اعلن عبد الله الأزرق، وكيل وزارة الخارجية ، السبت في اتصال هاتفي مع (وكالة الأنباء الفرنسية) من لندن إن مريم يحى سيتم إطلاق سراحها خلال أيام وفقا لإجراءات قانونية عبر السلطة القضائية ووزارة العدل. ولم يدل الأزرق بتفاصيل، خصوصا لجهة إسقاط التهم الموجهة إلى مريم. وأكد زوج مريم، دانيال واني، أنه لا يصدق أمر إطلاق سراحها، وقال (لا أعتقد أن ذلك سيحدث، حتى الآن لم يتصل بي أحد). وأضاف (تقدمنا باستئناف للحكم، ولم ينظروا حتى الآن في الطلب). ونفت وزارة الخارجية تصريحات عبدالله الأزرق ، وأكدت على لسان المتحدث الرسمي باسمها، أبوبكر الصديق بأنه على غير علم بأي خطط لإطلاق سراح مريم قبل النطق بحكم الاستئناف. وكانت محكمة الحاج يوسف حكمت على مريم يحي بالإعدام لإعتناقها المسيحية فى 15 مايو بعد امهالها ثلاثة ايام للتراجع عن عقيدتها . وظلت مريم منذ فبراير في سجن أمدرمان للنساء ، مع طفلها مارتن – عمره 20 شهراً – لأن المحكمة قضت بأن زواجها باطل. وأفاد تقرير لمنظمة (هيومن رايتس ووتش) أن مريم تقضي غالب وقتها مقيدة بالسلاسل في السجن المزدحم والذي يعاني من مشاكل صرف صحي وتفشى الأمراض التى أدت إلى وفاة عدد من الأطفال مع أمهاتهم . ووضعت مريم مولودتها (مايا) الاسبوع الماضى داخل سجن أم درمان . وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وصف الحكم على مريم بأنه همجى. وقال بحسب ما اوردت التايمز أمس، إنه (منزعج انزعاجا لاحدود له) بسبب المعاملة التي تلقاها مريم يحي . واضاف إن المعاملة التي تلقاها مريم (لا مكان لها في عالم اليوم). وقال أن المملكة المتحدة (ستواصل الضغط على الحكومة السودانية لاتخاذ إجراء). وأكد كاميرون أن (الحرية الدينية مطلقة وحق إنساني أساسي). وأضاف (أحث الحكومة السودانية على إلغاء حكم (الإعدام) وتوفير الدعم الفوري والرعاية الطبية الملائمين لها (مريم) وطفليها). ووصف نائب رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين نيك كيلغ الحكم بالبغيض وقال انه ( إنتهاك لحقوق الإنسان) . وقال زعيم حزب العمال البريطاني اد مليباند ، ان ( حبس السيدة مريم مروع تماماً ويشكل إنتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان ، حيث لا أحد يجب ان يلاحق بسبب ديانته أو بسبب من يحب ..). ووصف رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير الحكم قائلاً : ( ان هذه وحشية وتشويه مقزز للايمان..) . وأعلنت منظمة العفو الدولية 22 مايو ان (620) ألف شخص حول العالم دعوا إلى إطلاق سراح مريم ، ووصلت أعدادهم لاحقاً إلى اكثر من (650) ألف شخص . وقالت منار إدريس – الباحثة المتخصصة في شؤون السودان بمنظمة العفو الدولية : ( من الواضح ان محنة هذه المرأة الشجاعة مست شغاف قلوب العالم ، وقد إتخذ أكثر من (620) ألف من مناصري منظمة العفو الدولية قراراً بالدعوة إلى إطلاق سراحها الفوري دون قيد أو شرط). وأضافت منار ( ستواصل منظمة العفو الدولية حملتها لأجل مريم . ونبقى آملين في انه بالدعم المحلي والدولي الكافي يمكن إلغاء الإدانة والحكم البغيضين..).