذلك وضع حجر أساس دولة العطاوة    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    عيساوي: البيضة والحجر    ماذا قال دكتور جبريل إبراهيم عن مشاركته في مؤتمر مجموعة بنك التنمية الإسلامي بالرياض؟    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسى: استوعبنا دروس الماضى وننظر للمستقبل والقوات المسلحة اختارت تمكين إرادة الشعب
نشر في حريات يوم 15 - 07 - 2013

مصر عند مفترق الطرق وارادة شعبها ليست مجال للاملاءات
قيادات الجيش وافراده اختاروا تمكين ارادة الشعب
القوات المسلحه تحت امرة الشعب وليست آمره عليه
طبائع الجيوش فى العالم لا تتحمل تعقيدات السياسه
التدهور الاقتصادى ثم المجتمعى سببه سوء الاداره وسوء القرار
مصر تراجعت كنموذج اقليمي ودولى بسبب التدهور الثقافى والفنى والفكرى
وسطت اثنين لاقناع الرئيس السابق باستفتاء عام لكنه رفض تماما
مرسي اراد استخدام ادوات الشرعيه ضد الشعب مصدر الشرعيه
«مصر كلها تقف اليوم عند مفترق طرق ، وامامنا جميعا بتوفيق الله ورعايتة ان نختار فليس هناك من يملك وصاية علي المواطنين او يملي عليهم او يفرض مسارا او فكرا لا يرتضونه بتجربتهم الانسانية والحضارية».
هكذا اختار وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي ان يستهل رسائله للداخل والخارج للتأكيد على التزام الجيش المصرى بما كلفه به الشعب وعدم تخطيه حدود هذا التكليف مهما كانت الضغوط منجهه، والتأكيد ايضا على ان النظام الجديد الذى يبنيه المصريون حاليا هو الذى سيكقفل قيم الحريه والمساواه والعداله التى يبدى العالم اهتمامه بها فى التطورات الاخيره بمصر.
السيسي اجتمع بضباط وقادة القوات المسلحه فى مسرح الجلاء بالقاهره فى ندوة تثقيفيه بعنوان «ارادة شعب حماها الجيش» حضرها رئيس الاركان الفريق صدقى صبحى وقادة الافرع الرئيسيه كما شارك بها من علماء الازهر الشيخ خالد الجندى والذى القى محاضرة عن سماحة الدين الاسلامي الحنيف ودعوتة الي الوسطية والاعتدال والبعد عن العنف والتشدد وتجريم الأعتداء علي الحرمات العامة والخاصة، وخطورة خلط الدين بالسياسة وتأويله لتصفية الحسابات الحزبية والطائفية واحداث الفرقة والوقيعة بين المسلمين.
لكن محاضرة السيسي كانت ذات دلالات هامه والتى بدا فيها ان القياده العامه للقوات المسلحه استوعبت تماما دروس المرحله الانتقاليه الاولى بعد ثورة 25 يناير 2011، بدءا من الانزلاق فى مستنقع السياسه الذى يخالف طبائع الجيوش ويضرها كما قال مرورا بأخطاء فى الاداره والقرار ونهاية بالخروج والابتعاد عن المشهد السياسي.
السيسي حرص على تحية ضباطة وجنودة واسرهم علي مايبذلوه من جهود للحفاط علي تماسك الوطن واستقراره خلال الفترة الحالية، مهما كلفهم ذلك من تضحيات، وشاهد معهم عرضا لفيلم تسجيلى تضمن الجهود التي بذلتها القوات المسلحة للحفاظ علي تماسك الوطن والانحياز الي ارادة الشعب ومطالبهم المشروعة خلال ثورة ال 30 من يونيو المجيدة، واستعرض الفيلم كذلك تصاعد وتيرة الاحداث واحتدام الصراع السياسي وتوالي اخفاقات وازمات النظام السابق التي كادت ان تعصف باستقرار الوطن وامنه القومي ، ثم فتح باب النقاش مع الضباط والقاده في الاحداث والمتغيرات التي تمر بها مصر واستيعابهم للدور التاريخي الذي قام به وطنهم عبر العصور واسهامه الحي والحيوي في حركة التقدم، رغم كل العوائق والمطامع والمشاق والصعوبات التي قابلته واعترضت طريقة وحاولت تعطيله، ليعبر من المناقشه الى بث رسائله والتى كان اولها احتياج مصر ان يصطف الجميع دون اقصاء لاي فكر او تيار، واهمية ان يتوافق الجميع وان يتعلموا حدود الخلاف.
