بكري الصايغ [email protected] 1- ***- ان الذي يتمعن في تاريخ السودان القديم والحديث ويتوقف مليآ عند سير الرؤساء الذين حكموا السودان منذ عام 1885 وحتي اخر رئيس يحكم الأن في عام 2014، ليتفاجأ بان اغلب هؤلاء الرؤساء العظماء والذين ذاع صيتهم في كل ارجاء الدنيا وشغلوا العالميين باخبارهم وافعالهم، ليتفاجأ بان اغلب هؤلاء الجبابرة كانت نهاياتهم دموية ومؤلمة، ودخلوا التاريخ العالمي فيما بعد كضحايا لا كرؤساء كانت عندهم المكانة والأبهة والعظمة!!. وهذه المقالة اليوم مخصصة للسرد عن بعض الرؤساء (اجانب ووطنيين ) الذين حكموا السودان وجاءت نهاياتهم مفجعة وأليمة. اولآ: اللواء تشارلز جورج غوردون- (28 يناير 1833 – 26 يناير 1885) ———————— ***- ماان تجئ سيرة الجنرال غردون البريطاني، الا ونتذكر علي الفور كيف كانت نهايته ماسأوية في يوم 26 يناير من عام 1885 عندما قاموا الدراويش بقتله طعنآ بالحراب، ومن ثم بذبحه، وحملوا الرأس الي الأمام المهدي بعد ان تركوا خلفهم الجثة بلا رأس ملقاه بفناء (السراي)، وحتي اليوم لايعرف احد اين دفنت الجثة?!!..ولكن الشئ المعروف عن الرأس انها قد دفنت بالقرب من (الطابية) في امدرمان. ثانيآ: هوراشيو هربرت كتشنر أو اللورد كتشنر- (24 يونيو 1850 بأيرلندة – 5 يونيو 1916) ——————— ***- ومن مفارقات القدر وسخرياته، ان الجنرال كتشنر الذي استطاع ان يحتل السودان عام 1899، لقي هو الأخر مصرعه في يوم 5 يونيو من عام 1916 إثر تحطم وغرق سفينة كانت تقله إلى روسيا بواسطة لغم ألماني. ثالثآ: الأمام عبدالله التعايشي- ————– ***- هو المعروف باسم عبد الله بن محمد التقي الشهير بعبد الله تورشين، هو خليفة محمد أحمد المهدي السوداني وأعقب المهدي في حكم السودان بعد وفاته في 22 يونيو 1885 وحتى تاريخ استشهاده في واقعة (أم دبيكرات ) يوم الجمعة 24 نوفمبر 1899. قتل الخليفة محاربا في هذه المعركة، بعد انجلاء المعركة فرش الخليفة عبد الله فروته للصلاة واطلق عليه الإنجليز نيرانهم فقتلوه وقال قائد الغزو – وهو يقف على جثمان التعايشي- ومؤدياً تحية عسكرية له: " ماهزمناهم ولكنا قتلناهم!". رابعآ: فاروق الأول ملك مصر والسودان:' (11 فبراير 1920 – 18 مارس 1965)- ————————- ***- حتي عام 1952 وقبيل الأطاحة به في انقلاب 23 يوليو 1952 المصرية بقيادة اللواء محمد نجيب، كان فاروق الأول هو ملكآ علي مصر والسودان. وبعد نجاح الانقلاب طلبت منه القيادة العسكرية الجديدة وان يغادر مصر نهائيآ وبلا عودة مع افراد اسرته، فاختار ايطاليا كمنفي دائم لهم. توفي في ليلة 18 مارس 1965، في الساعة الواحدة والنصف صباحًا، بعد تناوله لعشاء دسم في «مطعم ايل دي فرانس» الشهير بروما، وقيل أنه اغتيل بسم الاكوانتين (بأسلوب كوب عصير الجوافة) على يد إبراهيم البغدادي أحد أبزر رجال المخابرات المصرية الذي أصبح فيما بعد محافظًا للقاهرة، والذي كان يعمل جرسونًا بنفس المطعم بتكليف من القيادة السياسية والتي كانت تخشى من تحقق شائعة عودته لمصر وهذا ما نفاه إبراهيم البغدادي. في تلك الليلة أكل وحده دستة من المحار وجراد البحر وشريحتين من لحم العجل مع بطاطس محمرة وكمية كبيرة من الكعك المحشو بالمربي والفاكهة، شعر بعدها بضيق في تنفس واحمرار في الوجه ووضع يده في حلقه، وحملته سيارة الإسعاف