[email protected] رشحت الصحف تتحدث عن عودة السنة الدراسية التي سحبت من التعليم العام في ما يسمي بثورة التعليم في بداية عهد الإنقاذ الظلامي، وبالتالي تم سحق وسحب المرحلة المتوسطة من التعليم العام وصارت مرحلة الأساس ذات الثمان سنوات البديل والوريث للمرحلتين الإبتدائية والمتوسطة ذوات التسع سنوات ست وثلاث. ما ورد في الصحف ونقلا عنها (أعلنت وزارة التربية والتعليم عن العودة لنظام المرحلة المتوسطة تدريجيا موضحة أنه سيتم تقسيم التعليم الأساسي إلي حلقتين منفصلتين حتي يتم تأسيس مرحلة تعليمية منفصلة لتستوعب تلاميذ الصف السابع والثامن والتاسع، لتصبح لاحقا المرحلة المتوسطة، وقالت وزيرة التربية والتعليم: أن التغيير جاء حسب توصيات مؤتمر التعليم، وأن الرجوع سوف يبدأ تدريجيا من بداية العام الدراسي 2015-2016م) وكان ما تم الرجوع عنه أقر في مؤتمر تعليم تم في بدايات عهد الإنقاذ تحديدا في سبتمبر 1990م سماه الأستاذ سلمان علي سلمان الذي خلف عبدالباسط عبد الماجد المؤتمر الخامس وسماه د. ياسر المكي أبو حراز المؤتمر الأول والصحيح وجهة نظر أستاذ سلمان حيث أنه من المدرسين في بخت الرضا والدكتور خلفه بعد ما سمي المنصب مدير المركز القومي للمناهج والبحث التربوي- بخت الرضا حسب دكتور ياسر، وهذا المؤتمر المختلف علي ترتيبه هو الذي قاد إلي سياسات التدمير الحالية في التعليم والتي هم يرجعون منها علي حياءوخجل. وقتها وكنا حديثي التخرج من كلية التربية هلل وكبر الأخوان المسلمين وقياداتهم التربوية في التعليم عن تأصيل التعليم وسحب عامين من سني الدراسة وذلك بدخول التلميذ للمرحلة الأولي من التعليم في سن السادسة بدل السابعة ثم السنة الثانية حذفها من بعد الدمج في مرحلة الأساس لتصير ثمان بدل تسع، وفي ذلك كانت لهم حجج وإدعاءات من ضمنها وأقواها أن تلك المناهج والسياسات التعليمية من صنع الإستعمار وضعت لتغريب شباب المسلمين عن الدين الإسلامي وكان من غلاة المدافعين عن السياسة التعليمية الإنقاذية عبدالباسط سبدرات المحامي الذي كان وزيرا للتربية، وعبدالباسط عبدالماجد الذي عاد لتوه من السعودية وعين وكيل الوزارة لشؤون المعاهد علي ما أعتقد وهو منصب يشارك فيه عميد معهد التربية بخت الرضا ومن بعدها صار وزير للتربية، وتم تفريغ منزل كلية المعلمات أم درمان ليسكن فيه ذلك العبدالباسط عبدالماجد بعد طرد الأستاذ الخاتم عبدالله نقيب المعلمينوعميد كلية المعلمات بعد إحالته من منصبه، وتم تشكيل اللجان لتصفية معاهد التربية تحت إشرافه وضم كل معهد لكلية التربية المجاورة له وقد كنت في لجنة جرد شعبة العلوم ومعملها في كلية المعلمات أمدرمان، وحين تحدثنا معه وزميلي عن ما يحدث وما فيه من عجلة وعدم دراسة زجرنا بصغرنا وعدم فهمنا وكان للبروفيسر عبدالله الطيب رحمه الله مثل رأينا. في ورقة بدون تاريخوبعنوان(وقفات مضيئة في تاريح التعليم في السودان1900 – 1990) الأستاذ : سلمان على سلمان مدير المركز القومي للمناهج والبحث التربويقدم لها قائلا (هذه محاولة متواضعة لرصد أهم الأحداث والقرارات التى كان لها دور فاعل في تطور التعليم في السودان .) لاحظ دور فاعل في تطور التعليم في السودان التشديد من عندي، حيث يري أن مؤتمر 1990م هو قمة تطور التعليم، وذكر في محاولته المتواضعة لأهم القرارات: (في سبتمبر 1990م عقد المؤتمر القومى الخامس للتعليم . فقد كان المؤتمر الثانى في 1972 ومن أهم توصياته إعادة المناهج إلى بخت الرضا ومراجعة المقررات الدراسية . أما المؤتمر الثالث فقد عقد في عام 1984م وبعده عقد المؤتمر الرابع في عام 1987م . ولم تفعّل قرارات المؤتمرين الثالث والرابع لغياب الإرادة السياسية. أما مؤتمر 1990 فقد وجد دعماً مقدراً من القيادة السياسية للدولة حيث نفذت قراراته الخاصة بتغيير السلم التعليمى إلى ( 8 – 3 ) وبناء مناهج جديدة للتعليم العام تخدم غايات التعليم التى حددها المؤتمر .)