عثمان شبونة * برأت محكمة الملكية الفكرية الخبير الإقتصادي د. فيصل عوض من تهمة إشانة سمعة الرئيس السابق للهيئة العربية للاستثمار علي الشرهان (المادة 17 من قانون المعلوماتية).. وكانت المحكمة قد استعانت ببعض الشهود من داخل الهيئة في سابقة نادرة إذ أكد البعض فساد الشرهان بالوثائق.. ومعروف عن الشرهان أنه تجبّر مسنوداً بشقيق الرئيس (عبد الله حسن احمد البشير).. ظل عبد الله ينفث رائحة أطماعه اللا محدودة قبل أن تكشف الدول الأعضاء في الهيئة ورطة الشرهان حتى النخاع مع بيئة الحكم الفاسدة في السودان؛ ثم تنحيته بالإجماع. * المحكمة التي حاول بعض عتاة الجريمة تضليلها بتهم ملفقة للدكتور؛ نصع بيانها؛ إذ كشفت تلاوتها للحكم يوم الخميس الماضي كيف أن المظلوم تحول فجأة إلى ظالم..!! فالمعروف أن فيصل هو المتظلّم من الهيئة بالفصل التعسفي؛ وفي سبيل البحث عن حقوقه دفع ثمناً غالياً؛ إذ تم اصطياده بواسطة جهاز الأمن من أمام مكتب العمل.. أُعتقل مراراً.. وتمت مصادرة متعلقاته في أسوأ استغلال لقانون جرائم المعلوماتية الذي جاء خصيصاً للإنتقام من خصوم النظام الإرهابي القائم في الخرطوم..! * الأبعد من ذلك أن (متعهدي الفساد) داخل الهيئة يعتبرون د. فيصل هو المحرض لعشرات السودانيين الذين سحق الشرهان حقوقهم جهاراً نهاراً بمباركة وزيري المالية والزراعة..! المدعو الشرهان الذي وجد فرصته كاملة بمعية مافيا البشير في تدنيس الهيئة؛ قال يوماً: ( أن لكل سوداني ثمن)..! وهاهي فرصة دكتور فيصل ليدفع الشرهان الثمن مع (نفايات) حطوا قدر البلاد لتنتفخ جيوبهم..! * لمزيد من المعرفة بجوانب القضية التي أهملتها صحف الخرطوم؛ يمكن للقارئ مطالعة هذين المقالين بعنوان (الهيئة العربية تحت قبضة البشير وعصابته).. كما يمكن مطالعة عناويننا الأخرى حول ذات القضية: http://alrakoba.net/news-action-show-id-81946.htm http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-82245.htm * الأدهى أنني كنتُ شاهد عيان على مدى انحطاط وزير الزراعة المتعافي (وهذا ليس بغريب على الانتهازي مُفسد الزراعة).. فقد كان أحد الإخوة يكلّم رئيس الهيئة الجديد د. المزروعي الذي خلف الشرهان.. المتكلم كان يثني على مزايا دكتور فيصل وشهامته واخلاصه لوطنه وحبه لعمله؛ لكن المزروعي عاجله بعبارة صادمة: (طيب أيش قولك أن وزيركم بتوع الزراعة يقول عن دكتور فيصل كلام ما كويس.. ويقول أنه زول مشاكل..)..!! * (زول مشاكل) لأن ذمته نظيفة.. يحب بلاده وأهله.. لم يرتضي السكوت على فساد الشرهان وشركائه من كبار الرتب في أجهزة المؤتمر الوطني.. نعم.. هو (بتاع مشاكل) مثل خبير الهيئة السابق دكتور الأحيمر الذي لم يُعرف مصيره بعد، فربما قتلوه.. اختفى الإحيمر من الوجود لأنه كشف بالصور والوثائق علاقة فساد الشرهان بشقيق المشير المدعو عبد الله…! أراد الأخير تحويل الهيئة لشركة خاصة بآل البيت؛ ولتشرب الدول العربية من البحر..!!! * مبروك البراءة للخبير السوداني الأصيل فيصل عوض؛ لم يرهبه المتعارصون ولا أغرته الوساطات.. سنكون معه شهوداً وحضوراً في تحريك الملف الخطير لينقلب على الهيئة واللصوص (الوطنيين..!!)..!!! أعوذ بالله