[email protected] في البداية أوجه الشكر والتقدير لكل الذين توقفوا لقراءة حكايتي مع سفاح اليمن وتدبروها، وقاموا بالتعليق عليها وهو ما دفعني للكتابة ثانيةً تعليقاً على بعض ما وردني في هذا الموضوع الحساس والشائك، والذي تناولته من قبل أقلام عدة بالتحليل وبوجهات نظر متباينة، طغى على أغلبها التضارب مما ساهم في ترسيخ قناعة لدى العديدين مُنافية للواقع ،، في هذا الإطار، أتطلع وأرجو من الجميع قراءة الموضوع بتأني، تلافياً لأي تعليق في أمر أو رؤية أو تحليل لأي جزئية لم أتطرق لها سواء صراحةً أو ضمناً، فقد كانت هناك بعض التعليقات بالاضافة لما وردني على بريدي الإلكتروني من أسئلة كثيرة كان السائلون في غنى عنها لو قرأوا ما كتبت بروية وتأني، ومن ذلك (عتبهم) لشخصي بعدم الذهاب إلى المحكمة للشهادة، رغم توضيحي منذ البداية بتاريخ علمي بالقضية ، ومع هذا لا بأس من التذكير. فقد أشرت إلى أنني تركت العمل بكلية الطب/جامعة صنعاء والتحقت بالأمم المتحدة، وحينها كان المرحوم (بإذن الله) ما يزال عاملاً بالكلية، ثم انقطعت عني أخباره وأخبار الكلية بصفةٍ عامة، ونظراً لطبيعة عملي الجديد في مجال نزع الألغام لم أكن مواكبة للأحداث التي كانت تجري حتى دخل عليّ أحد الزملاء اليمنيين في مكتبي بصحيفة تحمل نبأ إعدامه! ثانياً،، كل ما ذكر عن امتلاك المرحوم (بإذن الله) لثروة طائلة، وكميات هائلة من الملابس وربطات العنق، بالإضافة إلى شحنات الأثاث التي ارسلها للسودان هو محض افتراء ومجافٍ للحقيقة! فالرجل لم يكن يمتلك سوي القليل جداً من الملابس، كما تواصلتُ (بنفسي) مع بعض العائلات ذات العلاقة الوثيقة بزوجته التي كانت تقيم معه في صنعاء عقب علمي بإعدامه مباشرة من الصحف، وتأكدتُ من أكذوبة تلك الشحنات الخاصة بالأثاثات المزعومة! ثالثاً،، البعض ذكر في تعليقاته بأن (محمد آدم) قد قتل طالبتان، وهو ليس برئ كما إدعيت في مقالتي! أقول بأن هذا افتراء باطل على الميت، فلا الشرطة ولا النيابة استطاعتا إثبات ذلك، بل على العكس تماماً، فقد اعتبر القاضي أن روايات المتهم (آنذاك) مخالفة للعقل! والتي قال في بعض منها أنه قتل وإغتصب واختطف ثلاث فتيات في أقل من ساعتين ومنهن (ندى) التي فاجأت الجميع بحضورها للمحكمة لتنفي قتلها! ومن رواياته أيضاً، أنه قام بقتل إحدى عشرة امرأة بين الكويت ونيجيريا والصومال، وعندما أرسلت وزارة الداخلية اليمنية مندوبا للسودان للتحري عن هذا الإدعاء، ثبت لديها أنه لم يغادر السودان إطلاقاً إلا إلى اليمن لأول مرة، وتسربت الأخبار إلى الإعلام وانتشر الخبر مما أثار شكوك اليمنيين وساعد على تغيير نظرتهم للمتهم وللقضية (برمتها)، ولم تنف وزارة الداخلية ذلك، ! ومن الجوانب الهامة جداً في هذا الخصوص، تأكيد وكيل النيابة على وجود 15 شخصية متورطة في تلك الجرائم، وطالب وقتها المحكمة بعدم السير في القضية إلا بعد استكمال التحقيقات مع بقية المتورطين وبالطبع لم يحدث ذلك ،، ولعلَّ الأهم هو إصدار الحكم سريعا واختطاف الفقيد محمد آدم (خطفاً) من قاعة المحكمة فور صدوره والحيلولة دون إدلائه بأي تصريح ولم يُشاهد بعدها إلا لحظة إعدامه والتي تمت بوحشية تامة