السيسي وضع فى صدر رسائله التسليم بان الجيش بقياداته وافراده اختاروا «وبلا تحفظ ان يكونوا في خدمة شعبهم والتمكين لارادته الحرة لكي يقرر ما يري، لان ارادته هي الحكمة الجماعية لعلاقته مع نفسه ومحيطة وعالمه وعصره». وبدا لافتا فى صياغته هذه الرساله التأكيد على خضوع الجيش نفسه وهو اقوى مؤسسه فى الدوله لأوامر الشعب ، فيقول «وان القوات المسلحة المصرية عرفت وتأكدت وتصرفت تحت امر الشعب وليست اّمرة عليه، وفي خدمته وليست بعيدة عنه ، وانها تتلقي منه ولا تملي عليه»، ليقدم بذلك اجابه لسؤال تدين النظام المخلوع: «كيف لا تمتثل القياده السياسيه لارادة الشعب والجيش القوى خضع لها؟».
ويثنى السيسي على وعى الارادة الشعبيه التى رغم كل شيء لم يغم الامر عليها ولم يلتبس ورغم التجربه السياسيه الاولى للجيش، فان الشعب استشعر بنضوج لافت ان الجيش قادر وموثوق به فى اصلاح الانحراف الذى وقع قائلا: «اذا كانت الظروف قد فرضت علي القوات المسلحة ان تقترب من العملية السياسية، فانها فعلت ذلك لان الشعب استدعاها وطلبها لمهمة ادرك بحسه وفكره وبواقع الاحوال ان جيشه هو من يستطيع تعديل موازين مالت وحقائق غابت ومقاصد انحرفت، والقيادة العامة للقوات المسلحة لم تسع الي هذه المهمة ولا طلبتها وكانت ولا تزال وسوف تظل وفية لعقائدها ومبادئها مع شعبها، ملتزمة بدورها لا تتعداه ولا تتخطاه فمكان القوات المسلحة في العالم الحديث واضح وجلي وليس من حق اي طرف ان يدخل به الي تعقيدات لا تتحملها طبائعه. وهذه رساله لمن يروجون من الانظمه الحليفه للاخوان ان ثورة الشعب ضد الاخوان انقلاب عسكرى فلا يدع اى مجال للتشكيك بان الجيش حمى ارادة شعبه ولم يتعد عليها كما يروج الاخوان فى مصر وتدعمهم الاداره الامريكيه.
اللافت هذه المره ان السيسي وقادة الجيش اقتربوا خطوات اكثر مما حدث فى مشهد المرحله الانتقاليه الاولى ليقر بكلمات محدده لا لبس فيها بانها شابها اخطاء فى الاداره واتخاذ القرار اوصلت البلاد الى واقع مخيف تعدى حدود الازمات الداخليه الى هدم الارض الصلبه التى طالما وقفت عليها الدوله المصريه وهى مكانتها الاقليميه والدوليه.
وفى مرور سريع استرجع السيسي ما حدث عقب ثورة 25 يناير 2011 محاولا تبرير تدخلها فى الاداره انذاك بارتباك المشهد قبل واثناء الثوره فى مصر وحولها فقال: «ان القوات المسلحة ومنذ الاشاره الاولي لثورة يناير 2011 عرفت مكانها والتزمت بحدوده رغم ان المشهد السياسي كله كان شديد الارتباك سواء بسبب ما وقع للوطن في سنوات ما قبل الثورة او ما صاحب الثوره نفسها من مناخ الحيرة والاضطراب مما وقع للثورات في اوطان اخري وفي ازمنة بعيدة وقريبة وكانت ظواهر ذلك المناخ مفهومة ومقبولة كما ان تفاعلاتها وان بدت متجاوزة في بعض الاحيان الا انها كانت تدعوا الي القلق والحذر في نفس الوقت».
