التحالف النسوي السوداني (اللجنة التمهيدية) يا جماهير نساء السودان تحية مفعمة بروح الثورة و النضال ..نناشدكم اليوم لنقف معا على أوضاع المرأة السودانية في حقب الديمقراطية و النظم العسكرية وكيفية التحرر من ذلك الانغلاق لتصبح المرأة السودانية حرة مستقلة مشاركة في الحياة الاجتماعية السياسية للوطن مادة أياديها لجموع الشعب السوداني لتنهض به إلى مصاف الشعوب الحرة الواعية … منذ الاستقلال إلى انقلاب البشير عام 1989 وجلها لا تزيد عن احد عشرة عام شهد السودان تطورا في مجال الوعي بقضايا المرأة . في تلك الفترة قام الاتحاد النسائي السوداني بمجهودات جبارة حقق فيها الكثير من الانتصارات للمرأة السودانية بما استلهمه من نضالات المرأة السودانية منذ الكنداكة فى النوبة القديمة قبل الميلاد مرورا بمهيرة وبنونه إبان الاستعمار التركي المصري حتى القرن التاسع عشر و للأسف تراجعت هذه الانتصارات اثر كل انقلاب عسكري شمولي إذ أفقدت الانقلابات العسكرية في السودان المرأة ما اكتسبته خلال تاريخ طويل من النضال . قامت الانقلابات بتغييرات في الدستور والقانون حيث أضحت النساء السودانيات ضحايا تلك التغييرات الدستورية والقانونية .و منذ عام 1989 تراجعت حقوق المرأة بصورة لم تحدث طوال تاريخ المرأة في السودان اثر التغييرات الجذرية التي أحدثتها حكومة الجبهة الإسلامية في الدستور ونعته بالدستور الإسلامي . يا جماهير النساء: إن النظام السوداني فقد كل صلاحياته في الحكم وفشل في إيجاد مخارج ومارس كل أنواع العنف والقمع والبطش ضد المحتجين السلميين. إذا ان مقومات النظام في السودان الآن لن تصلح للمرحلة القادمة كما أن التنظيمات النسوية مازالت تحتاج لبلورة مشروع وطني جامع يستوعب المطالب النسوية. حكم الإسلاميين 24 عام أدي إلي إقصاء وتهميش المجتمع السوداني وتقسيم السودان ولذلك فان التحالف النسوي السوداني يسعى بشكل جاد في ضم جماهير النساء في خطاب وطني واحد لتقديم حل سياسي مناسب لحالة الانهيار الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي في السودان. إن القضايا النسوية تعتبر من أهم القضايا في مجتمعاتنا و لان المرأة تشكل نصف المجتمع فقضاياها ترتبط بالمجتمع كله بما فيه من ايجابيات و سلبيات. ومواكبة للتطورات الجديدة ونتيجة لاتساع دور المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية أصبح من الضروري وجود كيان وجسم موحد للمجموعات النسوية المختلفة ويكون صوتا واحدا عن المرأة السودانية و قضاياها ..إن هذا لأمر ضروري في ظروفنا الحالية و البلاد تمر بأزمات سياسية اقتصادية اجتماعية لم يكن لها مثيل في تاريخنا الحديث . إن التحالف النسوي السوداني من اهم اهدافه قضية المرأة، حقوقها وواجباتها، قضية الأسرة والمجتمع، قضايا السيادة والديمقراطية. وهكذا سيصبح التحالف مرجعاً نضالياً لبلادنا التي تعاني من الديكتاتوريات ونظام الحزب الواحد والسيطرة الشمولية .