لم يراعى فيها ابسط النواحي الانسانية كتغطية الوجه مثلاً،، وقبله ما (صوَّرته) الصحفية عايدة عبدالحميد من آثار التعذيب على جسده واظافره التي تم اقتلاعها هذا بخلاف محاولة تفجير المحكمة عندما شرع في تغيير شاهدته،،، كما لم يُشَر أبداً إلى التقرير الطبي الذي أعده فريق من الأطباء الألمان الذين قدموا خصيصاً لتقديم رأيهم في هذا الموضوع، وقد ذكروا فيه ان الجثث التي تم العثور عليها هي (لرجال) و(نساء) في أعمار مختلفة، وأكدوا ان كمية الأحماض الذي يحتاج لها لإذابة ذلك العدد الكبير من الجثث يفوق الكميات المتوفرة في الكلية كلها ولا يمكن ان تكون في تصرف فني المشرحة! وفي الوقت الذي يعترف فيه أهل اليمن بأن من قام بهذا الفعل الإجرامي مجموعة منهم تحميها السلطة وليس محمد آدم ،، لا أجد غير الدهشة والألم ل(ردة) فعل أهل بلدي الذين يصرون على انتهاك حرمة الميت وإلصاق هذا الفعل الشنيع به دون علمٍ أو تأكد، من الملابسات المرتبطة به والتي لا يعلم حقيقتها بعد الله تعالى غير المرحوم (بإذن الله) والحزب الحاكم في اليمن آنذاك والفئة التي نفذته! من الأشياء التي أدهشتني (وألمتني) في ذات الوقت، تفسير البعض لأدب المرحوم (بإذن الله) وطبعه الهادئ بأنها صفات المجرم الحقيقي لان تلك صفات المجرمون في أوروبا وأمريكا ، رغم أن وصفي له جاء بناءً على احتكاكي به ومعرفتي له بحكم العمل !! وهنا لا أجد غير التساؤل لأولئك: هل لو ذكرت أنه كان رجلاً مراوغاً ومستهتراً لا يلتزم بعمله، وكان يقهقه بصوت عالٍ لدرأتم عنه الشبهة؟! عجبي ، من حق القارئ (بالطبع) التساؤل لماذا إذاً روى المرحوم (بإذن الله) تلك الروايات عن نفسه؟! أقولها وسأظل أكررها مرة تلو الأخرى (أنَّ اليمن بلد تغلب فيه السلطة على القانون، فذلك البلد الذي مازلت أحبه وأحب أهله الطيبون لا يحكمه قانون، والذين عاشوا فيه يعرفون ذلك تماماً ،، كم أكره أن أقول هذا ولكنها الحقيقة التي عايشتها كغيري حتى أبناء اليمن أنفسهم يقرون بها تماماً) ،، ولقد بدا واضحاً أن المرحوم (تعرَّض) لأبشع وأشنع صنوف التعذيب حتى اعترف على نفسه بما لم يأته! ومن ذلك ان دلهم على المجاري التابعة المشرحة والتي وجدت فيها باقي الجثث الذي أُمر بالتخلص منها ،،، ولعلَّ أهم مافي الموضوع، أنني (عقب نشر المقالة الأولى) اتصلت بزميلي اليمني وطلبت منه الإطلاع عليها وكم صُدم لمحاولة بعض القراء تثبيت التهمة على المرحوم (بإذن الله)، وقام (بناءً على طلبي) بارسال المقال إلى عدد من مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن أملاً في إيقاظ ضمائر بعض أو أحد الذين تورطوا في هذا الأمر أو العارفين بتفاصيله آنذاك ليظهر حق الفقيد حتى وهو ميت ويُنصفه هو وأهله وكل السودانيون! أخيراً،، سألني أحد القراء" ونحن نستفيد شنو من القصه دي"؟! أقول له بأن هذا الحدث ظل عالقاً بذهني طوال هذه السنوات، يؤرقني وظللت أسعى لنشره على الملأ حتى اُسمع صوت الحق الذي لا يحده زمان، وإن كان المغفور له (بإذن الله) الآن بين يدي ربه لكن أسرته مازالت بيننا، تحتاج منا لموقف شجاع، وكلمة طيبة، تجبر خاطرها المكسور فكفاها ما أصابها وكفانا قسوة وخذلاناً لها،،