وواصل عن تعثر مجهودات الاصلاح بعد ثورة يناير موضحا «لكن الحقائق لم تكن ممكنة تجاهلها واهمها ان الاقتصاد المصري سواء بالمطامع او بسوء الادارة او بعدم تقدير حقوق اجيال قادمة وصل الي حالة من التردي تنذر بالخطر وفي ذات اللحظة فإن الاحوال الاجتماعية والمعيشية لغالبية الشعب تعرضت لظلم فادح بحيث وقعت توترات مجتمعية صاحبها سوء تقدير وسوء تصرف وسوء قرار، وقد تعثرت نوايا الاصلاح لاسباب متعددة ثم جري ان المستوي الفكري والثقافي والفني الذي اعطي لمصر قوة النموذج في عالمها تأثر وتراجعت مكانتها في اقليمها وتراجع بالتالي دورها في مجتمع الدول».
وبطريقة فلاش باك انتقل الفريق السيسي من مشهد الاداره السيئه للدوله الى ما وصلت اليه الثوره بالفعل والذى منه ينطلق للمستقبل الذى «نستطيع ان نختار فيه ونتصرف علي اساسة بما يريده الشعب وما يطلبه وهنا فإن قوي هذا الشعب كافة تقف الان عند مفترق طرق».
ما هو مفترق الطرق الذى يقصده السيسي ؟ وفقا لكلماته فان الشعب بعد ثورته الاولى وجد ان ما وصل اليه لا يتناسب مع ما قصده وسعى نحوة وفي ابسط الاحوال اعتبر ان اماله احبطت وان مقاصده انحرفت وان رؤاه للمستقبل نزلت عليها عتمة وظلمة لا تقبلها طبائع عصور التنوير والمعرفة والكفاءة.
على الجانب الاخر كانت القوات المسلحة تتابع موزعة بين اعتبارين: «الاول اعتبار دورها الذي قبلته وارتضته والتزمت به وهو البعد عن السياسة والثاني اعتبار القرب من المسئولية الوطنية سواء بالمبدأ او بخشية ان تفاجئها ضرورات القرار السياسي في يد من يملك السلطة يكلفها بمهام لا تتوافق مع ولائها لشعبها وحقه وحدة في توجيهها وتحديد موقعها». وهى اشارة واضحه لضغوط مارسها النظام الاخوانى والرئيس المعزول لاستخدام الجيش ضد الشعب ولقهره فى اكثر من موضع.
وبكلمات دقيقه يصف السيسي انتخابات الرئاسه التى جاءت بمرسي «بالواقعه» فى استخدام لغوى ذى معنى يجسد فداحة تداعياتها على البلاد قائلا: «عندما وقعت انتخابات رئاسة الجمهورية الاخيرة وجائت الي السلطة بفصيل سياسي وبرئيس يمثله فإن القوات المسلحة رضيت مخلصة بما ارتضاه الشعب مخلصا»، وهو هنا يشير للمره الاولى ان الرئيس المعزول كان يمثل فصيله السياسي وليس الشعب لكنه ايضا يقر بان الشعب ارتضى هذا الوضع فسلم الجيش بارادة الشعب ولم يعارضها وهى اشارة جديده ان القوات المسلحه تنزل على ارادة الشعب مهما كانت ، بل ويضيف: «ثم راح القرار السياسي يتعثر واعتبرت القوات المسلحة ان اي تصويب او تعديل ليس له الا مصدر واحد وهو شرعية الشعب لانه من يملك هذا القرار»، فى اشاره لاحجامها عن التدخل او التعدى على صاحب الشرعيه فى التصويب وهو الشعب.
ولم يفت السيسي ان يكشف تكرر محاولات القياده العسكريه لابداء النصح للقياده السياسيه وفقا لمقتضيات الامانة الوطنية ويقول بكلمات مباشره: «وقد فعلت ولست ارضي ان اكرر عدد المرات التي ابدت فيها قيادة القوات المسلحة رأيها في بعض السياسات وفي كثير من القرارات ولست اريد ان اعدد المناسبات التي ابدت فيها تحفظها علي الكثير من التصرفات والاجراءات مما فوجئت به».
