بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    النصر الشعديناب يعيد قيد أبرز نجومه ويدعم صفوفه استعداداً للموسم الجديد بالدامر    المريخ يواجه البوليس الرواندي وديا    ريجي كامب وتهئية العوامل النفسية والمعنوية لمعركة الجاموس…    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    فاجعة في السودان    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما بين التسامح و الأستبداد الديني بالسودان1-3
نشر في حريات يوم 17 - 07 - 2014


النادي الكاثوليكي وحزب المؤتمر الوطني
بدوي تاجوالمحامي
افاد المشير عمر حسن أحمد البشير في 12/7/2014، " خلال حفل أفطار شهر رمضان"الراتب الذي دأبت طائفة الأقباط المسيحيين على تنظيمه لرموز المجتمع السوداني بالنادى القبطي بالخرطوم سنوياً "بأن السودان يتمتع بدلرجة عالية من التسامح الديني ، و أكد "بان السودان يقدم النموذج في تاصيل قيم التسامح الديني ، وترسيخ قيم التكافل بينالمجتمعات ، و أنه يمثل أرض هجرة لكل العالم للتعايش السلمي " و أيضا أفاض و شجب العدوان الإسزائيلي على غزه ، حيث يتعرض الأطفال و العجزة لهذا العدوان من مغتصب آت من خارج الحدود ، و من اشتات الدنيا "الشروق12/7/2014″
و على ذات السياق التبسيطي الشعبوي جاء رأي وزير الارشاد و الأوقاف ، بأن دور العبادة المتاحة للمسيحيين تتناسب مع أعدادهم ،سودانيزاون لاين –حسن سعد
واقع الحال ، و حتى اثر انفصال الجنوب و الذي كان أحد العوامل الرئيسية منه غياب حرية الأعتقاد ، والتدين في مواجهة فرمان وفرقان الدولة الدينية المهيمنة ÷ أقصائي النزعة حتى للاخر من ملاط نفس الدين ، دع عنك المخالف المجانب –المسيحي ، الأرواحي الاديني والديانات الأفريقية الأخرى ، من أحد العوامل الرئيسية المفضية للتعويل للانفصال
الأقصائية ، و الميز أفضيا إلى سياسة التمكين الثيوغراطية الشعبوية في مجال العمل السياسي و الإقتصادي و الثقافي ، كما الحال في النظرية الكلاسكية ، بأن الحكم للغالبية المسلمة و الذي تنادت به الجبهة القومية الاسلامية أيام النشأة الاولى ومن ثم فطيمها المؤتمر الوطني الآن
ذلل المشير الشعبوي صعاب تعقيدات التنوع الديني الناشئ في السودان ، تحت مخيلة متوهمة بأن الانفصال سيجعل من السودان الشمالي كله فناء متسق لمشروع "الدولة الدينية الغائبة" ، و كأن الحكومات ، أو الدول ضربة لازب علها بان توصف "بالأسلامية أو المسيحية " دول بذل أي جهد في معرفة أن جهاز الدولة ، أو الحكومة ، ما يعدو سوى "أداة" اعتبارية "كويوريال اورقان" لا تحمل سمات أو أوصاف ، لانها اشخاص لاغراض القانون و السياسة, اشخاص اعتبارية تختلف عن تكوينات الاشخاص العادية– برسونال اندفديوالس.
أن الأدعاء برسوخ التسامح الديني او الآستبداد الدينى في السودان ، أفصحت عنه الدعوى الملتبسة الموؤدة المسكينة الحاضره –دعوى مريم- ، أن لم يكن كافة حقبة الحكم الشعبوي الشمولي من يونيو 1989 تناهض وبجزم هذه المفاهيم الطيبة ،و أدل على ما نقول ضنك ورهق مجلس الكنائس السوداني ، و المطارنة الكاثوليك بالظروف القاهرة التي يعيشها المسيحيون في السودان ، مما دفعهم الى التنادي في بدء النسعينات و الأحتماء بالبابوية ، ممادفع بابا الفاتكان ان يات ويصلى فى ارض السودان , تازرا وتعضيدا لما يواجهه مسيحيو السودان انذاك -وبالتالي لم يجد الانقاذيون ، جهة تقف معهم عند مباحثات الايقاد
1)انظر مقالنيا : الشموليةالدينية عصب الآستعلآء الدينى والشتات الراى الآخر مارس 1998 وز فقه التصاادم والتزاحم يناهض طقس التسامح وحرية المعتقد والضمير الراى الآخر 72يونيو1998
2)حرية الفكر والاعتقاد و الدين ، المنشور بسودانيزاونلاين مركزالسودانىللثقافةوالآعلآم القاهرة 9 اكتوبر 1999.
