تواصلت التظاهرات الطلابية 31 يناير، وتحرك طلاب جامعة الخرطوم – مجمع شمبات – ، في تظاهرة حاشدة وبدأت تتجه الى خارج أسوار الجامعة، واجهتها الأجهزة الأمنية بإستخدام العنف، وإستبسل الطلاب في المواجهة، مما حدا بالأجهزة الأمنية لإقتحام الجامعة بكمية ضخمة من السيارات، واعتقال الطلاب بصورة عشوائية. وأفاد شهود عيان أن من بين المعتقلين الطلاب بالسنة الخامسة – كلية الزراعة – حاتم أزهري، محمد عماد، أبو عبيدة أبكر، الى جانب آخرين. وعلى ذات النحو إقتحمت مليشيات الأجهزة الأمنية والمؤتمر الوطني حرم جامعة الجزيرة – مجمع النشيشيبة اليوم 31 يناير- وإحتلت الجامعة مرددة أناشيدهم الحربية بصورة هيستيرية. وخرج طلاب جامعة الإمام المهدى بمدينة كوستي في تظاهرات، وصلت الى السوق الكبير حيث تجمع المئات بميدان الحرية وجوار (قهوة حامد). وتوافد مئات المواطنين والتحموا بالطلاب، حيث ردد المتظاهرون شعارات (لن تحكمنا عصابة الجبهة..عائد عائد يا إكتوبر). واعتصم طلاب كلية الهندسه بجامعه الامام المهدى بمباني الكلية، حيث حاصرتهم اعداد كبيره من الأجهزة الأمنية ومليشيات المؤتمر الوطني، والتي هاجمتهم لاحقاً، ولكن استطاع الطلاب الخروج في تظاهرة التحمت بتجمع المواطنين. ووصف شهود عيان الحشود ب (الكبيرة)، واجهتها قوات كبيرة من الأجهزة الأمنية، وتم إعتقال خمسة طلاب كانوا يقودون الهتافات، وتدخل المواطنون وإستطاعوا فك أسر ثلاثة، ولكن لا يزال اثنان من الطلاب وعدد من المواطنين رهن الإعتقال، ورفضت الأجهزة الأمنية الإدلاء بأي معلومات عنهم للمحامين. ونظم شباب التغيير مخاطبة في موقف جاكسون بالخرطوم أمها حشد من المواطنين، فضتها الأجهزة الأمنية واعتقلت محمد صديق لينين ومهند طيارة، الذين ظلا يرددان الهتافات بسقوط النظام، حتي بعد اقتيادهما بواسطة عناصر الأمن. وفي سوق الكلاكلة اللفة مساءً تجمع عشرات الشباب، واستطاعوا اقامة مخاطبة في قلب السوق، نددت بغلاء المعيشة، وطالبت الجماهير بالإنتفاض، وقد لاقت قبولاً من المواطنين وتحولت الى مظاهرة طافت أرجاء السوق. وأنزلت الأجهزة الأمنية اعدادا كببرة من عناصرها، واعتدت بصورة عشوائية على المتظاهرين والمواطنين المتواجدين بالسوق وإعتقلت عدداً منهم. ولكن الأجهزة الأمنية أربكت وشوشت بالخديعة والتهديد موكب تشييع الشهيد محمد عبد الرحمن ظهر 31 يناير، فوزعت شائعات عن مناطق مختلفة للتشييع – منها مقابر حمد النيل، ومقابر أحمد شرفي – وحين ذهب المشيعون الى مقابر سوق ليبيا، إكتشفوا بأن جثمان الشهيد لم يصل هناك أيضاً. فبدأ المئات من المشيعين يتنقلون من مقابر الى أخرى في منطقة أمدرمان. وحين تأكد المشيعون بأن الأجهزة الأمنية أخفت الجثمان، توجه عدد منهم الى مستشفى أمبدة، وهناك إعتقلت الأجهزة الأمنية حوالي 15 ناشطة وناشط وإقتادتهم الى أحد مراكز الإحتجاز بأمبدة. وأبلغ (حريات) معتقل تم إطلاق سراحه، أنه شاهد لويس ايويل ورابيك الطالب بجامعة الخرطوم كلية الصيدلة يتعرض لتعذييب وحشي في مبنى جهاز الأمن (عمارة بحري)، منذ أن تم إعتقاله ظهر الإثنين 30 يناير في التظاهرة التي إنطلقت من ميدان جاكسون، وأضاف بأن لويس في وضع صحي غير مطمئن نتيجة للتعذيب الشديد والمنظم الذي خضع له. وفي السياق نفسه أبلغ أحمد يوسف – المعتقل الذي اطلق سراحه مساء 31 يناير – (حريات) بأن الأجهزة الأمنية اعتقلت منذ الساعة الرابعة والنصف مساء القيادات الطلابية لقوى الاجماع الوطني بعد فراغهم من إجتماع بدار حزب الأمة بأمدرمان، وانهم يتعرضون للضرب والإهانات بمباني الأمن السياسي في بحري. وذكر من القيادات الطلابية الذين يتعرضون للتعذيب : - كمال محمد عثمان، محمد عبدالرحمن، عبد الله مكي، راشد ابو الحسن، واحمد التيجاني. ورغم كل الاعتقالات والضرب والإهانات قررت القيادة الموحدة لتنظيمات حركة شباب 30 يناير التظاهر مجدداً يوم الخميس القادم 3 فبراير. وحددت تنظيمات الحركة الأساسية (حركة شباب لأجل التغيير- شرارة-، لجان المقاومة والتغيير بالمدن والاحياء، حركة قرفنا) يوم الخميس لمزيد من إحكام التسيق ولتلخيص والإستفادة من تجربتي الأحد والإثنين، واللتين أكدتا ضرورة خروج التظاهرات من جميع المناطق في نفس التوقيت.