أظهر كشف طبي أجرته وزارة الصحة بولاية الخرطوم عن تفشي الأمراض النفسية وسط طلاب وطالبات المدارس . كما أسفر الكشف الذي أجرى ل (330) ألف طالب وطالبة بالولاية عن ظهور أمراض أخرى وسط الطلاب خاصة ضعف النظر والسمع إضافة لضعف التحصيل الدراسي . وإعترف مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم في مؤتمر صحفي عقده بالخرطوم أمس ، بتفشي مرض (التراكوما) وسط الطلاب قائلاً ان السبب يكمن في تردي صحة البيئة وإنتشار الذباب والأوساخ بالعاصمة . وسبق وكشف مختصون عن تمدد المخدرات الى الجامعات والمدارس الثانوية خاصة بين اوساط الفتيات باستخدام (البدرة) ومساحيق التجميل ، بينما يتعاطى الطلاب العقاقير الطبية المنومة والمخدرة. وعزا مختصون في سمنار نظمته وزارة التوجية والتنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم بالتعاون مع الشبكة القومية لمكافحة المخدرات ومركز دراسات المجتمع يونيو 2012، إنتشار المخدرات الى ارتفاع نسبة البطاله والمشكلات الزوجية وعدم التواصل الحميم، بجانب زيادة حالات الطلاق والتفكك الاسري. كما سبق وكشف المركز السوداني للخدمات الصحفية – مركز إعلامي تابع لجهاز الأمن – عن وصول بلاغات المتعاطين بين الطلاب الى (5453) بلاغاً ، وبلاغات مروجي وتجار المخدرات من الطلاب داخل الجامعات (4632) طالبا ! وإذا كانت الإنقاذ السلطة الأكثر إدعاء في تاريخ السودان الحديث عن الدين والأخلاق ، فإن نتيجة سياساتها العملية إنتهت إلى أسوأ تدهور أخلاقي ومعنوي تشهده البلاد ، مما يتجلى في عدة ظواهر أبرزها إزدياد إغتصاب الأطفال وتزايد نسبة أعداد الأطفال مجهولي الأبوين وقتلهم وتزايد حالات زواج المثليين وإنتشار المخدرات ، وتفشي معدلات الاصابة بمرض (الايدز) وتنامي ظواهر الشيكات الطائرة والاختلاسات والرشاوى والتسول والدعارة و الدجل والشعوذة والتطرف. وأدت سياسات الإنقاذ خصوصاً حروبها على شعبها ، إلى تفاقم ظاهرة النزوح ، وإقتلاع الملايين من جذورهم الإجتماعية والثقافية ، كما أدت إلى إفقار الغالبية ومراكمة الترف لدى الاقلية ، وإلى خراب الريف وتحطيم الضوابط التقليدية دون ان تقام مكانها ضوابط حديثة ، وإلى تصفية دولة الرعاية الإجتماعية ، فشوهت النسيج الاجتماعى والاخلاقى ، ودفعت الكثيرات لتجارة بيع الكرامة والجسد ، فضلاً عن نشرها ثقافتها القائمة على الطفيلية وإستسهال الربح والعنف وعداء واحتقار النساء ، وعلى المنافقة اللفظية بالاخلاق وانتهاكها عملياً ، وعلى تشوه وتشويه الجنس – مابين الكبت المهووس وفى ذات الوقت الانغماس الفعلى فيه باسراف شبق المترفين مع ما يتصل بذلك من تضخم الاحساس المرضى بالذنب والعدوانية ، اضافة الى تقديمها غطاء سياسياً وامنياً وقانونياً للشائهين والمنحرفين والشاذين يحوقلون بالدين والاخلاق فيما يرتكبون أسوأ الموبقات مستظلين بسلطتهم ! فكانت نتيجة ذلك كله ان تفشى (الايدز) الاخلاقى وقامت قيامة السودان قبل اوانها . وإذ فسخت الإنقاذ المجتمع وقيمه ، فإنها في ذات الوقت تستثمر في هذا التفسخ ، فتشرعن نفسها بإعتبارها ترياقاً ضده في حين انها التي تنتجه ! وفيما تحتاج البلاد لإستعادة عافيتها بصورة عاجلة إلى الحريات والرفاه العام فإن الإنقاذ لا تملك سوى شرطة النظام العام .