لاشك ان ظهور الاممالمتحدة كمنظمة شكل قفزة فى المجتمع الكوكبى بحيث تقدمت الإعتبارات الانسانية على النظرة القطرية واصبح علينا التوفيق بين هويتنا الوطنيه وقاماتنا الكوكبيه دون تجريدنا من حقوقنا فى ان نكون سودانيين مثلا وبنفس القدر فإن ميلاد السودان عام 1965 يعنى ان نتجاوز الأطر القبليه الى فضاء الوطن الارحب دون المساس بمسألة التنوع والهوية ، أى تفادى عملية إعادة الانتاج المنظمة للأخرين من خلال قوالب إصطناعية يفرضها المركز فنحن محكومون بمسائل أخرى معقدة مثل حقوق السكان الاصليين وحقوق المرأة وغيره ، وخلاصة ذلك ان ماهو قبلى وماهو سودانوى وماهو انسانى يجب ان يجرى فى إتساق تام . ومادفعنى إلى ذلك ماذكره الوالى فى زيارته لمحلية العباسيه تقلى بأن تقلى ليست قبيله بل هى مجرد منطقه تمتد من طوطاح إلى كرندى ويسكنها أناس كثيرون ، ولتصحيح ذلك الخطأ يجب الإقرار أولا :- بأن هناك قبيله إسمها تقلى وحتى لانجرد الأخرين من حقوقهم فى ان يكونوا كما يريدون وشخصى كاتب هذا المقال تقلاوى القبيله. ثانيا :- هناك مدينة إسمها العباسيه تقلى هكذا مركبه وإثبات ذلك يرجع الى عدد من الوثائق القديمه ومؤسسو العباسيه تقلى لهم الحق فى إبقاء هذا الاسم كما هو بإعتبار الهوية الثقافيه او بإعتبار الملكيه الفكريه . ثالثا:- هناك ما ذكره الوالى منطقة وأمه تمتد من طوطاح الى كرندى تسمى تقلى لا لأن الوالى ذكر ذلك بل لأن هناك وثائق من العهد الاستعمارى تثبت هذه الحقيقه ، يمكن اذا ان نقول بأن تقلى قبيله تطورت الى تخوم وحدود الأمه فإذا صح كل ما ذكرناه وهو صحيح بطبيعه الحال فلا مبرر من التأزم النفسى من قصة العباسية تقلى ومحاولة ذكرها العباسية (سليقة كدا). والزعم بأن أناسا معينين حينما يأتون إليها يعانون مر الإغتراب الثقافى وبالطبع هذا لا يهمنا كثيرا فالإسم باقى رغم أنف أى إنسان ولمن يحلمون بغير ذلك عليهم أن يفيقوا من حلمهم ويكونوا واقعيين واليهم نوجه هذه الاسئلة :- أولا :- هنالك أقاليم ومدن ومناطق بل حتى أحياء وقرى مثل كادقلى ، الدلنج ، الليرى ، رشاد ، المكاراب ، رفاعه ، تريعة البجا ، النوبة ، دارفور ، دنقلا ، برى المحس ، ، شلعوها الخوالده والقائمه تطول كلها أسماء قبائل هل يحس احد بما فيهم السيد الوالى بالغربة الثقافيه أو انها لا تصلح كبوتقه هوية جامعه لمجرد مدلولها القبلى ، ولماذا التأزم من مسألة تقلى تحديدا دون غيرها ، هل يمكن مثلا بتر اسم تريعة البجا لتكون التريعه فقط ؟ لأننا نرى انفسنا لسنا من البجا ؟ ، كيف لكباشى أو كاهلى يسكن منطقة برى المحس هل له الحق بإسقاط الجزء الثانى من الاسم ؟ ، وماهى مشاعر وأحاسيس حازمى يسكن مدينة أو محافظة الدلنج ؟ … ثانيا :- إذا كان المبرر يقوم على أن أسماء مناطق من نوع كترانج ، كلوقى ، أربجى ، برنكو وألتى وغيرها لا يتسق مع المنظور العروبى للسودان فكيف لرجل وائم بين إنتماءه الكاهلى لمنطقه إسمها (مورنج او ويرنى) ان يدعى بأن كلمة تقلى تعيق هذه البوتقه المزعومه عندما يتعلق الامر بمدينة العباسيه تقلى ، إذا ما مصير مدينة كدنقلا يسكنها دناقله وشايقيه وبديريه ونوبيون . وأخيرا أقول باننى إضطررت للإنزلاق الى مجارى هى ليست همى الاكبر ، ولكن ماذا افعل فهناك من البشر من يقتصر نشاطه الذهنى على هذه الترهات التى تتحول بعدها الى اقوال وافعال تقعدنا عن التقدم والتطور وتهدر وقتنا الغالى والثمين فى ما لاطائل من ورائه . ونواصل.