طردت سلطات جنوب دارفور منظمة (اطباء بلا حدود) الفرنسية لاتهامها بالتعاون مع احدى ابرز الحركات المسلحة ، كما اعلن والي الولاية لوكالة (فرانس برس). وقال عبد الحميد كاشا (لقد طردنا اطباء بلا حدود لأن لدينا معلومات مفادها انها عملت بخلاف تفويضها (…) وانها تدعم مجموعة عبد الواحد (نور) المتمردة في – جبل مرة). ويشكل فصيل جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور احد الحركات المعارضة الثلاث التي تقاتل الحكومة في دارفور مع فصيل جيش تحرير السودان بزعامة مني مناوي وحركة العدل والمساواة. واضطر حوالى 43 الف شخص الى مغادرة منازلهم منذ شهر ديسمبر بسبب المعارك المتواصلة بين الحركات المعارضة والقوات الحكومية، بحسب تقديرات الاممالمتحدة. ومنذ فبراير 2003 نزح ولجأ الى تشاد مالايقل عن 2.3 مليون شخص من دارفور، بحسب إحصاءات الحكومة السودانية نفسها. وتعد معسكرات النازحين (معرضاً بشرياً) الكارثة التي حاقت بأهل الإقليم، حيث يروي النازحون الفظائع والإنتهاكات الجسيمة التي تعرضوا لها، مما جعل السلطات السودانية تسعى لتصفية المعسكرات، وقد حاولت في البداية إغراء النازحين لتركها فيما يسمى ب (مشاريع العودة الطوعية)، ولكن النازحين رفضوها لغياب الأمن وإستمرار إنتهاكات المليشيات المدعومة من السلطات، ثم داهمت الأجهزة الأمنية المعسكرات عدة مرات، ويتهمها النازحون بإشعال الحرائق في بعض المعسكرات، ولكن الوسيلة الأكثر فاعلية كانت طرد المنظمات الأجنبية التي تقدم المساعدات للنازحين، ومنذ إتهام المحكمة الجنائية الدوليةICC المشير البشير بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في مارس 2009م طردت السلطات 13 منظمة أجنبية، وكانت آخر حالات الطرد منظمة أطباء بلا حدود الفرنسية أمس 14 فبراير. وهي منظمة طبية إنسانية دولية تقدم الرعاية الطبية إلى الشعوب المتضررة من الأزمات بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء السياسي. ولها أكثر من 27000 موظف ميداني. وخلال عام 2008، أجرت منظمة أطباء بلا حدود ما يزيد عن 8 ملايين استشارة طبية خارجية وعالجت أكثر من 312000 مريض في أقسامها الداخلية. وقامت فرق المنظمة برعاية 230000 مريض مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وبتطعيم 2.7 مليون شخص ضد الحصبة أو التهاب السحايا، فضلا عن معالجة 1.2 مليون شخص مصاب بالملاريا، و1.4 مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد. كما أجرت 100000 ولادة بما في ذلك الولادات القيصرية، و130000 استشارة فردية معنية بالصحة العقلية والنفسية و 50000 عملية جراحية كبرى. ويتألف طاقم منظمة أطباء بلا حدود الميداني من أطباء وممرضين وإداريين وعلماء الأوبئة وتقنيي المختبرات واخصائيي الصحة العقلية والنفسية وخبراء الخدمات اللوجستية والمياه والصرف الصحي. وتضم أغلبية فرقها الموظفين الميدانيين المحليين في البلدان التي تقع فيها الأزمات ويشكل الطاقم الدولي نسبة 10% من مجموع الموظفين. وتقدم المنظمة الاسعافات الاولية والمواد الغذائية للسكان المتضررين المقيمين في منطقة جبل مرة في دارفور. ولها مستشفى في شمال دارفور بمنطقة شنقلي طوباية. ويخدم المستشفى بلاضافة الى مواطني شنقلي طوبايه سكان مخيم شدت ويقدم الخدمات الصحية لحوالي 28000 لاجئ . ويعمل في مجال العناية بالمرضى والولادة والعناية بالاطفال حديثي الولادة وسوء التغذية .ومعظم المرضى من النساء والأطفال وهما الفئتان الأكثر تضررا من الحرب . ويهتم المستشفى ايضا بعلاج النساء من الاكتئاب والصدمات النفسية والعنف الجنسي. ولها وحدة علاج نفسي تقدم المشورة والدعم. وايضا قسم للحوامل والأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية. وتعمل المنظمة ايضا في كل معسكرات النازحين بشمال دارفور حيث يقوم فريق الدعم الخارجي لأطباء بلا حدود، والذي يتألف من 26 عاملا صحيا للمجتمعات المحلية، بزيارات يومية من شنقلي طوباية إلى مخيمات المشردين والقرى البعيدة. ويركز هؤلاء العاملون الصحيون على تقديم فحص التغذية ومتابعة حالات سوء التغذية وتنظيم حملات التطعيم وإحالة المرضى إلى مستشفى أطباء بلا حدود وتدريب الناس في مجال الرعاية الصحية الأساسية. ويتنقل البعض منهم الذين يقومون بزيارات إلى مخيمات متقاربة مشيا على الأقدام، بينما يضطر البعض الذي يقوم بزيارات لقرى بعيدة إلى ركوب الحمير . كما لها مستشفى السلام الذي يوجد في معسكر السلام بشمال دارفور ويخدم حوالي عشرين الف من النازحين المرضى، ويقدم العناية الطبية اللازمة لانقاذ حياة العائلات التي فرت من منازلها . كما تعمل في غرب ووسط دارفور ولها مستشفيات عديدة تخدم 90000 من النازحين، وهي تقدم رعاية صحية في مناطق الحركات المسلحة ، وتنشط أيضا في مجال مكافحة مرض التهاب السحاي بكل مناطق دارفور .