محمد فضل علي..محرر شبكة الصحافة السودانية ادمنتون كندا www.sudandailypress.net احتلت اخبار وتطورات الوضع في جنوب السودان صدارة الاخبار العالمية بعد عملية "الانقلاب الابيض" والتطور الدرامي غير المفاجئ والمتوقع اصلا, الانقلاب الذي قاده الرئيس سلفاكير واطاح الي جانب نائبه عدد من القيادات الرفيعة في الدولة الجنوبية الوليدة التي اصابتها لعنة الانفصال الذي افضي الي اقتطاع الجزء الجنوبي من السودان القديم والدولة القومية الانفصال الانفعالي المتعجل الذي ساهم في تعقيد الازمة السودانية الشاملة ولم يحقق الحد الادني من الامن والرخاء والاستقرار لشعب جنوب السودان الذي اوهموه بان الانفصال سينقلة الي النعيم والجنة الموعودة, ولكن مايجري الان في جنوب السودان وهو بالمناسبة ليس وليد اللحظة او اليوم وانما تطور طبيعي في ازمة عميقة وصلت سقفها الافتراضي اليوم والوضع الراهن في الجنوب وتداعياته المستقبلية تعتبر مسؤولية المجموعة الانفصالية التي تحكم الجنوب وحدها وليس اي جهة سواها, ويتلاحظ ان الرئيس الجنوبي اطاح رموز قبلية من غير اهله سيصعب عليه ايجاد بدائل لها بطريقة من الممكن ان تعمق الازمة وتزيد الحريق في كيان يقف علي شفاه الهاوية في ظل الحديث المتكرر والاتهامات المتبادلة بالفساد بين المسؤولين في حكومة الجنوب, وفي اطار ردود الفعل المتوقعة ازاء هذا التطور الخطير نتمني ان لاتكتفي المجموعة الاخوانية الحاكمة في شمال السودان لما يقارب الربع قرن من الزمان بالابتهاج وتصور ان الامر سيصب في صالحها بصورة مطلقة او يعزز ملكها الدائم وعليها ايضا استحقاق ومطلب شعبي مشروع قديم متجدد باعادة السلطة للشعب كاملة غير منقوصة حتي يمكن انقاذ مايمكن انقاذة, اما الاباء الروحيين لتقسيم السودان والانفصال الغير قانوني والمخالف للقوانين الدولية في الغرب الاوربي والامريكي من الذين ابرموا ودعموا صفقة ماتعرف باسم اتفاقية نيفاتشا عليهم ايضا ان يتحملوا التبعات والمسؤولية الاخلاقية عن ماصنعوه بايديهم وهناك ماساة انسانية صامتة ومتصاعدة في ذلك الجزء المقتطع من الدولة القومية في السودان ويجب ان لانكتفي بالتعاطف فقط ومع الحياد الكامل في هذا الصراع الغير مقدس علي السلطة الذي يدور في جنوب البلاد ولكننا يجب ان ندعم وبصورة مطلقة الضحية الاولي والاخيرة ممثلة في شعب جنوب السودان الشعب الذي لاذنب له فيما جري ومن العيب ان لاينال اي قسط من الراحة والحد الادني من اساسيات الحياة بعد معاناة استمرت لعقود طويلة من العيش تحت نيران حرب اهلية مدمرة يجب دعمهم علي الرغم من ان اعادة توحيد شطري البلاد امر لايحتل اي اولوية علي كل الاصعدة ومستحيل عمليا في ظل هذه الاجواء ولكن يجب دعمهم ايضا في اطار ماهو متاح وتسهيل عمليات الغوث الانساني وتسهيل اقامة من هم مقيمين في شمال البلاد اصلا حتي يقضي الله امرا كان مفعولا علي امل وضع حد للازمة السياسية الشاملة للبلاد وعودة الحياة السياسية والديمقراطية.