كمال كرار في خضم بحر الفساد والتحلل وسرقة المال العام من ناس ( دخلوها وصقيرها حام)، هنالك نصف آخر من كوب سوداني، سمح ( صفات وخلقة)،لم يغيره الزمان ولا ابتلعته ايدولوجيا الرأسمالية ( الطماعة)، ولم تتوقف بداخله عقارب الساعة . وداخل النصف الحلو هذا أصدقاء وصديقات، وزملاء وزميلات ، وسودانيين يملأون الميادين كلما سرق النظام قروش البنزين ومنهن من ابتعدت عن بلادنا، قسراً، وبيننا محيطات وبحار ، ثم ترسل من يدس في يدك ( دولارات أو جنيهات)، عسي ولعل أن تسهم في تغطية نفقات دراسة ( ولدك) ، أو تخفيف المعاناة المعيشية . ومنهم من تطلب عمله أن يجوب العالم ، في مناطق ملتهبة ، ثم يعود ( شائباً) بعد أن سافر (شاباً)، ومن المطار رأساً إلي دار الحزب ليدفع ما عليه من إشتراكات، والسلام علي الأهل ملحوق . ومنهن من تقابلك بالبسمة الصافية،قبل أن تقرأ الروشتة الطبية، ولا تتردد في إعطائك الدواء، حتي وإن نقصت القروش، فقلبها الكبير يعرف قسوة المرض،عندما تضيق ذات اليد ، ولسان حالها يقول (لو لحظة من وسن). ومنهن،من جلست تحت الشجرة تبيع الشاي، ومن ثمنه تشتري الزيت والبصل لمن ينتظرون في البيت وجبة اليوم الوحيدة، ثم بعد هذا تحلف عليك ألا تدفع، أوتعطيك نص رغيفة مع كباية الشاي عندما تحس بجوعك دونما مقابل، لأن معاناتها،علمتها أن تحس بمعاناة الآخرين . ومنهم من فصلته الإنقفاذ من عمله، فركب الأمجاد سائقاً باليومية، بعد أن كان مساعد مدير، ثم يلتقيك صدفة في الشارع فيحلف أن تركب معه، ويعزمك ( فول مصلح) وحاجة باردة، وإن ثار الناس ركن الأمجاد عند ناصية ، وقاد التظاهرات ( حرية وسلام وعدالة)، وسط سحاب دخان البمبان ولعلعة الرصاص وبخّاخ الأزمة في يده ، حتي تنجلي المعركة بين الناس والسدنة . أما نصف الكوب ( المتسخ)، والذي سينجلي لا محالة ، فيضم كل ناس المؤتمر الوطني، والمشتركين معهم في خراب الوطن ومنهم أعضاء لجان المعاينات المضروبة،الذين يتحكرون في المعاينات الوهمية والنتيجة معروفة سلفاً لصالح اولاد وبنات السدنة ومنهم أهل الكهف الذين صحوا ذات يوم فاستغربوا من وجود الحزب الشيوعي حياً يرزق ومنهم وزراء ومحاسيب يقبلون أيادي صندوق النقد الدولي عشان 100 مليون كانت تعادل إيراد 3 أيام فقط من عائدات البترول التي دخلت في جيب زول . ومنهن من تقف في المحافل الدولية ، وتتحدث عن إنجاز حكومتها في تخفيف الفقر، ثم يشق موكبها الرسمي بصفارات الإنذار حشود المتسولين والعاطلين والمرضي إلي حيث مكتبها الفاره ، وهي تتهيأ لقبض نثريات المأمورية المزعومة . ومنهم ناس زوبة اللهلوبة ، والصناديق المضروبة ، وحاشيتهم المتهيأة لمظاهرات التأييد،بسندوتشاتها وحاجتها الباردة،والميزانية المطبوخة التي تتحول إلي عمارة في المنشية، ومشروع في القدمبلية . ومنهن فلانة، ومنهم فلان،والقطن في خبر كان،ومشروع الجزيرة الذي كان،وقهوته المسمومة في جنينة البرتكان