وقع طرفا الصراع في جنوب السودان اتفاق سلام بعد نزاع مسلح دام خمسة أشهر. وينص الاتفاق على هدنة فورية بين القوات المتصارعة وتشكيل حكومة انتقالية قبل صياغة مشروع دستور جديد وإجراء انتخابات جديدة. وخلف الصراع في جنوب السودان، أحدث دول العالم، آلاف القتلى، كما شرد أكثر من مليون شخص. وقع الاتفاق رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت وقائد القوات المتمردة نائبه السابق رياك مشار في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وحضر مراسم التوقيع رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ديسالين وممثل عن الوساطة الإفريقية وممثلون عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية . وينص الاتفاق على وقف القتال في الجنوب بعد 24 ساعة من التوقيع، ونشر مراقبين من الدول الأعضاء في هيئة التنمية الحكومية لدول شرق افريقيا "ايقاد" فورا، والتزام الاطراف بعزل قواتها عن بعضها البعض وعدم تحريكها حتى يتم التوصل إلى اتفاق دائم لوقف اطلاق النار. وجاء الاتفاق بوساطة "ايقاد"، لكن الطرفين استجابا للدخول في التفاوض بعد ضغط من أمريكا والاتحاد الاوروبي. ووفقا للاتفاق، سيتم فتح ممرات آمنة لادخال المساعدات الانسانية للمتضررين من النزاع المسلح في الجنوب وفي أرجاء جنوب السودان كافة ، بالاضافة إلى الاتفاق على حل جميع الخلافات في جنوب السودان بالحوار. كما اتفق طرفا النزاع على تشكيل حكومة انتقالية في جنوب السودان تمهد الطريق لوحدة وطنية وتكون مهمتها الإعداد لدستور دائم لجنوب السودان والاعداد للانتخابات المقبلة. واتفق ميارديت ومشار على السماح للشركاء الدوليين وكل المعنيين بالأوضاع في جنوب السودان بالمشاركة في صنع مستقبل جنوب السودان السياسي. وكان الرجلان قد وصلا إلى قاعة التوقيع داخل القصر الرئاسي بعد ان تصافحا في منتصف الطريق قبل الجلوس على المنصة وتوسطهما ديسالين. ولم تظهر ملامح الفرح على ملامح الرجلين وظلا متجهمين طوال فترة التوقيع على الاتفاق. وقال مشار في كلمة خلال توقيع اتفاق السلام إنه جاء إلى اديس ابابا بعد تلقيه الدعوة من ايغاد. وأوضح أنه لم "يكن يعلم انه جاء للتفاوض مع سلفا كير وانما جاء لأمر بسيط". مشيرا إلى أنه "لم يأت بأجندة واضحة لكنه قبل التحدي وقبل بالتوقيع على الاتفاق". وقال مشار إن جنوب السودان ظل ينزف طيلة خمسة أشهر. ونفى زعيم المتمردين قيامه ومجموعته بانقلاب قائلا إنه "لم يسع إلى ذلك". وقال مشار موجها كلامه لميارديت إنه "ملتزم بإيجاد حل سياسي للأزمة في جنوب السودان". واعتبر أن الاتفاق جيد في محتواه وهو خارطة طريق جيدة لحل مشكلات جنوب السودان. من جانبه، قال ميارديت إنه لم يأت إلى اثيوبيا "للدفاع عن موقفه كما فعل مشار". وأوضح أنه "التزم بعدم العودة إلى الحرب في جنوب السودان بعد الانفصال"، مؤكدا التزامه بتوقيع الاتفاق دون إبطاء، ولكنه قال إنه يخشى أن "يقوم الطرف الآخر بانتهاك الاتفاق". وقال الرئيس الجنوب سوداني إن "الأولوية الآن هي عودة الاستقرار والتنمية في الجنوب وليس الحديث عمن قام بالانقلاب". وأعرب عن استعداده لإغلاق " تلك الصفحة الدموية من تاريخ بلاده ووجوب وقف القتال فورا".