ويقدم السيسي مزيدا من التوضيح لماذا صمتت القوات المسلحه على تدهور الامور ولم تقفز للتدخل قائلا: «في كل الاحوال فإنها ظلت ملتزمة بما اعتبرته شرعية الصندوق رغم ان هذه الشرعية راحت تتحرك بما تبدي متعارضا لاساس هذه الشرعية واصلها واساسها، واصلها ان الشرعية في يد الشعب يملك وحدة ان يعطيها ويملك ان يراجع من اعطاها له ويملك ان يسحبها منه اذا تجلت ارادتة بحيث لا تقبل شبهه ولا شك». وربما تبدو هذه العباره الاخيره مغزوله من كلمات الرئيس المعزول فى خطابه فى التحرير فى 29 يونيو عندما فتح صدره للجماهير المخدوعه وقال «انتم مصدر الشرعيه ان شئتم تمنحوها وان شئتم تمنعوها» وان كان لحس كل ما قاله واصر ان الصندوق هو الشرعيه وليس الشعب الثائر ضده.
وعبر السيسي على الشد والجذب بين النظام السابق والقوى الوطنيه وكرر التذكير بموقف القوات المسلحة التى اثرت وهي تختار ان تترك الفرصة للقوي السياسية «كي تتحمل مسئوليتها وتتفاهم وتتوافق لكي لا يقع الوطن في هوة استقطاب سياسي تستخدم فيها ادوات الدولة ضد فكرة الدولة ، وبالتعارض والتراضي العام الذي يقوم عليه بنيانها» ويكرر كيف ان «الاطراف المعنية عجزت رغم فرصة اتيحت لها واجل اضافي افسح لها مجال الفرصة لم تستطع ان تحقق الوعد والامل».
ويكشف السيسي كيف وسط اثنين بينهم رئيس الحكومه السابقه هشام قنديل لاقناع مرسي بالدعوه لاستفتاء عام لكنه رفض ليبرىء ذمة القوات المسلحه من اى شبهة لاقصاء الرئيس المعزول من ادارة الازمه حتى بعد تأكد عجز النظام والقوى السياسيه من التوافق، فيقول: «ومنذ اللحظات الاولي للأزمة وقبل ان تقوم القوات المسلحة بتقديم بيانها الذي طرحت فيه خارطة المستقبل ، فإن القيادة العامة للقوات المسلحة ابدت رغبتها ان تقوم الرئاسة نفسها بعملية الاحتكام الي الشعب واجراء استفتاء يحدد به الشعب مطالبه ويعلي كلمته ، وقد ارسلت الي الرئيس السابق محمد مرسي مبعوثين برسالة واحدة واضحة ، وبين المبعوثين رئيس وزرائه وقانوني مشهود له وموثوق فيه برجاء أن يقوم بنفسه بدعوة الناخبين الي استفتاء عام يؤكد أو ينفي وقد جائها الرد بالرفض المطلق»، وواصل: «وعندما تجلت ارادة الشعب بلا شبهه ولا شك ووقع محظور أن تستخدم أدوات حماية الشرعية بما فيها فكرة الدولة ذاتها ضد مصدر الشرعية، فان الشعب و بهذا الخروج العظيم رفع اى شبهه و اسقط اى شك».
وينتهى السيسي الى مرحلة القرار الصعب بالتصدى الى ما اقلق الشعب من ان تستخدم فكرة الدولة وادواتها ضد حقوق الشعب واماله قائلا: «فان القوات المسلحة كان عليها ان تختار و فى الحقيقة فان مساحة الاستقطاب وعمقه ومخاطرة الى جانب عجز اطرافه عن الامساك بمسؤلياتهم فرض على الجميع ما لم يكن الجميع مهيأ له او جاهزا لتباعته او قادر على مسؤليته وهكذا التزمت القوات المسلحة بهدف واحد وهى ان تؤكد شرعية الشعب و ان تساعده على استعاده الحق الى صاحبه الاصيل بامتلاك الاختيار و القرار و هكذا و قفنا – الشعب بكافه طبقاته و طوائفه و كل رجاله و نسائه و بالتحديد شبابه، والجيش الذى يملكه الشعب ، وفكرة الدولة وجهازها ، واطراف العمل السياسى وفصائلها و طلائع الفكر والثقافة والفن – وقفنا جميعا على مفترق طرق جديدة وامام ضرورة الاختيار والقرار مرة اخرى وفى ظروف شديدة الصعوبة والتعقيد ، وكلها مما لا يحتمل الخطأ او سوء التصرف مهما كانت الاعذار».