اما التعديلات التي تم أجراؤها بالغاء قانون الهيئات التبشرية لعام 1962م ، و أصدار قانون التعديلات المتنوعة –تنظيم العمل الطوعي-لعام1994، هو ما وصفه المطارنة الكاثوليك *بأنه حط من شأن الكنيسة و اعتبرها وكالات طوعية ذات تركيبة بشرية ، كما حدد حد أدنى لنشؤ الكنيسة اقلها 30شخصاً ، وفي غياب لك لا توجد كنيسة ، ونقاط احترازية تقيده أخرى ابناها في مبحثنا(2) المنوة عنه الذكر عاليه يمكن الرجوع اليه.
ذات الطرائقية المسفه تأت بعد الانفصال وفي هذا السياق ترى الميز و الأضطهاد ، بل هو الأستبداد الديني بعينه متجلياً في عديد من وقائع ناشئة .
المضايقات و الأضطهاد الذي كشف عنها الامين العام لمجلس الكنائس، كما ينشأ الاستهداف الممنهج في الخرطوم و الولايات الاخرى ، لا سيما جنوب دارفور /نيالا حيث تم اغلاق مجلس الكنائس وتشريد الموظفين البالغ عددهم 28ومصادرة الممتلكات و الاثاثات الخ الخ (سودانيزاونلاين/ حسن سعد)
أن تصريحات القس الرملي ، توري الحالة المزرية التي تعيشها الكنائس السودانية ، ممثلة في مجلسها مجلس الكنائس و من ضمن هذا المجلس وفقما أفهم هم طائفة الاقباط السودانيين.
أن كلمة الاب "إليا" اسقف الخرطوم "بأن هذا الافطار المحضور بالمشير" يجسد روح التسامح و الوئام الانساني دون نظر الى لون أوعرق او دين أو ثقاقه "الشروق"
ينبغى القراءة بين الكلمات والجمل والحروف!!
مع هذه المذكره ، نرفق مقال تم تحريره بالقاهرة للعام 1990م لنرى اين تقف أوضاع الحرية الدينية في السودان من ذاك الزمان,ومستجدات اليوم
ولله الحمد من قبل ومن بعد ؟؟؟؟!!!
نواصل
مابين واقع الاضطهاد الديني
و مزاعم الحرب الصليبية ضد السودان
ظللت أردد للسيد\كبير اساقفة الكاثوليك بالسودان غابريال زبير واكو و منذ بدء الأنقلاب, و صعود كادر الجبهوين دست الحكم, و عبر زياراته ارض الشمال, لن نقل كوش , أو نوباتيا, ان ما تشهده الايام القادمات العاصفات, يحتاج لمواقف صعبة و عصية….و و قد كانوا انذاك "يدرارون اشياءهم بالقومية و الانقاذ , و الانفتاح الوطني, و فتح طرس جديد يشترع الاهلية لسودان معاصر , يناهض طاغوت الطائفية , و تشرذم بل قل تفتيت الحزبية , الخراب و الفساد و الفوضى و الحرب الأهلية , و ايدلوجيا الارتهان للغرب الصليبي او الشرق اللينيني" و عّل ذاك راجع لما رآن في ذاكرتي للعسف المسام تاريخياًفي الايام الخوالى من التمترس بقوانين الهيئات التبشرية 1962, والمسعى التذويبي –اسامليشن- المنتهج حقبة"طقمة العسكر الأشداء58-1964*
ليس من داع للتذكار في كم من قوى المبشرين المحلين اضيروا بل كم من القساوسة "الاجانب"كالفنيين, برتستانت أرثوذكس أو كاثوليك أبعدوا في ليلة ليس لها قدر , بأعتبارهم وفق قواعد القوانين الأنسانية الكلاسيكية آنذاك –نن كراتا- اشخاص غير مرغوب فيهم , حتى لو تدثروا باللوثرية او الانسانية, او الاستنارة او المساعدة,و ها نحن على اعتاب الألفية الثالثة و يظل ذات البعبع التمييزي "المواطني ضد الاجنبي" رقية لا تحمي ملائكة الرحمن, و المنورين , و القديسين من الحريق و الابعاد, امتداداً من جان دارك , الأفغاني , قديسة احدب هيجو , وما يتواتر لدينا عند بسلية و مريلباي , بأحراش بحر الغزال ,فالارواحية الكجورية شامة كمثال لم يقتلها الجيش الشعبي العلماني , بل قتلها المتوحدون التطهريون الشعبويون.
