حتماً سينتصر الشعب الليبى ( و لو بعد حين ). و سيفرض إرادته الغلاّبة و لكن ( بكلفة عالية ) . و من دروس التاريخ أن إرادة الشعوب لن تقهر . و سيعبر الشعب الليبى الجسر . و ستتحقق مقولة شاعر الشعب السودانى الشفيف محجوب شريف : ” عمّا قريب الهمبريب يفتح شبابيك الحبيب ” .و بالأمس القريب إنتصرت إرادة الشعوب فى ثورات تونس و مصر . و هاهى القوى التى أوقدت الشموع فى ميادين التحرير، و أشعلت نيران الغضب و ثورات الشعوب على أنظمة القمع و الإستبداد و الفساد ، تمضى خطوات مبشّرة للأمام . و تواصل مهامها التاريخية ، وتتحمل مسئولياتها الجسام ، فى إستكمال التغيير، حتّى النصر الأكيد . و مع سقوط عرش كل دكتاتور فى المنطقة ، يهتز صولجان قياصرة الإنقاذ . و تخشى ( العصبة المنقذة ) مطبّات حتمية الوصول لذات المصير . و يتكون فى المنطقة واقع جغرافى- سياسى ( جيوبوليتيكالى ) جديد . تضيق فيه بهم حلقات البحث عن ( ملاذات آمنة ) من غضبة الشعب الآتية. و على مطلوبى العدالة الدولية – بالذات – أن يدركوا – الآن – أكثر من أىّ وقت مضى – أن مساحة الحركة و ” الفهلوة ” قد ضاقت – الآن - بإنحسار الأنظمة التى يمكنهم التحرك في فضاءاتها ، لممارسة “هزليات ” مسرح ” عنتريات “ إدعاء ” تحدّى ” و إختراق حصار العدالة الدولية . وهاهى مصر و ليبيا تتهيأ لتخرج من ” اللعبة ” و من منظومة الدول التى توفر بعض من الحماية ” الآنية ” لمطلوبى العدالة الدولية . و البقية آتية فى الطريق ! . و عندما يصل سوء التفكير و التدبير بالنظام – فى السودان – لإستخدام سلاح ” الإغتصاب ” ضد النساء ، فإن ذلك يعنى أن الأجهزة الأمنية ، قد فقدت – تماماً – ” أعصابها ” و قلّت ” حيلتها ” و سيطرتها على الوضع الأمنى عبر الأشكال التقليدية من الإعتقال التعسفى و الضرب و التعذيب . فلجأت للإنتقام من الشعب و بخاصة النساء ، عبر الأسلحة المحرمة دولياً و المرفوضة أخلاقياً . و هذا يعنى – أيضاً – أن غضبة الشعب ستكون أكبر . و أن المقاومة ستكون أعظم .و أن حملات المناصرة و المطالبة بالملاحقة الدولية للمتورطين فى هذه الجرائم البشعة ، ستكون أقوى .و لن يفلت المجرمون . التحية للشقائق ، و طلائع النساء السودانيات ، و هنّ يواجهن آلة العنف ضد النساء و التحرش بهن ( بما فى ذلك سلاح الإغتصاب ) ، بكل شجاعة وجسارة و إقدام . و يبادرن ( فى الوطن و المهاجر القريبة و البعيدة ) بالتصدى البطولى فى مواجهة و فضح الإنتهاكات عبر المسيرة السلمية و التظاهرة المنددة . و يرفعن بالصوت الجهير شعار:” لا .. لقمع و قهر النساء ” . فيعقدن الإجتماعات و التجمعات و اللقاءات التشاورية . و ينظمن ورش التدريب وحلقات العمل . و يبتكرن آليات التنسيق و توسيع ” مواعين ” العمل المشترك و المناصرة .و ينشدن التعامل و التفاعل الخلّاق مع كافة أشكال الصحافة التقليدية (المكتوبة و المسموعة و المرئية ) و الميديا الإجتماعية ( من فيس بوك و تويتر و يو تيوب ) . فتتسع دائرة المناصرة و فضح الإنتهاكات .و تزداد ساحات مقاومة العنف الموجّه ضد النساء و مساحات التعريف بعدالة قضايا و حساسية ( النوع ) . حقّاً ،إنه عصر ثورات الشعوب.عصر حقوق الإنسان بما فى ذلك الحق فى التعبير و التنظيم . و عصر مقاومة و إستئصال كافة أشكال العنف ضد النساء . فليتواصل النضال حتّى النصر المبين .