ويهتم السيسي ان يوضح ان ما طرحته القوات المسلحه من رؤية لخارطة المستقبل ليست اقترابا من السياسه بل من ساحة العمل الوطنى وبما يساعد على ممارسة حق الاختيار الحر ويشير الى احترامة رموز الطوله ومؤسساتها الرئيسه وكذا القوى الوطنيه فى عرضىالخارطه عليهم قبل اعلانها خاصة الازهر الشريف و الكنيسة القبطية وممثلى القوى السياسه "كاطار مقترح لطريق امن للخروج من المأزق و لمواجهة المسئوليات الكبرى المطلوبه للمستقبل و هى لسوء الحظ ثقيلة ومرهقه و خطرة ايضا لكنها جميعا مما يتحتم مواجهته و قبول تحديه والنزول على مسئولية مواجهته بجسارة وكفاءة وامل.
واستعرض خطوات خارطة المستقبل التى تكفل حيدة السلطة فى انتداب رئيس المحكمة الدستورية العليا فى القيام بمهام رئاسة الدولة خلال ممارسة حق الاختيار والقرار للشعب – وللشعب اولا واخيرا.. ووجه رساله لطمأنة للفصيل المعتصم فى اشارة رابعة قائلا: «ان كل قوى الوطن لا تريد الصدام او العنف بل تدعو الى البعد عنهما وان تدرك كل القوى بغير استثناء و بغير اقصاء ان الفرصة متاحة لكافة اطراف العمل السياسى ولاى تيار فكرى ان يتقدم للمشاركة بكل ما يقدر عليه من اجل وطن هو ملك وحق و مستقبل الجميع».
ثم وجه رساله اخرى للانظمى المحيطة بمصر والقوى الدوليه بان «العالم العربى المحيط بمصر والعالم الاوسع الذى يتابع حركاتها و القوى الدولية العارفه بأزمتها تقف مبهورة امام ما قامت به قوي الشعب المصري وبخاصة شبابها في اعطاء نفسه حق الاختيار من جديد وحق القرار لا يخرج من يده وحق المستقبل يصنعة برشده وبجهده وبرضا الله وبتوفيقة».
ومقابل اهتمام العالم بمصر فان ان مصر كلها راضية بهذا الأهتمام تريد هذا الاهتمام وتنادي امتها العربية ان تطمئن الي ان مصر حاضرها حيث تتوقع الامة ان تراها، وتنادي قوي العالم الكبري ان تعرف وتثق ان مصر موجوده دائما في صف الحرية والعدل والتقدم طالبة لعلاقات وثيقة راغبة في سلام، تعرف انها في امانة تستطيع ان تبني مستقبلاّ، وتنادي كافة شعوب الدنيا وبالذات في اسيا وافريقيا ان تثق في ان مصر قائمة بدورها لاتتخلف عنه ولا تتراجع في مسئوليتها نحو مجتمع الامم والثقافات، مدركة انها حضارة انسانية واحدة وإن تنوعت مصادرها وتعددت ينابيعها.
واختتم السيسي كلماته بالتأكيد على إن شعب مصر يدرك بعمق لا حدود له وبمسئولية نابعة من مواريث وطموحات عزيزة انه امام مفترق طرق وموقف اختيار وقرار ومسار لابد له ان يعود ليساهم في حركة التاريخ من جديد. وقال: «كتب الله لتوفيق لشعب مصر وجيشه ورعا خطاه والهم اختياره الحر، لان العبئ جسيم والمخاطر كامنة وحادة والخروج من المأزق والازمه وتحقيق الامل اكثر من مطلوب واكثر من قريب، لانه مصير وحياة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.