ان اركان حرب النظام آنذاك ,يرحمه الله , وطن فؤاده القاسي على التميز ليس في اطار الحرب النفسية و السيكلوجيا , أو اطروحات الوجودية , عزلة للذات و غثيانا من الاخر , وليس صموداًلغريب كامو , تدميرا للغاصب ضد العسف الفرنسي بل التدمير الغاشي الفاشي ,لجعل أرض الجنوب , بلقع صفصف.
لم لا نحرقهم في تنور المانجو؟!
أن ذاك الزمان عاصف , يختلط فيه الفكر بالسياسة ,الايدلوجيا , التعصب و الانحياز ….. وتنبهر الرغبة و الذات بالتطلع و المجموع ,القمح الأمريكي "المنة" و الستار الحديدى "المحنة" و بعض من انفلاب- الف زهرة تتفتح "ان الناردونية, و الشعبوية في الراي و المعتقد بكل صفاتها الرعوية ,الزراعية "الفاعلة", ان لم تروض وجهة الديمقراطية , و توجه لكرامة الانسان و اعزازه أنقلبت طاغوتاً و طاغية , فتدجن شمس واشنطن , و تغصن زهور بكين الحمراء , ويبتذل سقيا الفولاذ في ستالينغراد , ولن يزينها حلة الشيخ المجتهد , أو القائد الملهم , أو المفكر الاوحد, او الثائر الوطني و ينبغي محو الشمولية الشعبوية اياً كانت دينية ام فكرية في الألفية الثالثة.
ينقضي الزمن عبوساً هدجريا لمواطن السودان في ظل الفناء التعيس و المقيت و قد استصحبته سنون الانقاذ الكاحلة, يكاد أطباقها على كاهله بلا منجاة, لايام رفاه تتلوه, و فجر اصباح يعلو للخروج من الجب التعسفي ,فصار قدره قدر رهين المحبسين , ارآني في الثلاثة من شجوني فلا تسال عن الخبر النبيث لفقد ناظري , ولزوم بيتي , وكون النفس في الجسم الخبيث……غير ان هذا الخيار المعري به شيئ من الطواعية و الأرادة , اما وطننا وانسانه فسفه القدر المغيب يرزأ كاهله بقسرية تحاصره من تخوم " الاأرادية " و العسف المسام , والعصف الماكول كما و ان الغد اكثر وصباً واعياءأ وايلاماً…..
في يوليو في العام الفائت قدمت القاهرة احمل في جنحي احزان تداعيات من دعوى محكمة التفجيرات الأولى-محاكمة الهادي البشرى و آخرين و الأيغال المبتسر لكرامة أنسانه , و ذكريات اليمة من حبس و اعتقال واذلال , فكانت النفس مكسورة الفؤاد ,مهيضة الجناح يستفزها "الصوت الوطني" أين انتم ياقوى السكينة و الجلاد الطمأنينة و المهاد , لم تتركونا في هذا الصقيع الشتاء العاري ؟ كنتم المشكاة النور , تبددون حلكة الأيام الكابية , والنار الصهيل تحرق البوار في البرية , وكان هذا الصوت الموار المنتفض , المستنكر يثير في النفس شجون و أي شجون تمور ؟ألنكفأت بيارق ذاك النضال الحامي في العهد المايوي القديم "جبهة الديمقراطية وانقاذ الوطن؟" ام ما أصاب "الناس" وهذا الوصب و الرهق؟ فأما محكمة التفجيرات فقد طالت من شباب في معية النضال الوطني اما الغائبون وهم رجال من القوم كثير اعمل ,فيهم القاضي النابة الزبير محمد خليل الارجاء قانوناً –ابسنتيا- و عّله كان يستشرق منهم اوبة للديمقراطية و حقوق الانسان و التكوين التعددي جمعاً للشتات ورأباً للهزيمة و الافتئات ….. غير ان الهادي آب مضيعاً جهدترافعنا , واياً كانت الأسباب فقد اندرج في سفينة الانقاذ وابتلعه حوت فساد الطريق الغربي و ما ندري أن كانت له من دروب التحصن و العصمة في هذا الركام بالتيمم بحوت "يونس" الاسطوري ؟ لاباس , كان أيضاً بين حقائبي نداءات مطرانية الخرطوم الكاثولكية " و كانت جريدة الخرطوم و لها قصب السبق احدى الكوى لنشر تلك النداءات انذاك " تحكي عن اجتياح قوى الآمن "الشعبوي" لباحة المطرانية وكيف اقتادوا الصديق المطرآن الكهل هلري بوما ورفاقه الشباب , اودعوا في مكاتب الامن جوار القيادة العامة…. بمزاعم عدة , ضلوعهم في التفجيرات الناشئة في الخرطوم من صيف ذاك العام الغائم…. اخضعوا لتجارب و تجاريب "الأعتراف القسري" سيما و أن الفاشية الجديدة خبرت دروب التجسس و التحسس , والمحاضر المزيفة و عدة الفجيعة و مرارة التحقيق , خبرات مستوردة لا تفرق بين الكهل و الشباب بين الوازع و الغاية..