إلى المستشفى وقرر الأطباء الإيطاليين بأن رجلًا بدينًا مثله يعاني ضغط الدم المرتفع وضيق الشرايين لابد أن يقتله الطعام. خامسآ: الزعيم اسماعيل الأزهري- (1901-1969 م)- ————— ***- اسمه بالكامل: إسماعيل بن سيد أحمد بن إسماعيل بن أحمد الأزهري بن الشيخ إسماعيل الولي (1901-1969 م). اعتقل عند قيام انقلاب مايو 1969 م بسجن (كوبر) وعند اشتداد مرضه نقل إلى المستشفى إلى أن توفي بها. ومازال الجدل دائرآ حول اسباب وفاته وان تعمد جعفر النميري تصفيته. سادسآ: جعفر محمد النميري- (1 يناير 1930 – 30 مايو 2009)- ———————– ***- الرئيس الخامس لجمهورية السودان خلال الفترة من 25 مايو 1969 إلى 6 أبريل 1985. توفي يوم السبت الموافق 30 مايو 2009 بعد صراع طويل مع المرض. سابعآ: الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي (25 ديسمبر 1935)- ——————– ***- رئيس حكومة السودان فترتي (1967 – 1969 و1986 – 1989). اطيح به اثر انقلاب عسكري قام به العميد عمر البشير، وانتهي به الحال المزري وان اصبح بلاهوية محددة!!، فاغلب افرد آل المهدي غاضبون من تصرفاته الانفرادية التي احرجت اسم المهدي، واعضاء حزبه خاصة الشباب طالبوه بالاستقالة و(كفي 47 سنة حاكمنا بلا اي انجازات ملموسة وجنك بس كلام وحكي!!)..غدا مكروهآ بسبب اندلاقه المقزز تحت اقدام من اطاح به عام 1989!!، جاءته نهايته المرة في يوم 31 ديسمبر الماضي عندما تسلم وسامآ من البشير، وهو الامر الذي استنكره الناس بشدة، وماكانوا يتوقعون وان تصدر من الصادق الذي داب دومآ علي مهاجمة النظام!! ثامنآ: عمر حسن أحمد البشير (1 يناير 1944)- —————— ***- الرئيس الحالي لجمهورية السودان ورئيس حزب المؤتمر الوطني. وفي يوم 14 يوليو 2008 أصدر المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو مذكرة توقيف بحقه في قضية دارفور وذلك لإتهامات بأنه ارتكب جرائم حرب في إقليم دارفور، وطلب تقديمه للمحاكمة وهي أول مرة يتهم فيها رئيس أثناء ولايته، بالرغم من أن السودان غير موقع على ميثاق المحكمة، وفشلت كل محاولات الحزب الحاكم في رفع الاتهامات عنه، ومما زاد الطين بله عليه، انه مازال يواصل سياسات الابادة حتي وبعد صدور اتهامات محكمة الجنايات الدولية عليه، ويصر علي حل مشاكل البلاد المزمنة بقوة السلاح وعبر فوهة البندقية. مصير عمر البشير واضحآ للعيان، فاما ان يتغمده الله برحمته..او يلحق بقية المتهميين في لاهاي!! تاسعآ: محمد عثمان الميرغني ————- ***- محمد عثمان بن علي الميرغني. استخلف محمد عثمان على الطريقة عقب وفاة والده علي الميرغني 1968، وكان الأخير أحد أقطاب الحركة السياسية السودانية ومن مجددي الطريقة الختمية. هو ممثل الحركة الإتحادية، سماه أتباعه أبو الحرية، وخرج من السودان بعد انقلاب الإنقاذ الوطني التي أزاحت حكومة البلاد الديمقراطية، وعمل زعيماً للمعارضة ورئيساً منتخبا للتجمع الوطني الديمقراطي. شخصية غامضة وغير مفهومة، ومما زاد الغموض حوله بصورة اوسع وجوده الدائم في مصر ومن هناك يحكم حزبه في السودان، انحاز لحكم البشير لاحبآ فيه وانما حماية لبعض عقاراته ونخلاته في كسلا خوفآ من المصادرة!!، والغريب ان ابنه جعفر علي شاكلة والده، لايحب السودان حتي وان منحوه وظيفة مساعد رئيس الجمهورية ويفضل القاهرة ولندن!!