كشف مصدر موثوق ل(حريات) بان مفوضية العون الانساني بدأت في توزيع مواد الاغاثة علي العاملين بها ابتداءا من الاحد الماضي. وقال المصدر ل ( حريات ) ان الموظفين بالمفوضية في المركز والولايات الذين يبلغ عددهم المئات بدءوا بالفعل في تسجيل اسمائهم في كشوفات المتضررين لاستلام المعونات المكونة من خيم ومشمعات ومواد غذائية وغيره. واوضح المصدر ان نهب الاغاثة أصبح بشكل رسمي الان ، لا سيما في ظل الشهادات المفبركة التي يستخرجها العاملون لتحديد احتياجاتهم من الاغاثة عبر اللجان الشعبية في الاحياء. مؤكدا ان المئات استصدروا شهادات حوجة عبر اللجان الشعبية في الاحياء تؤكد سقوط منازلهم كليا أو جزئيا في حين ان بعضهم يمتلك عمارات مسلحة مكونة من عدة طوابق. وفي السياق ذاته بدأت عدد من المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية في اتباع ذات الخطوات في توزيع الاغاثة للعاملين المتضررين داخلها، مثل ديوان الزكاة وبنك امدرمان الوطني وبنك الخرطوم وشركة شيكان للتأمين وغيرهم. وتعتمد المؤسسات شهادات اللجنة الشعبية لتحديد اجتياجات الفرد دون تكوين اي لجنة للتأكد وفحص الاضرار علي الارض ، ما يؤكد الرغبة الأكيدة في نهب الاغاثة. والفساد في الانقاذ فساد مؤسسي وشامل يرتبط بكونها سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . كما يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة . وبكونها ترى في نفسها بدءاً جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد . ويجد فساد الانقاذ الحماية من رئيس النظام الذى يشكل مع اسرته اهم مراكز الفساد ، كما يتغطى بالشعارات الاسلامية ، ولذا خلاف ارتباطه بالمؤسسات ذات الصبغة الاسلامية كالاوقاف والزكاة والحج والعمرة ، فانه كذلك فاق فساد جميع الانظمة في تاريخ السودان الحديث ، وذلك ما تؤكده تقارير منظمة الشفافية العالمية – السودان رقم (173)من(176) بحسب تقرير 2012 ، كما تؤكد شهادات اسلاميين مختلفين. وحين تنعدم الديمقراطية ، لفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يسود أناس بعقلية العصابات ، ويتحول الفساد الى منظومة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما أسوأ من الشياطين !.