أشرف السماني [email protected] أسوأ من النفاق أنصاف مثقفين خانوا حتى دورهم المنفصم أصلا، ووقفوا مع الدكتاتوريات ضد الشعوب، ويتجرأون مع ذلك على التهجم على من وقف مع المظلومين ضد الظلم. إذا قامت ايديولوجية تيار سياسي على خطة كونية لخلاص العالم بصيغة شبه علمية، فإنها غالبا ما تستغني عن الأخلاق. لأن الخير هو ما ينسجم في هذه الخطة، والشر ما يقف ضدها. ويمكن الاحتفاظ بالوهم هذا فترة طويلة حتى بانعدام فرصه. الُمشكلة أنه في حالة انهيار الخطة تماما ومعها الأيديولوجية، يبقى لدينا في بعض الحالات المتطرفة نفسيا أفراد فقدوا الأخلاق لصالح الأيديولوجية، والآن من فقدوا الأيديولوجية. هؤلاء الأفراد يشكلون معضلة في العمل السياسي لأنهم يحولون غرائز مثل اللذة والغيرة والحب والكره إلى بدائل عن الأيديولوجية، وكذلك النرجسية والمصلحة الضيقة… المهم انه في حالتهم تصاغ كل هذه بلغة المعجم الأيديولوجي وبعبارات مفخمة حتى ليبدو تأجيل دفعة مالية لواحدهم مقابل مقال مؤامرة، ويحل شخص يثيرون غيرتهم محل العدو وتصبح النرجسية الاستحواذية بمثابة بوصلة متعددة الاتجاهات .. يعتقد أنه ينتصر بالقول: "نحن الشعب وأنتم المثقفون"، أو "نحن الشارع وأنتم السياسيون"، أو "عندنا الشعب كله يريد كذا"، هو شخص لا يمثل إلا نفسه، ويحاول أن يفرض رأيه، لا شارع ولا يحزنون. هو مجرد فرد مستبد آخر. المصيبة عندما يكون هذا نفسه مثقف فاشل ومحبط يدعي الحديث باسم شارع لا يعرفه، وعن شعب لا يعرف منه إلا تحريف اللفظ إلى شعبوية مطر الالوان عند الدهان بنيت الانقاذ على اساس هش وبمواد مستوردة ردئية تقشرت وبانت سوءاتها وجاء الدهان ليصبغها بتلوين الحقائق وكان الرجل دائما مستعد لان يقوم بهذا الدور فهو من الكتاب السلطانيون الذين ظلوا على الدوام يقولون ان العيب فى الشعب وليس فى الحكومة ولان الحكومة اغدقت عليه بجزرتها وهو يظن ان هذا الثدى لن ينضب تجده دائما ما يحدثنا عن صدق الانقاذيين واخذ ييروج الى صدق انكشف لابسط البسطاء , تارة يحدثك عن ان علياً بن عثمان لايمتلك بيتاً وان الشعب السودانى لن يتركه هكذا , وتارة اخرى يحدثك عن انبل الرجال نافع وعن الترابى المؤهل فى هذه الايام لان يكون ابو السودان . لم يوجه سهام نقده للانقاذ طيلة السنين الماضية من عمرها وهى ترتكب الجرائم فى كل مكان الا بعد ان اتفقت معه على السيناريو الاخير اذهب الى القناة ناقدا وسنذهب الى القصر مظلومين فرسمت الادوار التى غالبا ما يُختار لها فالرجل حينما يكذب تظلله هالة غريبة وحينما يستعطف يزهل وحينما يصيبة قليل من الرشاش تمتلئ شدقاه بالذبد .. قُتل مئات الالاف فى دارفور ومئات مثلهم فى جنوب كردفان والنيل الازرق وامرى وكجبار وبرى والديم وسبتمبر واخرهم شهيد جامعة الخرطوم . لم ارى حسين خوجلى غاضبا غضبا شديدا الا حينما لم يحول له البنك عملته من جنيه الى دولار ليدفع استحقاق القمر الصناعى . دأب المفكرون منذ قرون على تبيين الفرق بين النقد والتشهير. ويتضح الفرق في الدول الديمقراطية بالممارسة، عبر رسم الحدود بينهما بقرارات المحاكم. ولكن لا شيء يمكنه أن يستبدل المستوى الثقافي للمجتمع في وضع الحد بينها. ففي المجتمعات التي تضعف فيها الثقافة الديمقراطية غالبا ما يتحول النقد غير القادر على المحاججة وتقديم الأدلة الى التشتم والتجريح، وبث الاتهامات الخطيرة غير المثبتة. وهذه الأخيرة تشهير. وغالبا ما يقود التحريض ضد رأي أو موقف إلى التشهير بحامله. ولذلك نقول التحريض ليس خلافا بالرأي. التشهير والشائعة غير المبنية على أدلة ممارسة مجتمعية قامت أنظمة الاستبداد بتغذيتها. فقد قامت الأخيرة بعملية "قتل شخصية" (character assassination) لخصومها بفبركة التهم والحكايات السهلة التداول بين الناس، وتقوم على ذلك أجهزة ذات خيال شيطاني، وأقلام شبه صحفية جاهلة أو منزوعة الخيال والضمير. ومؤخرا ساهم في ذلك الدهان . ليس التشهير رأيا ولا نقدا، بل هو فعل غير أخلاقي، وقد يكون فعلا جنائيا اذا كان موجها لإلحاق الأذى، وإذا ألحق الأذى فعلا حتى من دون قصد أيضا. إنه جريمة أخلاقية وجنائية. التشهير هو اتهام شخص بتهم باطلة من دون إثبات ولا أدلة بهدف تجريحه والنيل منه ومن سمعته، أو من مصداقيته. أو توجيه تهم أخلاقية وسياسية من النوع الذي يمس بسمعته في مجتمعه الذي يعتبر هذه الاتهامات مشينة. الاتهام قبل تقديم الدليل هو وظيفة النيابة في محكمة في دولة تحترم نفسها. ويفترض أن النيابة لا تفعل ذلك إلا إذا توفرت لديها الأدلة التي تقدمها للمحكمة. وحتى في حينها يكون المتهم بريئا إلى أن تثبت إدانته. ومن هنا تتهم النيابة ذاتها بالتشهير وتطالب بالتعويضات حين توجه التهم بهدف النيل من سمعة إنسان، أو بسبب آراء مسبقة حوله أو للون جلده أو لانتمائه القومي او المذهبي .. وهذا ينطبق عليه وعلى ماقاله فى حلقة التشهير .