ابادماك سوداني [email protected] اسقاط النظام هو تدمير للقوي القديمه التي ظلت تمده لطيلة ربع قرن حسوما منذ 89 وعبر تمظهراته في عقابيل قوانين سبتمبر المايويه وخلال نزوات الدستور الإسلاموي الرغائبيه اتبان الستينات . ان إسقاط النظام يعني انه لم يستطيع الصمود امام التناقضات التي عصفت به من كل جانب في إدعائه بالطهر والنقاء والعداله والاخلاق وفق منهجه الإسلاموي اللاهوتي حيث قبع في اتون الفساد والدماء والظلم والإستبداد ممايعكس انهيار منظومته الفكريه بعد ان انهارت بنيته التنظميه وضعفت قوته السياسيه وقدرته المالية وهيمنته الإعلامية والدعائية ووفق هذا المعني من سقوط النظام يتفتق نظام جديد قوامه قوي جديده تنتهج مسارا تاريخيا مغايرا يؤسس لسيادة الشعب بدلا عن سيادة الكهنوت ودولة تراعي حقوق الإنسان بما فيها من الحقوق الفردية واحترام الحريات الشخصية وصون خصوصيتها بدلا عن دولة الحسبه والشريعه والنظام العام وتقيم سلطه سياسيه ونظام اجتماعي يثق في العقل وفي قدرته علي ادراك الفعل الإنساني وصياغة رؤيته للعالم بل ويحرره من الثوابت الغائية والطلاسم الي بوابة الحداثه والعلم والنهضه الشامله. فمنذ ان اصدر الدكتور حيدر ابراهيم علي مدير مركز الدراسات السودانيه مؤلفه سقوط المشروع الحضاري في العام 2004 كان هذا اعلانا بوفاة هذا النظام اكلينيكيا ولكن تبقي هذا الجسد الذي يلقي بثقله علي السودان وقاسما لظهر السودانيين بتجمع الطفيليين وحلفاؤه المصلحيين والذين يتسترون به من جرائم منكرة مطلوبين فيها امام المحاكم الدولية. ان عملية قبره بعد ان قبر مشروعه الأيدلوجي لاتتأتي الا من خلال حراك القوي الجديده الثائرة من منتجين بأذهانهم وايديهم ومثقفين ومهنيين وعمال ومزارعين ورأسمالية منتجه وفي القوميات المهمشه والمسحوقه وفي جماهير النساء الرازحات تحت القهر وفي الشباب والطلاب التواقين الي توظيف طاقاتهم الخلاقه وعندها ستستطيع تشيعه الي مثواه الأخير اذا اعادت ذروة الصراع الي نهاياتها الثورية وادارت عملها الجماهيري المنظم وفق تحالفاته العريضه وسبرت اغوار قريحتها الفكريه لتجترح مشروعا للنهضه الوطنيه الشامله.