قال مصدر مطلع وموثوق ل (حريات) ان صفقة إستيراد (1500) بص لولاية الخرطوم من الصين تمت بعمولة كبيرة إستلمها عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم إبان زيارته الأخيرة للصين سبتمبر الماضي . وأضاف المصدر ان عبد الرحمن الخضر إتفق مع شركة (كنج لونقا) الصينية على إستيراد (1500) بص تُدفع بقرض من بنك صيني وقع عليه أثناء زيارته للصين ، وان الصفقة تفوق ال (250) مليون دولار إستلم عبد الرحمن الخضر عمولته بعد توقيع العقد مباشرة . وقال ان ولاية الخرطوم لم تكشف حتى الآن حجم الصفقة وذلك إلى حين وصول الدفعة الأولى من البصات البالغة (100) بص ، والمتوقع وصولها الشهر الماضي ، ومن ثم تتم فبركة الأوراق والفواتير . وأكد عادل محمد عثمان وزير المالية وشؤون المستهلك بولاية الخرطوم أمس لوكالة ( اس ام سي) – وكالة إعلامية تابعة لجهاز الأمن – أكد خبر إستيراد البصات من الصين قائلاً : (إن دخول البصات الجديدة سيعمل على الإسهام في في حل أزمة المواصلات). مضيفاً ان البصات المستوردة بطول (18) متراً ستصل قريباً ويتم تشغيلها في مجال الخدمة السريعة والإضافية في الفترات الصباحية والمسائية لحل الضائقة. وسبق واستوردت ولاية الخرطوم بصات مستعملة من دبى والسعودية ، وكشفت تلك الصفقات بان السودان يستخدم كمكب للتخلص من بصات منتهية الصلاحية فى مقابل العمولات التى يتقاضاها الوسطاء والفاسدون فى الولاية وشركة المواصلات . واوردت صحيفة (السوداني) ونقلت عنها (حريات) 21 اكتوبر 2011 ان عبد اللطيف حسن كشف في الندوة التى أقامتها شركة مواصلات ولاية الخرطوم بمبانيها بعنوان (قراءة أولية ونظرة مستقبلية للشركة) ان الشركة استجلبت بصات غير ملائمة تكلف ملايين الجنيهات ، فمن جملة 350 بصا كان هنالك (200) بص معطل داخل الورش. وأضاف ( كنت أتمنى لو تقوم الشركة بإعداد زيارة للصحفيين لورش الصيانة فالماركات التى استقدمتها الشركة كلها غير جيدة ابتداء من (اليوتونق) و(التاتا) و(المارسيدس) المستعملة والتى استجلبت من دبي والتى عملت ل(20) يوما فقط فى الخط وتوقفت، وأخرى توقفت بعد ساعات من عملها وتم سحبها من السوق وهي تقبع الآن بالورش وتفاوتت أسعارها بين (84) ألف دولار لبص (اليوتونق) و(72) الف دولار (للتاتا) و(22) الف دولار (للمرسيدس). واكد عبداللطيف أن الاسطاف الذى ذهب لاختيار هذه الأنواع من الدول التى تم استيرادها منها لا يفهمون شيئا فى مجال النقل وكلهم أتوا من جهات مثل منظمة الشهيد وحسن الخاتمة وبعض الضباط المعاشيين والرابط بينهم جميعا أنه ليس لديهم علاقة بعمل النقل. (ولم ينف مدير الشركة علي خضر وجود عيوب لازمت البصات العاملة لكنه أشار الى أنه تم تنبيه الشركات المصنعة بتلافي هذه العيوب) . وسبق ونشرت (حريات) 19 فبراير الماضي اعلان وزارة النقل بمالطة عن تصدير 81 من البصات المستعملة للسودان ، بحسب ما كشفت صحيفة ( مالطا اندبندنت ) امس 18 فبراير . وبحسب الصحيفة اشترت البصات شركة مالطية من وزارة النقل بمبلغ 601 الف يورو لتصديرها للسودان. ومما يوضح حالة البصات المستعملة ان من بين شروط البيع التى اعلنتها وزارة النقل الا تمنح اى ضمانات للمشترى والا تستخدم البصات محليا وان تصدر للخارج فى خلال اربعة اسابيع فقط ! والفساد في الانقاذ فساد بنيوى وشامل يرتبط بكونها سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . كما يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة . وبكونها ترى في نفسها بدءاً جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد . ويجد فساد الانقاذ الحماية من رئيس النظام الذى يشكل مع اسرته اهم مراكز الفساد ، كما يتغطى بالشعارات الاسلامية ، ولذا خلاف ارتباطه بالمؤسسات ذات الصبغة الاسلامية كالاوقاف والزكاة والحج والعمرة ، فانه كذلك فاق فساد جميع الانظمة في تاريخ السودان الحديث ، وذلك ما تؤكده تقارير منظمة الشفافية العالمية – السودان رقم (173)من(176) بحسب تقرير 2012 ، كما تؤكده شهادات اسلاميين مختلفين. وحين تنعدم الديمقراطية ، لفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يسود أناس بعقلية العصابات ، ويتحول الفساد الى منظومة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما أسوأ من الشياطين !.