القرود الصغيرة تركت قدورها أمام القرود الكبيرة، غلطانة القرود الصغيرة الختت قدورها امام القرود الكبيرة، أم غلطانة القرود الكبيرة الختت أمامهم القرود الصغيرة قدورها! الزمن الذي تسابق فيه الثانية الدقيقة والساعة واليوم… هذا السباق انعكس سلباً على البشر… كان الانسان إذا أراد المشي بدأ بتحريك رجليه… وهي دائماً الشمال للعسكريين أو اليمين… هل لاحظت عزيزي انك تتحرك بأي رجل!! ولماذا ؟! الآن الانسان يتحرك في الشارع برأسه أولاً ثم تتبعه الرقبة والظهر الذي ينحني نحو الامام ثم تتحرك الأرجل!! مجرد ملاحظة للذين يتحركون في الشارع وبما ان الشارع به حركات كثيرة… فلنبدأ بتلك الظاهرة التي لا يخلو شارع منها… هل لاحظتم تلك الحركة التي يفعلها الواقف بجانب الطريق للبصات التي تحمل الركاب… الواقف على الطريق يرفع يده ماداً أصبعه لسائق البص… اذا وافق السواق في البص على الاشارة يقف… وإلا فالمرور على طول… وهذه الاشارات بها دورانات للاصبع أو الاشارة لاتجاه معين… حسب المكان والمدينة والقرية… ولكن السؤال كيف تمكن هؤلاء من التواصل دون أن تُدرس هذه للمواطنين… وكيف يفهم السائق ان الراكب الواقف يعني الكلاكلة باللفة بهذه الاشارة البسيطة؟ أو انني يمكن أن اركب شماعة؟ أما الحركة التي لازمت وصول تلك التي تسير على ثلاثة (الركشة) فهي امتداد لليدين على طول الطريق ممسكة (بالميزان) فهي عجلة كبيرة… أما سائقها منتظر امتداد اليدين الامساك بالميزان والنظر للأمام واليمين والشمال… الحركة التي تجعل الكوع بعيدا عن الرأس عموماً اللسان خصوصاً فهي حركة الحديث بالموبايل اثناء السير فتلك الحركة لا يستطيع أحد أن يمنعها إلا اذا كان «أصم» مؤقتاً بوضع سماعة على اذنيه… وما أكثر الصم هذه الأيام… الحركة بتاعت اليد وهي تسحب «الحزام» بتاع العربة لربطه… كثيراً ما لا تعرف اليد مكان تلك الفتحة التي تمسك بالحزام… خاصة ان كانت الكروش كبيرة… فالكروش الكبيرة لم تعرف شركات العربات كافة مقاس الكروش بالسودان… فالاحزمة غالباً ما تكون مصنوعة بنسبة عالمية معروفة… لكنهم لم يعرفوا كروشنا في السودان القديم أو الجديد بل ان كروش البعض أكبر. كان النور (أحمر) ووقف الجميع… ثم أصفر وأخضر. فسمع صديقنا صوت بوري عالي جداً… إلا ان صديقنا الهادئ الصبور فتح باب عربته فترجل في بطء شديد نحو العربة التي خلفه.. خاف صاحب العربة فالرجل القادم نحوه طويل عريض المنكبين مشولخ!! وكانت العربة الخلفه لازالت تقف بل ان صاحبها يبدو انه استمتع بالمشهد وحرص ألا تفوته أية لحظة ففتح زجاج عربته ومد رأسه فاتحاً أذنيه وعينيه على المشهد وروعته فسمع ذلك الرجل الهادئ الصبور الرزين الواسع الخطوة يسأل للذي «ضرب البوري».. هل عندما علموك السواقه قالوا ليك لما النور يولع أخضر أضرب البوري؟ ذلك السائق الصغير السيد رد معليش «يا عمو» معليش والله يا عمو. حركة أقفل الكبوت لها تاريخ في السودان ودلالات بان لا تسأل ولا تبحث ولا تفحص ولا تفتش عن شئ طالما انه تمام… القصة تقول إن أحدهم وجد احدهم يفتح كبوت عربته ويدخل رأسه فيه بحركات لا معنى لها.. فداخل الكبوت بطارية وفتحات وما بينها اسلاك واشياء اخرى… فسأله ماذا تفعل؟ قال ابحث عن صوت… فصاح فيه… أقفل الكبوت!! كان الاطفال يلعبون البلي امام المنزل… وكان ذلك الادروب القادم من بورتسودان جديدا على اللعبة… إلا انه اجادها… خلال وصوله لمنزل عمه منذ اسبوع صار هو اول «اللين» الذي يكون ضرابه اقرب إلى خط يعرفه كل من لعب البلي… وكان البلي داخل ذلك المثلث الذي يحتوي على بلالي بعدد اللاعبين وكان اول اللين هو الذي يبدأ بالعودة إلى ذلك المثلث الممتلئ «بالبلي» فيلتهمه واحدة بعد واحدة… الحكاية ان صاحبنا كان اول اللين وقبل العودة إلى المثلث ناداه عمه لداخل المنزل ليغسل لاحد الضيوف عندما كان هنالك «الابريق» والصابونة في الصبانة… دخل «ادروب» سريعاً وبدأ في غسل يدي (عمه) الذي بدأ الحديث معه… أنت بتقرأ وين؟ رد عليه ادروب في بورتسودان… سأله مرة أخرى وجاي الخرطوم ليه؟ رد عليه ادروب عشان اغسل ليك ايديك وارجع! فهل هنالك رجوع للزمن القديم في السودان؟ حكاية من «اتيم» وليس «يتيم» ان الانسان في الزمان القديم كانت كل الحيوانات تسكن معه إلا انها شعرت بالظلم فغادرت إلى الغابة واحدة واحدة.. وكانت هي تدخل تلك الغابة يسألها الله سبحانه وتعالى ماذا تريدين… وتجد الحيوانات طلبها… الزرافة طلبت طول الرقبة والاسد قوة والجري والفهد… وحتى الحمار استجاب الله فاعطاه طول الاذنين وذلك الصوت القبيح… واعطى الطاؤوس الريش الجميل… والغزال القوام والعيون الجميلة. كل الحيوانات دخلت الغابة وتركت مع الانسان الكلب والسنجاب… يوماً زعل السنجاب وحضر للغابة فقابله الثعلب وسأله لماذا حضرت من «معية» الانسان فاجابه السنجاب (ظلمني) اخيراً كما ظلمكم! قال له الثعلب تعرف يالسنجاب رب العباد وزع كل شئ ولم تفضل إلا عينان كبيرتان… فكان ان كان حيوان السنجاب الصغير بتلك العينين الكبيرتين غير المتناسقتين مع جسمه… ولازال الكلب هو الحيوان الذي يعيش مع الانسان بل ان صبره في نواحي العالم وجد الكثير من رغد العيش بل الميراث… تصور ان كلباً وارثاً!! فيصل عباس لواء شرطة معاش