كشف المراجع العام لولاية الخرطوم عن فساد بنسبه (100)% بهيئة الأوقاف في الولاية بمبلغ (11) مليار و(723.354) جنيهاً. كما كشف عن تجاوز المصروفات الإدارية نسبة ال (10)% التي حددها القانون ، مشيراً إلى ان ذلك يؤدي إلى ضعف نسبة السيولة بالهيئة للوفاء بالتزاماتها . كما أورد المراجع العام في تقريره الذي قدمه أمس ، عن تبديد وزارة الرعاية الاجتماعية لمبلغ (مليار) جنيه إدعت الوزارة تسليمه لمنظمة (مجددون) لتنفيذ وقف إفطار تلميذ ولم تقدم المنظمة ما يثبت إنفاقها للمال بمستند مبرئ للذمة. وأظهر التقرير الذي تلقت صحيفة (الإنتباهة) اليوم نسخة منه ، عجزاً بمبلغ (2) مليار و(236.749) جنيهاً بميزانية هيئة أوقاف ولاية الخرطوم . وكما تردد (حريات) دائماً ، ان الفساد في الانقاذ فساد منهجى وشامل يرتبط بكونها سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . كما يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة . وبكونها ترى في نفسها بدءاً جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد . ويجد فساد الانقاذ الحماية من رئيس النظام الذى يشكل مع اسرته اهم مراكز الفساد ، كما يتغطى بالشعارات الاسلامية ، ولذا خلاف ارتباطه بالمؤسسات ذات الصبغة الاسلامية كالاوقاف والزكاة والحج والعمرة ، فانه كذلك فاق فساد جميع الانظمة في تاريخ السودان الحديث ، وذلك ما تؤكده تقارير منظمة الشفافية العالمية – السودان رقم (173)من(176) بحسب تقرير 2012 ، كما تؤكده شهادات اسلاميين مختلفين. وحين تنعدم الديمقراطية ، لفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يسود أناس بعقلية العصابات ، ويتحول الفساد الى منظومة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما أسوأ من الشياطين !.