إن وجود هيكل نسوي منفصل يعزز مشاركة النساء في العمل الاجتماعي و السياسي فبلادنا لا تتطور و نصفه معطل .. قضايانا تحتاج لمشاركة الجميع . ضرورة إشراك المرأة في الحياة السياسية من اجل حقوقها أمر في منتهى الأهمية للمرأة في الريف و الحضر . يا جماهير النساء: إن المرأة السودانية المشاركة في الحياة الاجتماعية و السياسية تصبح قوة ضخمة في حركة النضال السياسي والاجتماعي . ثورة 23 سبتمبر جاءت لصد انتهاك حقوق المرأة الديمقراطية ومثل هذا الموقف من شأنه أن يدفع بعوامل الإصلاح في ميدان الأحوال الشخصية ودفع الدين ليظل في حياة الناس دافعا ايمانيا قوي يثري حياتهم بالمبادئ الدينية الأخلاقية . تنقض النظم العسكرية على الانظمة الديمقراطية و تصادر الحقوق والحريات الديمقراطية وتفرض نظام الحزب الواحد وتحل الأحزاب والتنظيمات الديمقراطية والجماهيرية مثل اتحاد الشباب السوداني والاتحاد النسائي واتحادات الطلاب والروابط المهنية و العمالية ، وتزج بتنظيمات فوقية غير مؤثرة . عند انقلاب 30 يونيو 1989م واجهت المرأة السودانية الكثير من صنوف التنكيل والاضطهاد اعتقال، تشريد، قمع . كما تم إصدار قانون للأحوال الشخصية يحرمها من حقوقها التي كفلها لها الدستور بالإضافة إلى آثار الحروب الأهلية على النساء مثل النزوح ,التشرد والاغتصاب، فان المرأة السودانية تعاني تمييزا ممنهجا لابد من توعيتها لتسعى للقضاء على جميع أشكال التمييز ضدها. إن التحالف النسوي السوداني هو حركة نسويه ذات تطلعات ديمقراطية واسعة القاعدة تستقطب الجانب النسوي في جميع المناطق سواء كانت المدن الكبيرة أو الصغيرة والقرى والارياف ..تنظيم التحالف النسوي السوداني سيكون له دور فاعل في المرحلة الراهنة و سيأخذ في الاعتبار ما جاء بالتعاليم الاسلامية بشقيها السنة و الشرع و ايضا بما جاء في اتفاقية الأممالمتحدة للقضاء على كافة أشكال التمييز ضد النساء وكافة الفوارق سواء أن كانت قانونية أو سياسية أو اقتصادية وبما جاء من بنود من منظمة حقوق الإنسان لتكون النبراس الذي يهدينا إلى الطريق الصحيح .دور الحركات النسوية في العهود السابقة في السودان اقتصر نشاطها على الجانب الخيري والإنساني وافتقرت إلى إستراتيجية الارتقاء بأوضاع المرأة. وانطلاقا من هذا ولخلق حركة نسوية فاعلة في السودان ولكي يكو ن التحالف النسوي السوداني قادر على قيادة الحركة النسوية في السودان وإعدادها إعدادا جيدا للمشاركة في عملية التغيير المطلوبة ولتحقيق هذا الإطار في المجال الفكري و الإعلامي لابد من خلق صحافة إعلامية مؤمنة بحقوق المرأة والقوانين التي تهتم بالمرأة.. نؤمن بضرورة مشاركة المرأة السودانية في التنمية والمشاركة السياسية وحقها في العمل والحق في الحماية الصحية وحقها في الضغط المستمر على الحكومات لتبني حلولا لمشاكلها والمشاركة في التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا وحبوباتنا ..نحن مجموعة من نساء السودان اللائي يتطلعن للحكم الراشد و للحرية و العدالة والاستقرار والسلام ندعوكم للانضمام إلينا في هذا الجسم الذي أسسناه لنكون صوتا واحدا ضد الفساد القهر انتهاك حقوق المرأة و تمزيق البلاد و لنكون مدافعا قويا لحقوق المرأة السودانية و نبذ العنف و الفساد و الحكومات الجائرة ولحفظ بلادنا من التمزق والتحرر من التمييز و التهميش و لحكم ديمقراطي حديث يضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع في سبيل المساواة والسلام والديمقراطية والتقدم الاجتماعي . إن المشاركة السياسية أمرا مهم لمشاركة المرأة باعتبارها نصف المجتمع ولإدماج هذا الكم الهائل من النساء في العملية السياسية ووضعها في موضع المسؤولية أسوة بالرجال . لابد من إتاحة الفرصة للمنظمات النسوية في عملية التغيير وفي المشاركة في كافة المجالات وليكن التحالف الوعاء الذي يجمع كل المنظمات النسوية والأفراد بكل ألوان الطيف. اللجنة التمهيدية للتحالف النسوي السوداني 25 نوفمبر 2013.