ان عام1998 هو عام التفجيرات بحق وحقيق , تفجيرات الشجرة , محطة بري,مدني, محاكمة تبيدي و آخرين
بين الدمارو العمار
ظل المطارنةالكاثوليك السودانين في كافة رسائلهم الدعوية ينهجون خطى القانون الكنسى و موجهات المؤتمرات المسكونية بالتمييز بين ما هو زمني – الدولة , وبين ماهو روحي –الكنيسة, ولا يخلطون الأمور الا فيما يجعل و يجمع ما بينهما من توافق وارتباط لخدمة الآنسان و رقية و كرامته وعّل رسالة المطرآن غبريال زبير واكو في حادثة السعى لمصادرة كنيسة الدمازين بعيد الانقلاب الانقاذي خير دليل, اذا كان بوسعه استنهاض كافة مريديه و هم قوم كثير تعج بهم حاضرات مدن السودان , بيادره و اريافه ليجعلوا من " الوطن" بؤرة للصراع , و باحة لحرب المدن ليس في ارض الجنوب و الشرق وجبال النوبة بل على امتداد الشمال مكمن غلو الثقافة الأسيوية "……..غير ان ملاط الكاثوليكية المسيحية المندرج باخلاط التكوين السوداني وباريحيته , و صبره المتسامح هي التكأة التي استلقى عليها قوى التمييز من الجهادية والدبابين الجدد ,تدميراً للمؤسسات الكنسية ابتداءاً , و امتداداً للتدمير خارج اروقة القضاء –اكستراجوديشيال كلنغ- في مناطق جبال النوبة و الجنوب و الأنقسنا و التضيق على المؤسسات العلمية و التعليمية و الثقافة في الخرطوم "النادي الكاثوليكي" ومصادرته وصل شاوها و شأنها عديد من التقارير العالمية , لم يقف عند هذا " اللزوم" بل تعداه للتدمير الحيواني في منطقة النيل الأزرق الانقسنا المابان فقد لاقت الخنازير تحت الفهم الشعبوي الديني الموت الزؤآم " و الابادة الجماعية تحت ذاك التأويل المنحول_ تحريم الدمة و لحم الجنزير_؟؟!
و ما دري من درى بأن هذا "المال" هو مال متقوم للمسيحين و الاروحيين…….فطوبى لصياغة الأنسان الرسالي ؟؟!!!غير ان ساتيراها الكاثوليك و المقاومة السلمية لن تستمر ابدا الدهر تسالم و تخضع لهذا الشقاء النقمة ,في طقس هذا السخام الممتلئ , أن ظل الحال كما الحال……كتلبيس الفرية للمطران الكهل بالتفجير و التدمير للاعمار , و ان لم يتم تدارك هذا الشان , فالسودان موعود بخلع المسيحية جلباب التدجين و الحسنى , وامتطاء مسوح المطارنة الاشداء المناضلين في امريكيا اللاتنية , ارض سايمون دي بفوار.
الحق المقدس و المحاكمة
في يوليو 1999 امام مولانا ابو قصيصة قاضي المحكمة الدستورية العليا ومعي الاستاذ دناتو وقفنا نلتمس استلام قرار المحكمة الدستورية في شان المطرآن الصديق هلري بتكليف من الاستاذ أبيل الير…. حينها كانت النفس تعج بانطباعات عديدة , تصرم عام وما زال قضاؤنا يتلكأ في الدعوى, و تمر السنون حزينة غبراء و ما زال ذاك الراهب المفتقر لله ,بسيط المحيا , بدوي التطلع , حميم المعشر يقبع كل هذا الزمان قيد المحاكمة "العسكرية الأستثنائية" – تحت زعم تلبيس التفجيرات , ان منطقة العفو الدولية كدأبها المنافح المجالد عن الحق الأنساني قد اصدرت آنذاك ندائها لاطلاق سراحه و زملائه, او استعجال محاكمته, لكن لقد اسمعت لو ناديت حياً , ظلت ترسانة الأجراءات , الطعن , و نظر الطعن , وتبادل المذكرات ديدن قضايا الرأي و الضمير و المعتقد , و كأن القضاء المستعجل في هذا الشأن الاساسي لم يجد له مداخل في فقهنا القانوني , سيما ذاك الفقه الشعبوي الشمولي…..نفاذ الحكم قبل النطق به , فان كان هنالك ثمة لا جناية , فسبق السيف العزل , و يمكن ان تكون المحاكمة ناجزة باترة كما حدث في غرة 1985 للشيخ المنور محمود محمد طه على يد محكمة موضوع يافع قاضيها , أما قضاة نقضها , فرسان طواحين الهواء الظلامية …. و ما بين لحظة عين و انتباهتها الا و كانت روحه الطاهرة تعانق ملكوت النور تشيع قضاء الطواغيت ببسمة ساخرة" أن أهناوا بركاكتكم و دجلكم و هرطقتكم في الايام الخالية"!
