[email protected] 1- قال الشاعر : فمذ أفلح الجهال أيقنت أنني أنا الميم والأيام أفلح أعلمُ 2 كما قلت سابقا إن السودان مبتلى بأربعة أدواء ، تتمثل في حزب الإتحاد الديمقراطي ومن خلفه طائفة الختمية بقيادة بيت المرغني ، وحزب الأمة القومي ومن خلفه طائفة المهدية بقيادة آل المهدي ، وحزب المؤتمر الوطني ومن أمامه وخلفه الإنقاذ، والمؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور الترابي . يتبع هؤلاء جيش عرمرم من المنشقين والسائحين في دنيا السياسة بغير هدى ، ولا إحسان ، والمنتفعون ، والحالمون بالثراء والجاه المزيف . 3 أربعة من المصائب أحالت نهار السودان إلى ليل دامس ، وقعدت به بين الأمم والشعوب ، في زمن التطور فيه أصبح سمة العالم ، والتخلف استثناء و نحن للأسف من هؤلاء المستثنين بسبب هذا الشلل الرباعي القاتل . 4 دول أخرى نالت استغلالها بعدنا بكثير ولكنها قفزت بسرعة لتحقق لشعوبها التقدم والرفاهية ، ولا زال يحكمنا الجهال والمتخلفون زهنيا والمعاقون فكريا ، لم يسمعوا بمفردات التطور والتقدم والحضارة والتكنلوجيا أما الديمقراطية فهي لم تراودهم في أحلامهم التي كأحلام العصافير . 5 والخلاص لن يكون إلا بكنس هؤلاء جميعا ورمتهم في سلة المهملات وأن يفهم الجيل الجديد أنهم لن ينالوا المجد ولا التقدم إلا بتنظيف البيت السوداني من هذه العوالق ، وأن صحة السودان في استئصال هذا الشلل الرباعي من جسد الوطن . العلاج لن يكون سهلا ويقتضي تضحيات وصبر على كثير من المصائب ، لكن لا مخرج سوى هذا . 6 ولن يعجب هذا الحل كثيرين ، فللباطل أنصار كثر ولكن أنصار الحق أكثر . ولن يتولى هذا التغيير إلا الشباب ، هم المستقبل وهم أدرى الناس بما ينفعهم وأكثر تفهما لما يجب أن يكون . 7 لقد انتهى دور كل هؤلاء من ديناصورات السياسة ، وهم في أزرل العمر ، شاخت أفكارهم التي لم تكن نافعة في يوم من الأيام ، وبارت بضاعتهم الكاسدة ، لن يتجح فكر في قيادة هذا البلد وهو متوشح بطائفيته ، أو بأفكار لا تجاري الدين ولا العصر ،ولن ينجح أحد في جر الناس لتصديقه بإسم الدين والدين منه براء . 8 التغيير القادم ليس عبر بوابة الطائفية وأولادهم المنعمين المترفين ربائب لندن وباريس ، ولا عبر الحفاة العراة المتطاولين في البنيان ، معدمي الأمس مستجدي النعمة . من أعطى لهؤلاء وهؤلاء حق تقرير مصير الوطن ؟ من فوضهم ليبتوا في مستقبل شباب هذه الأمة ؟ 9 ما الرؤية لحل مشاكل البلد التي سيأتي بها على عثمان والترابي والبشير وهم الذين عجزوا عن إدارة البلد لأكثر من عشرين عاما ؟ أليسوا هم السبب في كل هذه المشاكل ؟ هل فاقد الشيئ يطعيه ؟ وما الرؤية التي يرجوها الشعب من الميرغني والصادق المهدي وهم من جربهم هذا الشعب فكان ما جناه منهم قبض الريح ؟ لماذا نجرب المجرب والذي أثبت أنه لا يملك إلا الفشل ؟ هل محكوم على هذا الشعب أن يخرج من ديكتاتورية عسكرية ليدخل في متاهة الكائفية ؟ أليس من حق هذا الشعب أن يحكم بمن يرعي مصالحة ويرتقي به لمصاف الأمم المتقدمة ؟ 10- من فرض علينا إحدى الإجابات التالية عن السؤال الأساسي : كيف يحكم هذا البلد ؟ أ) بحكم عسكري . ب) بديمقراطية بلون الطائفية . لماذا لا تكون هناك إجابة ثالثة ؟؟