قال مستشار البشير لشؤون الأمن صلاح عبد الله (قوش)، الإثنين 31 يناير، خلال لقاء مع أساتذة جامعات ومسؤولين حكوميين، إن السياسة الأميركية في المرحلة المقبلة تجاه السودان – رغم توافقها على هدف ضرورة إسقاط نظام الإنقاذ – ستستمر في ذات فلك سياسة المهادنة التي انتهجتها طوال الفترة الانتقالية من أجل إكمال إنفاذ اتفاق السلام وفصل الجنوب، واعتبر فصل الجنوب الإنجاز الوحيد للسياسة الخارجية الأميركية التي تسعى لاستلام فاتورته، وأضاف (إن تحقيق هذا الهدف جعل من الأطراف الأميركية تحرص على تجنب حدوث أي صدام بين الشريكين خلال الفترة التي أعقبت توقيع اتفاق السلام الشامل)، وتابع (إن حرص الولاياتالمتحدة على عدم تحول الجنوب إلى دولة فاشلة أو غير مستقرة يجعلهم يدورون في فلك ذات السياسة وبذل الوعود للشمال من أجل توظيفه في استقرار الجنوب حتى لا يصبح دولة فاشلة)، ونوه إلى أن الموقف الدولي تجاه السودان الذي تقوده الولاياتالمتحدة الأميركية يتأثر به الموقف الإقليمي الذي يدور في فلكه)، وقال صلاح عبد الله (إن موقف الإدارة الأميركية رغم اتفاقه مع ضرورة إسقاط النظام إلا أنه يتسم بالسير على ذات النهج الذي اتبع خلال الفترة الانتقالية)، واعتبر أن (الإدارة الأميركية تميل إلى إسقاط نظام الإنقاذ بالتدرج بدلاً من الاستهداف المباشر الذي تحرض عليه مجموعات الضغط الأخرى وتتعشمه القوى المعارضة بالداخل)، مؤكدا (أن جل أعضاء الكونغرس مع الاستهداف المباشر، فيما تميل قوى أخرى للحوار مع الإنقاذ والعمل على إضعافه).. إلى ذلك قسَّم صلاح عبد الله مواقف القوى السياسية بالداخل لقسمين، أحدهما وصفه ب (التطرف) والعمل على إسقاط الحكومة، ويضم هذا القسم المؤتمر الشعبي بزعامة الترابي، وقوى اليسار، والثاني يقف (بين بين) ويضم الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي، وقال (هو تيار يريد إسقاط الحكومة، لكنه يرى صعوبة ذلك، فلذلك يلجأ للحوار). وذكر المستشار الأمني (أن من يودون إسقاط النظام كانوا قد خططوا لقيادة حملة سياسية جماهيرية وزعت فيها الأدوار على كل المستويات بالمركز والولايات وحتى على المستوى القاعدي بصورة محكمة على الورق وتكرار ما حدث في تونس ومصر)، لكنه استبعد قيام انتفاضة شعبية (بتلك المواصفات)، وقال (إن من يسعون لإسقاط النظام رأوا أن التوقيت الآن غير مناسب وطالبوا بتأخير التحرك)، وأشار إلى أن (حزبي الأمة والاتحادي نصحوا القوى الساعية لإسقاط النظام بأنه من الممكن التفاوض معه والوصول لتفاهم مشترك، وقال (إنهم لم يستمعوا لكل هذا).