إنتهي… مؤتمر1972 هو مؤتمر السلم التعليمي أو كما كان يقال عنه سلم محي الدين صابر وزير التربية والتعليم حينها، والمؤتمرين التاليين هما في عهد الديمقراطية الثالثة وكما قال لم تفعل قراراتهما لغياب الإرادة السياسية، أما مؤتمر 1990 وجد دعما مقدرا من القيادة السياسية، أي أن الإرادة السياسية لم تكن غائبة بل وفاعلة لذا تم تنفيذ قرارات وتوصيات مؤتمر 1990م، هذه هي الإرادة السياسية لدي قادة الإسلام السياسي وبعد أربع وعشرون عاما حسوما تولدت إرادة سياسية جديدة طاغية علي الإرادة الأولي بإعادة تلك السنة مرة أخري وستعيد المرحلة المتوسطة مع العلم أن الأستاذ سلمان معلم ومربي وعمل في معهد التربية بخت الرضا فترة ليست بالقصيرة وأني لا أغمطه حقه لمعرفتي التربوية به. نقلا عن موقع المركز القومي للمناهج والبحث التربوي بخت الرضا الإلكتروني ورقة بعنوان: واقع التعليم العام في السودانإعداد :د. ياسر محمد مكي أبو حرازمدير المركز القومي للمناهج والبحث التربوي (المكلف)بخت الرضا، ذكر فيها:(تم– ولأول مرة – وضع غايات واضحة ومحددة للتربية السودانية في مؤتمر سياسات التربية والتعليم الذي عقد عام 1990م لتكون تلك الغايات حاكماً لكل مؤسسات التعليم التي تقدم رسالة تربوية) إنتهي النقل، ماذا كانت نتيجة هذه الغايات الواضحة وأين هي اليوم تلك الغايات التي تبحث في الرجوع للمرحلة السابقة لوضع هذه الغايات والتي كانت فيها الإرادة السياسية غائبة، وذكر في مقدمة هذه الورقة التي يمتدح فيها مؤتمراتهم للتعليم:(إنَّ الأوضاع السائدة حالياً في مجال التعليم العام ما هي إلاّ نتاج لتطبيق قرارات وتوصيات المؤتمر القومي الأول لسياسات التربية والتعليم الذي عقد بالخرطوم في عام 1990م) إنتهي النقل، هو في هذه الجزئية يمتدح الأوضاع السائدة في التعليم نتيجة قرارات مؤتمرهم فالسؤال… لماذا التراجع عنها الآن؟؟؟ ملاحظة هذه الورقة كتبت في أبريل 2007م وذلك النتاج البائس كما نراه نحن ليس كما يراه د.ياسر. ما يقرأ من بين سطور مؤتمرهم وقرارات العودة للمرحلة المتوسطة وما يعرفه القاصي والداني عن فشل تلك السياسات التعليمية ومخرجات العملية التربوية التي لا ترقي للغايات التي وضعوها في مؤتمراتهم تلك وصرفوا عليها من مال الشعب السوداني ما لا ندري عن قيمته وكميته علي كوادرهم، وما خصم من تطور التعليم في السودان وإنسان السودان من قيمه وأخلاقه ما لا يحصي ولا يعد وكذلك أنظر إلي كلفة العودة للمراحل الثلاث وما يتبعها من مناهج وطباعة كتب وفصل إدارات تعليمية ومدرسية ومعلمين ومباني….الخ. هذا دليل آخر وحديث العهد جدا وإعتراف منهم أنفسهم تلك العصبي ويحكي عن واقع حي في صفحات فشل المشروع الحضاري الذي كانت تبشر به الإنقاذ وبشرنا به الإسلاميون طوال عنترياتهم وعنجهياتهم … هي لله لا للسلطة ولا للجاه… في الحلقة القادمة.. نواصل.. ونقترح البديل ونرجوا ممن يهمهم الأمر من تربويين وأولياء أمور الإدلاء بدلوهم حتي نرسم خارطة تعليمية لقادم أجيالنا ليست معيبة كتلك التي رسمها لنا رساليي المشروع الحضاري الذي شبع موتا ومن قبل سدنته. معا من أجل وطن واحد..وديمقراطية راسخة وتنمية مستدامة..وسلم وطيد 30/4/2014م.