[email protected] إن مفتاح السلام و الاستقرار او حتى تواصل اي ازمة من الازمات في اي بلد ما . يعتمد على عنصر جوهري ، هو ألا تشعر مجموعة او فئة ما بإنها مهمشة في العلمية السياسية و الاجتماعية و الثقافية ………الخ ، و إن حصل ذلك سوف تقوم هذه المجموعة بعرقلة العملية السلمية برمتها . كما إن سياسة تمكين فئات معينة من الشباب عبر العلاقات القبلية و العلاقات الاجتماعية او عبر التعاطف و بعيدا عن الامانة و الموضوعية و مبدا الحياد السياسي و الديني والعرقي . هي التي تساهم في زيادة الفساد وغياب المحاسبة و المساؤلة وغياب قيم او اٌسس الحكم الرشيد . وهي التي تقود جنوب السودان الي سياسة السودان القديم (التهميش و الاقصاء) والي عقلية النخب الحاكمة في الشمال منذ عام 1956م اي عقلية(فرق تسد) بين القوميات والإثنيات والفئات المختلفة المكونة لجنوب السودان ، و الان نحن نملك الوطن الذي كنا نحلم به ، و لكن الاوضاع الحالية الذي نعيشه في جنوب السودان يمثل و يشبه السودان القديم ويظهر بصورة فظعية ، وهي اسباب الوضع الراهن الذي اصاب الكثير من الشباب الجنوب سوداني بحالة من اليأس و القنوط من امكان حصول اي تغيير حقيقي في حياتهم . تغيير قد يجعلهم شركاء في السلطة التنفذية و السياسية و شركاء في النشاط الاجتماعي و الاقتصادي والثقافي ، شركاء حقيقيين في وضع و اتخاذ القرارات و السياسيات العامة .عبر المشاركة الفكرية و العلمية و العملية الفاعلة. لان جيل الشباب الذي يشكل الركيزة الاساسية للتنمية البشرية ، وهم الذين يتمتعون بالامكانات البشرية و الفكرية ولابد لجنوب السودان الاستفادة من قدرات شبابها الفكرية و الجسدية. عبر صهر الشباب في بوتقة واحدة عبر المشاركة السياسية و الاجتماعية في شكل اتحادات و جمعيات شبابية من اجل تحقيق الاهداف المشتركة في بناء دولة جنوب السودان المستقلة وبناء المجتمع الجنوب سوداني عموماً. لكي يكون صوت الشباب الجنوب سوداني عالياً ضد النزاعات و الصراعات القبلية و ازالة ثقافة العنف و العمل من اجل ايقاف اصحاب الاجندة الشريرة و اسكات الاصوات التي تدعوا وتعمل ليل نهار الي هدم النسيج الاجتماعي لجنوب السودان و تدعوا الي الحروبات و التمرد ضد الدولة و تعمل من خلق النزاعات والصراعات القبلية و التعصب العرقي . ومن اجل تفويت الفرصة على من يريدون العبث بمستقبل البلد و تحطيم احلام الشباب و المجتمع الجنوب السوداني في العيش في السلام و الاستقرار.هذا الوضع يتطلب من قوة الشباب الفاعلة الي ضرورةالعمل من اجل رفض كل ما هو ضد جنوب السودان . فالشباب هم وقود هذه الازمات ، وهم غير مستفيدين من خدم المصالح التي تتحقق لفئات و افراد وجهات اجنبية , و هي مصالح ليس للشباب لا ناقة و لاجمل فيها . فمن لا يستطيع خلق اي تغيير في عالمه لا يستطيع ان يعيش في عالم افضل ، فالتغيير هو الذي ينجذب إليه الشباب التواق الي خدمة دولهم و مجتمعاتهم .لان التغيير او الاصلاح السياسي يترفق مع تغييرات وتطورات إجتماعية و إقتصادية يمكنها توفير الوظائف و العيش الكريم لمئات الشباب الذين يشعرون بالاحباط وخيبة الامل بسبب الفقر و البطالة الذي يجعل منهم شباب غاضب من دولتهم و مجتمعاتهم. لذلك على الدولة الاهتمام بالمجتمع و التنمية الاجتماعية . خاصاً فئة الشباب .عبر التعليم ، لان التعليم الان يعتبر مطلب انساني مهم للانسان لمقاومة الجهل و التخلف ، و يحفظ إنسانيته من خلال المردود الضخم للتعليم إجتماعياً و اقتصادياً . و لابد من انشاء اتحادات شبابية قوية و مستقلة و مراكز لتطوير المراءة و تعليم البنات و محو الامية ،و انشاء اندية المعلومات و نوادي ثقافية و رياضية و إجتماعية . ودعم المناشط الفكرية والإبداعية . والاهتمام بالصحة الانجابية و صحة الامهات و التوعية الصحية و الصحة عموماً. كما ان الشباب هم قوة التغيرالاجتماعي و السياسي و الاقتصادي و الثقافي ، نجدهم ايضا وقود النزاعات و الصراعات و الحروبات ، لكن الازمات و الحروب خاصة فترة نزاعات وحروب المليشيات القبلية التي تم إستغلالها بواسطة دولة السودان القديم و النخبة الشمالية الحاكمة و دول اجنبية اخرى ،وهي تجربة فظيعة مرة بها جنوب السودان ،علمت الشباب كيف يقودوا دفة القيادة وملكهم الشجاع لاحتواء الازمات والخروج بالمجتمع الجنوب سوداني نحو المصالحة و الاستقلال ، وهو نفس الاحداث تكرر الان فقط الذي تغيير هو الزمان و التاريخ و الاسلوب . لكن نطلب من الشباب إن يكون لهم دور هام في ترسيخ قيم التعايش السلمي وحفظ النسيج الإجتماعي وتغير الفهم السالب عن شباب الجنوب سوداني بانهم فقط وقود للحروبات الاهلية و النزاعات القبلية و العرقية وليس صناع للسلام والتعايش السلمي وتنميه جمهورية جنوب السودان المستقلة.