رمضان كريم .. و كل عام و شعبنا بألف خير. فالعيد على الأبواب . و لم يكن رجماً بالغيب أو ضرباً للرمل يوم أن كتبت فى هذه ” الزاوية ” (( حتماً سينتصر الشعب الليبى – و لو بعد حين – . و سيفرض إرادته الغلّابة ، و لكن بكلفة عالية . و من دروس التاريخ أن إرادة الشعوب لن تقهر . و سيعبر الشعب الليبى الجسر . و ستتحقق مقولة شاعر الشعب السودانى الشفيف محجوب شريف : ” عمّا قريب الهمبريب يفتح شبابيك الحبيب ” …. إلخ )) ( الميدان- العدد 2335 و حريّات – الثلاثاء 1 مارس 2011 ) . هاهو الشعب الليبى الجسور و الصبور، يعبر الجسر، منتصراً لإرادته الغلّابة . و هاهى ليبيا تخرج – بعد أربعين عاماً و نيف – من حكم القذّافى ، بل يخرج القذّافى و أبناء القذّافى و لجانه ” الثوريّة ” و” كتائبهم ” و ” كتابهم الأخضر ” من حكم ليبيا و قهر شعبها ، مهزومين مطرودين و مطاردين و يائسين و بائسين ، لأنّه – بإختصار شديد – عصر الشسعوب و ثوراتها ، و ليس عصر ” عصرها ” بآليات عنف الدولة و الأجهزة الأمنية و البوليسة و الإستخباراتية ، و القمع و التعذيب و إنتهاك و ” وأد ” الحريّات . هاهو سيف الإسلام القذّافى ” سليط اليد و اللسان ” يقع فريسة فى أيدى الثوّار ” و ” غير الثوّار ” و هو فوق كل هذا و ذاك مطلوب للعدالة الدوليّة . فأىّ مصير ينتظرهذا ” الولد الشقى “؟!. وهاهو شقيقه محمّد ” يستسلم “، بلا أدنى مقاومة و” لا يحزنون” . أمّا الوالد ” الأخ القائد ” معمّر نفسه ، فلا يدرى أحد أىّ مصير ينتظره ؟ . و هل “يجفل ” فيركب ” الجنوب إفريقية أم الفنزويلية ” على وزن ” التونسية ” ليحق فيه القول السودانى الصميم فى وصف صاحبه جعفر نميرى عشيّة إنتفاضة مارس أبريل 1985 ” السفّاح شرد “ ، أم يقدم على الإنتحار أم ” يركز ” ليحاكم داخليّاً أسوة بمبارك و نظامه !. و ” يا خبر الليلة بفلوس ، بكرة مجّان ” !. و ها نحن نعيد تأكيد ماقلناه من قبل (( و مع سقوط عرش كل دكتاتور فى المنطقة ، يهتز صولجان قياصرة الإنقاذ . و تخشى ” العصبة المنقذة ” مطبّات حتمية الوصول لذات المصير.ويتكوّن فى المنطقة واقع جغرافى – سياسى ” جيوبوليتيكالى” جديد،تضيق فيه بهم حلقات البحث عن ” ملاذات آمنة ” من غضبة الشعب الآتية )) . شعبنا يعرف طريقه للخلاص . و طال الزمن أم قصر، سينجز مهمّته التاريخيّة فى هزيمة الدكتاتورية و الشمولية . و إن لجأ الطغاة للمناورة و التنازل ” التكتيكى ” عشيّة الدخول فى مقبرة الجمهورية الثانية . و يبقى النصر حليف الشعوب . فإلى لقاء قريب . و يوم الحساب أت ، و النصر المبين ، لا ريب فيه . فهل يصمدون و ” يركزون ” . و سلام لشاعر الشعب محجوب شريف . و هو القائل ” يا شعباً لهبك ثوريتك .. تلقى مرادك و الفى نيتك .. عمق إحساسك بى حريتك .. يبقى ملامح فى ذرّيتك “ ؟ !.