:: ومن لطائف دافوري بلدنا المسمى - مجازاً - بكرة القدم، نجح الأمين البرير رئيس نادي الهلال - قبل عام تقريباً - في تحقيق الفوز على الحكم الجزائري جمال الحيمودي بالضربة القاضية في أول ملاكمة نوعية تشهدها ملاعب كرة القدم في تاريخها (القديم والجديد)، وكان ذلك بين شوطي مباراة الهلال والترجي التونسي..بعد الضربة القاضية، سألت الصحف خبيرنا العالمي كمال شداد عن رأي قوانين الفيفا في الحدث وعن العقوبات المتوقعة لرئيس نادي الهلال، فأجاب شداد بنص معناه : للأسف لا أستطيع التكهن، وقوانين الفيفا لاتحمل نصاً يعاقب رؤساء الأندية في حال ملاكمتهم حكام المباريات، فالذين شرعوا قوانين الفيفا لم يتوقعوا أن يحدث مثل هذا الحدث في (عالم كرة القدم)..!! :: تذكرت تلك الوقائع - وحيرة البروف شداد - مساء الإثنين الفائت باستاد بورتسودان.. بعد انتهاء مبارة حي العرب والنيل الحصاحيصا لصالح حي العرب بهدف المحترف النيجيري شعيب، ابتهج جمهور الرياضة ببورتسودان بانتصار فريقه، وهتف بالهتافات المألوفة في دور الرياضة (تحفيز ومكاواة)..محمد سيد أحمد - رئيس اتحاد الحصاحيصا ومساعد رئيس الاتحاد العام ورئيس كيان الشمال - لم يحتمل أفراح جماهير حي العرب، وعبر عن غضبه من تلك الأفرح بالبصق في وجوه الجماهير..ولولا لطف الله ثم وجود بعض حكماء المدينة بالإستاد في تلك اللحظة، لبصقت سيوف البجا - وسفروقتها - دماً ودموعاً في وجه محمد سيد أحمد من وطأة الغضب ..!! :: والمدهش، بعد احتواء غضب الجماهير، قصد محمد سيد أحمد نادي حي العرب، لا ليعتذر لجماهير النادي والبحر الأحمر، ولكن ل (يبرر خطل تصرفه)..لم أقصد كل الجمهور بالبصق في وجوههم ولكن بعضهم، أو هكذا برر مساعد رئيس الاتحاد العام - ورئيس اتحاد الحصاحيصا ورئيس كيان الشمال - تصرفه الأشتر بمظان، فسخر منه أقطاب النادي ورواده وخاطبوه : (عذرك أقبح من ذنبك)، ونجح الصادق المليك وآخرون في احتواء غضبة أخرى بالنادي، وخرج سيد أحمد - من النادي أيضاً - محاطاً بسياج من الحكماء..من أين أتت الرياضة بهؤلاء؟، أوهكذا تساءلت أمام المشاهد التي لاتزال حديث المدينة.. فالمعروف عن حمقى السياسة أنهم توافدوا إلى سوح السياسة من أحزاب لم تحسن تربيتهم بحيث يكونوا (حكماء وعقلاء)، فمن أي الأبواب توافد حمقى الرياضة إلى ملاعب الناس ..؟؟ :: للأسف، حمقى الرياضة أيضاً كما حمقى السياسة، توافدوا من أبواب الأحزاب السياسية و(الكيانات الجهوية)..وما كان يجب فتح دور الرياضة وأبواب ملاعبها وعضوية أنديتها لهؤلاء الذين أفسدوا حياة الناس السياسية والاجتماعية..قديماً كان المجتمع المعافى يقدم أفضل الحكماء والعقلاء إلى قيادة العمل الرياضي بالاتحادات والأندية، حتى صار الكل يضرب بحكمتهم ورجاحة عقلهم المثل..(خلي روحك رياضية) أو هكذا كانت روح الرياضة - والرياضي - هي المثل الأعلى في المجتمع والقدوة الحسنة..ولكن، وليس في الأمر عجب، كما اختفت كل الأشياء الجميلة من حياة الناس والبلد، اختفت تلك الروح الرياضية أيضاً من سوح الملاعب، وحلت محلها أرواح تلاكم الحكام بالضربة القاضية عند الهزائم وأخرى تبصق في وجوه الجماهير المنتصر فريقها..وكما احتارت قوانين الرياضة في عقاب رئيس الهلال، سوف تحتار في عقاب رئيس اتحاد الحصاحيصا أيضاً في حال الاحتكام عندها، وهكذا يأتي قادة رياضة بلادنا كل يوم ببدعة (تحير الفيفا)..وعليه، فالفيفا بحاجة إلى إعادة صياغة قوانينها العقابية، لتواكب أخلاق قادة الرياضة بالسودان ..!!