الجمعة 28 يناير 2011 م ….. أصابني الذهول والشرود وتشتت أفكاري وتبعثرت أشلاءاً!!!!!!!، حين عرفت أن هنالك خبراً يتداول بسجن كوبر، مفاده، أن تنقلات وتحولات ستتم لبعض المساجين!!!!!!، وأنه يستهدف به السجناء أصحاب العقوبات الطويلة!!!!!!!!!، وعرفت أن التحولات تتم بدون استثناء لكل السجون الولائية في الولايات المختلفة دون اعتبار لسكن السجين أو أسرته!!!!!!!!!. وعندما تحريت عن الأمر، وسألت أبوذر، قال لي: أعلموني، أن هذا أمر روتيني عادي، يتم بصورة دورية ويشمل كل السجناء الذين تتجاوز عقوبتهم عاماً!!!!!!!!!!. قلت له، ولكن، ألا يكون هنالك اعتبار للأسرة ومكان إقامتها، فكيف يعقل أن نسكن في أمدرمان، ونسافر لبورتسودان أو الأبيض أو الفاشر وغيرها!!!!!!!!!. رد قائلاً، إنه استفسر عن ذلك، وقيل له، أن هذا الأمر نهائي ولا استئناف فيه، وأن هنالك مساجين يتم إحضارهم من الأبيض وبورتسودان ويقبعون بسجون الخرطوم!!!!!!!!. لم أعرف ماذا أقول أو أفكر أو أفعل، وتذكرت المعاناة التي رأيتها وما زلت أشهدها من قدوم الكثيرين من الأسر من ولايات بعيدة لزيارة ذويهم بسجن كوبر!!!!!!!. وتعجبت لهذا الأمر الروتيني الذي يعمم على كل المساجين دون مراعاة واعتبار لسكن السجين وأسرته!!!!!!!!، وتحيرت في عدم مراعاة إدارة السجن لظروف الأسر التي عانت إحباطاً طويلاً جراء السفر والتنقل من سجن لآخر!!!!!!، فالذي أعرفه أن الكثير من الأسر ما زالت تعاني وتتنقل من سجن لآخر!!!!!!، فإذا كانت فترة العقوبة خمسة سنوات، فمعناه أن تتنقل الأسرة لخمسة ولايات مختلفة!!!!!!، ويا لها من مشقة عسيرة، تضع عبئاً إضافياً على عاتق الأسر!!!!!!!!!!!. وتمنيت أنه لو أعطت إدارة السجن مساحة لاعادة النظر وأن تستدرك المشقة والمعاناة التي وقعت على كاهل الأسر، ومن ثّم تحاول تهوين الأمر وتخفيفه على الأسر والمساجين!!!!!!!!. وتساءلت في نفسي، طالما أن السجون متوفرة وتغطي كل أرجاء السودان، فلماذا لا ينقل السجين ليقضي عقوبته بمكان إقامته وإقامة أسرته؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!، وما الذي يمنع إدارة السجون من ذلك؟؟؟؟؟ ولماذا لا تشرك الأسر في القرار، طالما أن الأمر يعنيهم بالمقام الأول؟؟؟؟؟؟؟، وما هي الحكمة من وراء عدم قضاء السجين لكل المدة المحكوم بها في سجن واحد؟؟؟؟؟؟ ولماذا تصر الإدارة على أن يتم نقل المساجين في كل حينة وأخرى ليحولوا لسجون بالولايات؟؟؟؟؟ وما الفرق الذي يحدثه ذلك؟؟؟؟؟!!!!، ولماذا لم تفكر الإدارة في مصلحة أسرة السجين وتستصحبها حين شّرعت ونصت هذه اللوائح؟؟؟؟؟ أليس من واجبهم تسهيل الزيارة بدلاً من وضع أعباء وضغوط جمة على عاتق الأسر؟؟؟؟؟!!!!، فكيف تتسنى للأسرالزيارة في ظل هذه الظروف الصعبة؟؟؟؟ ولماذا لا تعطي الإدارة اعتبار لمراجعة مثل هذا القرار واستدراكه؟؟؟؟؟؟ ولماذا يكون نهائياً ولا رجعة فيه؟؟؟؟؟؟. أحسست أنه قد كُتب علينا أن نعاني معاناة متواصلة لا هوادة فيها!!!!!!!، وأنه ليس بوسعنا تغيير اللوائح أو الأعراف التي درجت عليها السجون وأصبحت تتعامل بها كالثور الذي يدور في الساقية!!!!!!!!!، وأننا كأسر للسجناء لا اعتبار لنا، وليس هنالك من يهتم لأمرنا سواء حضرنا للسجن مسافرين أو لم نحضر من الأصل!!!!!!!، وأن علينا ان نتعايش ونتعاطى مع هذه اللوائح العقيمة التي لا ترحم آدميتنا أو بؤسنا!!!!!!!. شعرت أنه ليس أمامنا إلا نرضخ لهذه القرارت ونتقبلها برحابة صدر، وليس علينا أن نحتج، فما نحن إلا حشرات صغيرة لا يمكن ملاحظتها أو الانتباه لها!!!!!!!، فمن يأبه لأمرنا أو يكترث لنا!!!!!!!!.