* إذا كانت مرحلة ما بعد قيام دولة الجنوب قد استوجبت وضع برنامج إسعافي قصير المدى لمعالجة التداعيات الاقتصادية للانفصال فإن الساحة السياسية تحتاج أكثر من أي وقت مضى لبرنامج سياسي إسعافي لمجابهة تحديات هذه المرحلة الانتقالية لإعادة بناء السودان الباقي. * البرنامج السياسي الإسعافي يتطلب أول ما يتطلب تعزيز مساعي الحوار الذي بدأ يتبلور عبر أكثر من منبر وآلية، ولكن يظل حزب المؤتمر الوطني هو المسؤول الأول عن تعزيز الحوار لتأمين عملية استدامة السلام الأهم لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي اللازم للحفاظ على البناء العام للسودان الباقي. * لهذا حرصنا على المشاركة في منتدى إدارة الموقع الإلكتروني والخدمات الفورية للإخبار والشؤون السياسية بالتليفزيون القومي الذي كان حول الحوار الوطني.. الأجندة والآليات ومتطلبات المرحلة المقبلة وكان المتحدث الرئيسي فيه البروفسيور إبراهيم غندور الأمين السياسي للمؤتمر الوطني. * صحيح كانت مشاركة القوى السياسية ضعيفة ولكن المداخلات التي تمت من الحضور عبرت عن مجمل ما يدور في الساحة السياسية من هموم وقضايا لم يقصر البروفسيور غندور في وضعها ضمن أجندة الحوار عند حديثه في بداية المنتدى. * صحيح أن كل الأجندة التي طرحت قتلت بحثاً وأن مشاكل البلاد بما فيها مشكلات دارفور وأبيي معروفة الأسباب بل والحلول أيضاً إلا أن الضغط المستمر من خلال مثل هذه الحوارات والمنابر المفتوحة يشكل عنصراً من عناصر الضغط في اتجاه تنزيل الحلول على أرض الواقع. * صحيح أن الحوار مطلوب مع كل مكونات المجتمع المدني خاصة الشباب والقوى الحديثة المجتمعية إلا أن الحوار السياسي يكتسب أهمية خاصة لأن غالب هذه المشاكل بما فيها مشكلتي دارفور وأبيي والمعضلات الاقتصادية أسبابها سياسية وأنه لابد من مراجعة سياسية شاملة بهدف الوصول إلى ثوابت قومية تحكم مسار العمل السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي… إلخ ووضع دستور متفق عليه وشكل الحكم وهياكله والبناء الاتحادي لتهيئة الأجواء لتداول السلطة ديمقراطياً بعيداً عن سياسة العناد والانفراد التي تسببت في كل الاختناقات والنزاعات القائمة.