أكدت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونسيف) إرتفاع نسبة وفيات الأطفال بسبب تلوث المياه في البلاد . وكشفت المنظمة في تقرير أوردته اليوم وكالة السودان للأنباء (سونا) ، ان ( كثرة معدلات وفيات الأطفال في السودان مرتبطة بالأمراض المنقولة بواسطة المياه ، وهو أمر ناتج عن محدودية الوصول إلى مرافق المياه ومرافق الصرف الصحي) . وأشارت (اليونيسيف) إلى الإستراتيجيات الأساسية التي تتضمن تزويد المياه ومرافق الصرف الصحي بدعم إنشاء وإعادة تأهيل مرافق المياه ومرافق الصرف الصحي ، وخاصةً في المجتمعات الريفية . وسبق وأعلن صندوق الأممالمتحدة للطفولة أن السودان يعد أحد مواطن أكبر أزمات الأطفال فى العالم . وقال جيرت كابلر ممثل صندوق الأممالمتحدة للطفولة بالسودان ، بحسب ما اوردت (صوت امريكا) 27 يونيو ، ان 800 ألف طفل فى السودان اليوم يعانون من سوء التغذية ، والمثير للانتباه ان (غالبية هؤلاء ليسوا فى مناطق النزاع ، حيث غالبيتهم فى شرق السودان ، مما يعنى ان سبب سوء التغذية لايتصل بالنزاعات المسلحة وانما بالاستثمار المنخفض فى الخدمات الاساسية ، قائلاً انها (حقيقة مهمة ولكنها محزنة). وأضاف انه من الحقائق المحزنة الأخرى ان الاطفال محرومون من التعليم ، وانه من بين 58 مليون طفل خارج المدارس فى العالم فان (2) مليون طفل يعيشون فى السودان . وقال انه بعد عشر سنوات من ذروة النزاع فى دارفور لايزال هناك 1.2 مليون نازح ، ونزح 400 ألف نازح جديد منذ بداية هذا العام ، و65% من هؤلاء النازحين داخلياً تحت سن الثامنة عشر . وأضاف ان هؤلاء الاطفال يترعرعون فى معسكرات النزوح ، وانهم فى خطر من ان يصبحوا جيلاً ضائعاً اذا لم يتم تدارك ذلك . وقال انه بسبب الحرب فى جنوب كردفان والنيل الازرق لم تستطيع اليونسيف الوصول الى 500 ألف طفل على مدى الثلاث سنوات الاخيرة . وقال ان هؤلاء الأطفال لم يتم تطعيمهم من الأمراض القاتلة ويواجهون مخاطر عالية . وأكد ان عمال الاغاثة لم يستطيعوا تنظيم حملات التطعيم ضد شلل الاطفال لثلاث سنوات فى مناطق النزاع . وذكر ان اليونسيف انفقت فى العشرة اعوام الماضية أكثر من بليون دولار فى دارفور ولكن العوائد من هذه الاستثمارات كانت ضئيلة . كما سبق كشف المراجع العام لولاية الخرطوم فى تقريره البيئى للعام (2011) عن استخدام هيئة مياه الخرطوم لمواد ضارة ومسرطنة لتنقية المياه تشمل الحديد، الزنك، النحاس، الرصاص، الكروم،والمانجنيز. واقرت الدكتور سمية ادريس مديرة الطوارئ والعمل الانسانى بوزارة الصحة بتدني كبير في نسبة الكلور بالمياه في البلاد . وقالت في مؤتمر صحفي مشترك بين وزارتها وإدارة الدفاع المدنى يونيو 2013 ، ان المياه غير نظيفة ، واصفة الوضع بأنه غير مطمئن ، مضيفة ( ان (الكلورة) وصلت الى اقل من 50% فى بعض الولايات. وكشف المستشار البيئي بمجلس الوزراء بروفيسورتاج السرعبد الله مارس 2011عن مهددات لصحة الانسان حددها في التغيير النوعي لمياه الشرب بسبب الصرف الصحي غير الآمن، واعترض على اتباع نظام (السبتنق تانك) ووصفه بالأسوأ في العالم، وأبان أنّ إحدى الدراسات أثبتت وصول الملوثات لعمق (220) متراً في مياه الشرب وأشار إلى وجود الكثير من المناطق السكنية التي تتحصل على مياه الشرب من آبار لا توجد عليها رقابة إضافة إلى إصابة (20) طفل يومياً في أعمار ما بين (12 14) عاما بالفشل الكلوي بجانب زيادة ملحوظة في الإصابة بمرض (الزرقة) لدى الأطفال نتيجة لفقد ثاني أكسيد الكربون بما يسبب الموت الفجائي. وطالب تاج السر بضرورة توفير صرف صحي آمن للمستهلك، ونوّه إلى أنّ خدمة الصرف الصحي تغطي (2%) فقط من العاصمة القومية.