حذرت مجموعة الأزمات الدولية ICG من أن الفشل في تطبيق إتفاقية السلام بشرق السودان وعدم مخاطبة جذور الأزمة يهدد بإنفجار الحرب من جديد وتحول الشرق إلى دارفور أخرى . ومجموعة الأزمات الدولية التي مقرها في بروكسل من أهم مؤسسات التفكير والبحث التي يستند على تقاريرها متخذو القرار في الدول الغربية . وأكدت المجموعة في آخر تقاريها 26 نوفمبر الجاري بأن فشل إتفاقية سلام شرق السودان نموذج آخر لفشل منهج السلام بالتجزئة وسياسة المؤتمر الوطني القائمة على (فرق تسد divide and rule) . وأضافت المجموعة ان عدم تنفيذ البنود الرئيسية للإتفاقية وتقسيم جبهة الشرق على أسس قبلية وإستمرار إستغلال موارد الأقليم بواسطة المركز الذي لا يقبل إلا بمشاركة الفتات ، أدت مجتمعة إلى تغذية النزعات الإنفصالية في الاقليم حتى ضمن قواعد المؤتمر الوطني بالشرق ، وإلى ان فصائل متزايدة بدأت تدعو إلى إسقاط النظام والإلتحاق بالجبهة الثورية . ومع الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور فإن تجدد الصراع المسلح في الشرق يبرز بإعتباره الإحتمال الأرجح . وأشارت المجموعة الى انه بسبب تفشى الإتجار في البشر والأسلحة بدعم من أجهزة في الدولة ، والنزاعات المحلية حول الأرض ، وتسليح الحكومات لمليشيات ، وطبيعة العلاقات التي لا يمكن التنبؤ بها بين اريتريا والسودان ، وتزايد الصراع بين ايران واسرائيل حول البحر الأحمر ، ربما تؤدي هذه الأسباب المختلفة إلى استخدام مظالم الشرق من قوى سودانية واقليمية ودولية في حروبها بالوكالة . ودعت مجموعة الأزمات الدولية إلى عقد مؤتمر تشاوري بشأن تنفيذ إتفاقية سلام الشرق ، وإجراء عملية مراجعة لمعالجة أوجه القصور ، وإعادة إدماج محاربي جبهة الشرق ، ومراجعة إختلال تمثيل الشرق في الخدمة المدنية ، وإرساء آليات فعالة لمكافحة الفساد وضمان الوفاء بإلتزامات صندوق إعمار الشروق ، وإدماج أصحاب المصلحة في عملية صنع القرار وإدارة ومراقبة المشاريع وأولويات التنمية ، وتحسين الخدمات الأساسية ، والسماح الفوري لمنظمات الإغاثة بالوصول إلى المناطق المتأثرة خصوصاً جنوبطوكر . كما دعت المجموعة إلى إشراك الشرق مع فصائل المعارضة الأخرى والجبهة الثورية ومنظمات المجتمع المدني في ترتيبات الفترة الإنتقالية على النطاق الوطني ، والتي تهدف إلى إتفاق شامل لإطلاق النار ، ووصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع ، والتوصل إلى خارطة طريق سياسية بمعايير محددة المعالم تشمل مناقشة والإتفاق على نظام الحكم الذي ينهي الصراع بين المركز والأقاليم ، وصياغة دستور دائم للبلاد .