تبدأ الفكرة بنقد الذات وتحديد المقاصد والأهداف من ثم إتخاذ القرارات الحاسمة فى التوقيت والمكان المناسبين , ليس هذا فحسب بل العمل بكل تجرد ونكران ذات مع التضحية بكل شئ من أجل تحقيق ما تصبوا وترنوا إليه. مثلا حياة البشرية من آدم إلى يومنا هذا قائم على التغيير فى كافة المجالات إذا كان بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، فالإرث الثقافى والحضارى الذى نكتشف منه الذات ونستشرف به المستقبل هو نتاج لمجهود فكرى إنسانى لأفراد أو مجتمعات أحدثت تحولا كبيرا بدلت وحولت وغيرت حياة الناس نحو الأفضل عبر العصور المنصرمة والحقب الدفينة ، كإنتقال الإنسان من حياة البدائية ( العصر الحجرى) إلى مجموعات أكبر وأوسع كالممالك والسلطنات الحضارات والإمبراطوريات تكتلات إقليمية ودولية وأخيرا ثورة الإتصالات والمعلومات العولمة . إنطلاقا من هذه المعطيات لم ولن تأتى الإنجازات الكبيرة والتطورات المستمرة فى مسيرة الإنسانية والبشرية من محض الصدفة أو الخيال أو الأمانى .. بل هى تجسيد لواقع مليئ بالتجارب والبحوث والإكتشافات والمعتقدات والنظريات الثابتة ، فالكل زمان وسائل وأدوات ومقتضيات تجعل عملية التغيير ضرورة حتمية أكثر علمية وواقعية ومنهجية وسرعة ، فإذا نظرنا إلى عصرنا الحاضر نجد أنه خير شاهد وبرهان ودليل على سرعة عملية التغيير بحكم تطور وسائل التكنولوجيا ( الأقمار الإصطناعبة الألياف الضوئية إنترنت فيس بك توتر) وغيرها من الوسائل المبتكرة الحديثة التى تمتاز بالسرعة الفائقة فى إيصال المعلومات ،مما جعل البعض يعتقدون بأن العالم تحول إلى قرية صغيرة والآخرين ذهبوا إلى أبعد من ذلك عبر محرك (قوقل)وقالوا أن العالم أصبح شاشة صغيرة .. ياللعجب !!!!. هنا سؤال يطرح نفسه : كيف نستخدم هذا الزخم الهائل من تكنولوجيا المعلومات فى تغيير حياة الناس نحو الأفضل ؟ الإجابة هى: أن نستوحى فكرة التغيير من معين التراث الإنسانى الذى لا ينضب ونبلوره كمشروع سياسيى وإنسانى مواكب لعصرنا الحاضر (عصر ثورت الإتصالات والمعلومات العولمة ) من أجل تحقيق الأهداف الآتية : ** تنزيل خصائص ومزايا التغيير العشرة على أرض الواقع يأتى فى إطار نشر الوعى والمعرفة عبر هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة حتى تنعم شعوب العالم أجمع بالأمن والإستقرار والسلام الشامل والعادل والدائم وفقا لمعادلة السلام على أسس التغيير . ** إزالة المهددات العشرة الخطيرة جدا المذكورة فى تقرير نشر بعنوان : دواعى ومبررات التغيير .. وذلك من خلال توظيف وتسخير هذه التكنولوجيا الحديثة لمنفعة الناس كافة وتحويل حياتهم نحو الأفضل وسلامة الكون والبيئة المحيطة بنا برا وجوا وبحرا من خلال مبادرة ( الأرض بيتنا ) وهى مبادرة تكشف السر الكامن فى جوهر ومضمون وماهيىة التغيير والتى تؤكد بأن الإنسان هوالهدف والغاية والمصير .. لذا التغيير يعنى لنا مسألة إعتقاد ينبع من إيمان راسخ ومسؤلية تقع على عاتق الجميع ، وليس مجرد شعارات فضفاضة تعبث بها تيارات الإسلام السياسيى الفاشلة فى أنحاء العالم المختلفة أو الأنظمة الدكتاتورية البغيضة التى تعيد إنتاج نفسها من خلال إستخدام التغيير كشعار فقط مثلا: نظام مجرم الحرب عمر البشير الذى يدعى فى وسائل الإعلام بأنه مع التغيير وأن ربيع السودان قد تم منذ وصوله إلى السلطة فى العام 1989ويردد هذا مرارا تكرارا ولكن فى حقيقة الأمر هو جاء من أجل قتل الديمقراطية ووئد الحرية وإنتهاك حقوق الإنسان بشهادة الحريق الهائل الذى يلتحم أطراف السودان من كل الجبهات وفى كل مرة يخرج للناس ليزيد النار إضراما وإشتعالا ليس هذا فحسب بل مازال يتمادى فى التملص من الإتفاقيات والغدر والخيانة وتقسيم السودان إلى أجزاء صغيرة متناثرة على أساس جهوى وعرقى ( جنوبيين غرابة نوبة فونج مثلث حمدى وغيره ) هذا إلى جانب تدبير المكائد وحياكة المؤامرات الدنيئة تزامنا مع عمليات القتل والتهجير والإغتصاب المنظم وجرائم الإبادة الجماعية ، فهو لا يتغير ولايغير شئ على الإطلاق لأن عقليته بنية على الإستعلاء العرقى والثقافى والأنا الزائدة عن الحد مع الكراهية النتنة والعنصرية البغيضة .. فى الحقيقة عمر البشير يخاف خوف ماعادى من ( مشروع التغيير ) لأنه يعلم جيدا أن فكر التحرير ومشروع التغيير سوف يقتلع جزور المؤتمرالوطنى من الأعماق الآن الآن .. وحتما سوف يفقد الكرسى اللذى فيه وعرش الطغيان الذى بناه لنفسه على حساب أموال الشعب الضعيف المسكين .. يا للعيب والعار أنت تتمتع بما لذ وطاب فى قصور وفنادق الخرطوم والشعب السودانى يإن ويتألم من الجوع والخوف وإرهاب الطائرات ودوى المدافع فى معسكرات النازحيين واللأجئين والمعاناة تزداد يوما بعد يوم لتعم كل مدن السودان ، وفوق كل هذا وذاك تدعى بأنك ( رئيس وقائد وزعيم للأمة الإسلامية تجاهد وتعمل من أجلهم تحت راية كل شئ لله فى سبيل الله)..لا أذيع سرا إذا قلت : مصيرك سوف يكون أسوأ مما تتوقع الآن الآن !!!!.