اجاز المجلس القيادي للمؤتمر الوطني فى اجتماعة برئاسة المشيرعمر البشير مساء أمس بقاعة الزبير محمد صالح, زيادة اسعار المحروقات. وقال د. نافع علي نافع فى تصريحات صحفية عقب الاجتماع ان المجلس القيادى اجاز السياسات الاقتصادية التى تسد الفجوة فى ميزان الدفوعات والمحروقات . هذا وسبق وكشف الخبير الاقتصادى حسن ساتى بان الحكومة تربح من المواد البترولية (5) ملايين جنيه (مليار قديم) . واوضح فى حوار مع صحيفة ( الاخبار) يوليو2013 ان برميل الجازولين من المصفاة يكلف (17) دولار ما يعادل حوالى (119)جنيهاً ويعني ان سعر الجالون ثلاثة جنيهات، وإذا أعطينا الحكومة والشركات الموزعة نسبة (25%)و (15%) على التوالي وأخرى (10%) يصبح سعر الجالون (4.5) جنيهات وبذلك يغطي تكلفته وأرباح الحكومة والشركات الموزعة فيها. وهو يُباع اليوم بثمانية جنيهات وهذه زيادة عن سعر التكلفة بنسبة (100%) وهذا يعني أن أي حديث عن رفع الدعم كلام للاستهلاك . كما كشفت معلومات خبراء اقتصاديين اخرين ان ميزانية عام 2013 تقدر عائدات الحكومة من صادر البنزين ب (363)مليون دولار . وان إنتاج الجازولين المحلي يغطى 70% من الإستهلاك ، ويغطي الباقي (30%) عن طريق الإستيراد . ويقدرون ايرادات الحكومة النفطية بانها تتجاوز ال 8 مليار جنيه في السنة وليس 5.99 مليار جنيه كما هو وارد في ميزانية 2013 . واستناداً علي هؤلاء الخبراء فان النظام يربح 12 جنيهاً في كل جالون بنزين و7 جنيهات في كل جالون جازولين بخلاف المشتقات الأخري مثل الغاز والفيرنس وغاز الطائرات والكيروسين ، والمعلومات المؤكدة حول الكهرباء تفيد أن تكلفة الكيلوواط/ ساعة لا تتجاوز ال10 قروش بينما يباع الكيلوواط للمواطن – تحت زعم الدعم – بمبلغ 15 قرشاً ، والكيلوواط التجاري ب 26 قرشاً للمساكن وبأكثر من ذلك للصناعة والزراعة والشركات والمؤسسات . وفيما يتعلق بالسكر ، فإن السعر المعلن ( 6 ) جنيهات للكيلوجرام يعادل ضعف السعر العالمي . وقال البروفيسور عصام بوب فى تصريحات لصحيفة (الصحافة) ان الحقيقة المرة التي لا يعلمها كثير من الناس أن ارتفاع أسعار السلع والخدمات مرده إلى زيادة الضرائب الحكومية عليها وعلى مدخلاتها وزاد أن المواطن لا يصدق ما وصفه بأكذوبة الدعم خاصة بالسلع المنتجة وطنيا مثل النفط والسكر اللذين تفرض عليهما ضرائب تفوق 300% . وأضاف بوب أن النتيجة الحتمية لزيادة اسعار الوقود ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأخرى ومن ثم ارتفاع معدل التضخم الذي توقع أن يصل إلى معدلات تتجاوز الصفرين وعندها ستنهار وتتدهور عجلة الإنتاج الحقيقي (الزراعة والصناعة) ومن ثم جر مزيد من المواطنين لدائرة الفقر. وقال بوب ان من أهم سبل الخروج من الازمة تخفيض صرف الحكومة غير المنتج ومكافحة الفساد وتغييرالادارة الاقتصادية . ورأى الامين العام للحركة الشعبية ياسرعرمان في رفع اسعار المحروقات فرصة لأوسع عمل مشترك يضم جماهير الجبهة الثورية مع كافة الفئات المتضررة للقيام بعمل جماهيري سلمي، لمقاومة زيادة سعر المحروقات وإيقاف الحرب والقضاء على دولة الفساد، مطالباً بالخروج إلى الشارع، واعتبر أن زيادة سعر المحروقات موجه أولاً ضد المهمَّشين والفقراء، وعلى جميع السودانيين ولا سيما أهل المناطق التي تدور فيها الحروب، من الموجودين في المدن، أن يدركوا أن إنهاء الحروب يبدأ بإزالة نظام المؤتمر الوطني. وقال تحالف قوى الإجماع الوطني أنه لا يمكن لحزب سياسي محترم ان يقبل بزيادة الأسعار التي تعتزم الحكومة إعلانها في الفترة القادمة، ووصف الناطق الرسمي باسم التحالف كمال عمر هذه الزيادات بأنها عبارة عن فاتورة لقتل أبناء وبنات الشعب السوداني، وقال لم يكفي الحكومة أنها تركت هذا الشعب في العراء وفي معسكرات النزوح بسبب حروبها التي أشعلتها، ويقتله الجوع ويتملكه الفقر لتعلن زيادة جديدة في الأسعار المشتعلة، مشيراً إلى أن الحكومة تعتمد سياسة إفقار متعمد للشعب السوداني، وسخر من زيارات وزير المالية للقوى السياسية. واضاف بحسب ما اوردت (الميدان) : إن الوزير يعلم رأي قوى المعارضة الحقيقية التي أعلنته في بياناتها وندواتها، وقالت فيها إنها تقف ألف أحمر في وجه الزيادات مؤكداً أن ذلك أتى من إيمان المعارضة وإلتزامها بخط الجماهير واستعدادها للدفاع عن مصالح الجماهير، وكشف عن أن التحالف سوف يقود تعبئة جماهيرية ويخاطب كل قطاعات الشعب من أجل الخروج للشارع، واصفاً الشعب السوداني بأنه شعب همام ويعرف كيف يدافع عن حقوقه، مضيفاً أن الشعب سوف يلقن المؤتمر الوطني درساً لن ينساه، مشدداً على أن التحالف لن يدع هذه الخطوة تمر دون فعل حقيقي، وتحدى قادة المؤتمر الوطني بإلبقاء في السودان حال إندلاع الانتفاضة الجماهيرية وقال ساخرا:( رأيناهم كيف هربوا وجهزوا طائراتهم مستعدين للهروب خوفا من الانتفاضة التي هددت وجودهم في يونيو ويوليو من العام الماضي، مشددا على أن المظاهرات القادمة ستكون أوسع نطاقاً من سابقتها وقال: إن الشعب ليس على استعداد ليدفع فاتورة فشل النظام وسياسته الاقتصادية وجدد عدم قدرة الوطني على إيقاف المد الجماهيري، وقال ننصحهم بقراءة تاريخ الشعوب، وتوعد بمد جماهيري قادم وصفه بأنه سوف يكون كالسيل الجارف.