الشونة فيصل يا أبانا المؤمثل يوسف حمد فرحتُ؛ وحق لجميع السودانيين الفرح والزهو، بتسلُم الأستاذ فيصل محمد صالح جائزة (بيترماكلر) التي تكافئ الشجاعة والنزاهة فى مهنة الصحافة، عقب فوزه بها. فهو الأحق بصعود ذكره الحسن للسماء، لكونه من قلة قليلة ماجدة أفلحوا في الإنفكاك من محنة الدهنسة التي غشيت الصحافية في المنطقة العربية بأكملها، ونجوا من مماهات التيار الغبي الجارف، الذي ساق الصحافة من مهنيتها، وخلطها خلطاً تافهاً بالمواقف السياسة المنحازة. في هذا الخضم لم يتخل فيصل عن واجب الطهارة والنقاوة والمسؤولية المفروضة على الصحافيين والمثقفين بعامة، ولا تبع الذين خارت قواهم في منتصف الطريق، وحملوا الصحافة من مهنيتها إلى الوظيفية، وذلك بإيثارهم أن يعلقوا ضعف شكيمتهم وزللهم بإكسسوارات (الواقعية) التي ركلها فيصل ركلاً مشهوداً. فهو يعي، تمام الوعي، حدوده كصحفي ويلتزم بذلك، ويكتب بحذق بائن ومشهود، حين يعلق على السياسة بأدبه الجم. أقول أدبه وأعني المعنيين تماماً؛ إذ نحمد لفيصل أنه جاء إلى السياسة والصحافة من دنيا الأدب الماهلة، وربط بينهما ربطاً رائعاً، يبين حدود كلٍ بلا خلط، مثلاً، استضاف السياسة كشاعر، أرقى ما تكون الاستضافة، وألذ: يلا يا أولاد المدارس في ربى السودان وسهلو يلا شخبطوا في الكراريس، أكتبوا الواجب وحلوا دينق زايد أمُحُمد أحمد؛ فاس وطورية وزراعة فاطمة زايد ميري ببقوا غنوة نيلية بشراعا وردتين على يامبيو ووردة تالتة على رفاعة لفيصل سلطة معرفية ويد طولى، يعترف بهما جميع الذين عرفوه مباشرة، أو خبروه من (أفقه البعيد)، وله أفضال على هذه البلاد، يقر بها الخصوم، قبل الأصدقاء، وفوق ذلك، له جاذبية مهنية ساحرة، ننساق لها نحن صغار الصحافيين؛ وكبارهم أيضاً؛ طائعين، من القاهرة حتى جوهانسبيرج، ويتوفر بها على سلطة أخلاقية، حولته إلى ضمير جيل بأكمله، يتحرك أفقياً ورأسياً، من البحر إلى غاية المحيط، وأصبح بذلك أبو المهنية الصحفية المؤمثل، وحين يتلجلج أينا، وتنطمس لديه دروب المهنية، في موقف مّا، من المواقف المخلوطة عمداً؛ يسارع إلى معرفة الموطأ الذي يقف عليه فيصل؛ فهناك فقط، تسلم أرجلنا من الزلل. https://www.facebook.com/profile.php?id=100000624781896&fref=ts