واقع الحال-_ترس عاطل
ما الحال اليوم ؟نقلاً عن البينو اوكيني, عن صحيفة البيان الصادرة بالخرطوم فقد تم نشر افادة صحفية للمطرآن غابريال رورج , يتهم فيها الأنقاذ بتضحيتها المستمرة و المنظمة للمسيحين منذ بدء الانقلاب , و اضاف بان مصادرة ممتلكات الكنائس و دون تعويض و تدميرها في حد ذاتها اضافة لمؤسساتها التعليمية سمة من سمات النظام الغالب . ودفع بكون انه احد الداعمين للنظام من حقبة 1992 , الى الآن كوزير دولة في الشئون الخارجية لا يقدح فيما ذهب اليه بحسبان سعيه المستمر لامتصاص غلواء " الشوفنية الدينية" و السعي لتوطين اساليب تجعل للمسيحسن محل قدم و متسع …. و اضاف بأن مساعيه باءت بالفشل حيث وجد نفسه ترس عاطل في جهاز الحكم…..و قد استشهد بعدم تمكينه من عضوية هيئة قيادة المؤتمر الوطني.. في ذات السياق اتت أقوال د\ريك مشار نائب رئيس الجمهورية " ورئيس حكومة التنسيق بالجنوب السوداني "بأنه ابتعث مذكرة لوزارة التخطيط الأجتماعي المعنية بالمسائل الدينية محذراً من سوء معاملة المسيحين بالخرطوم –مصادرة ممتلكات الكنيسة كالنادي الكاثوليكي و الذي تم تحويله مقرأ للحزب الحاكم . بجانب المدارس الكنسية و المراكز الصحية , اضافة لحجب التصريح لانشاءات الكنائس , و استبعاد المبشرين و القساوسة الاجانب , طرد كل من القس الايطالي و الكندي العام الفائت.وان مذكرته المرفوعة للوزير المركزي لوقف هذه الاعمال بغرض التنبيه و لعدم مراكمة سجل الأضطهاد الديني للمسيحيين , خوفاً من مغبة ازدياد الصراع و تفتيت وحدة التراب و تشويه صورة الوطن خارجيا "الراي العام 20 اكتوبر " اما القس فيلوثاوس فرج , عضو البرلمان القومي فقد تنادى في البرلمان للحكومة للسماح للمسيحين السودانيين الحج الى القدس , وتمت اجابته بالقبول للمبدأ شريطة ان لا يرتبط الحج بأهداف سياسية و على العموم فلتعش الابراهمية الراشدة , في" دولتها العابدة"!!!!!!!!!!!!!!
اطلقوا سراح المطرآن و صحبه
حل علينا اعلان"مبادئ جيبوتي" , و الحال الحال لسنا بصدد ان ننبت بشفه حئولاً أو قبولاً, فهي خارج أطار المقال, و لكن تشبع لغته بالتعددية الدينية كمعطى من اولى المعطيات , بل ذهاب القول لأدراج هذه التعددية في مبادئ و موجهات الدستور"المقبل" تجعلنا ننادي الآن و اللحظة , اطلقوا سراح المطرآن و صحبه؟ صحيح ان اوضاعهم قيد المحاكمة كفهم أجرائي و لكن هذا لا يقدح في سلطان الدولة"القانوني" أن كانت جادة في تبديل أهابها للتعددية و الديمقراطية و سيادة حكم القانون و الشرعية , من ان يمارس وزير عدلها سلطاته المنصص عنها في المادة(58 -1) اجراءات بأنهاء الدعوى او بالخيار رئيس الجمهورية تحت المادة 211(1) اجراءات.
اطلقوا سراح الأب هلري و صحبه
فما ذاك الرجل الذي يهان!!!!!
القاهرة 18\1\1999م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.