كمال كرار [email protected] إن أنسي لا أنسي وكيل مدرستنا الثانوية بالقطينة في أعوام 1973-1976 ،وهو المربي الفاضل الذي كان في لحظات صفائه يداعبنا بالقول ( إذا كانت الأرزاق تجري علي الحجا هلكن إذن من جهلهن البهائم )،وهو بيت شعر عربي ذو فلسفة عميقة . وتمضي السنوات وبالإمكان أن نقول الآن ( إذا كانت الأرزاق تجري علي الحجا هلك إذن من جهله المؤتمر الوطني). ولمن لم يسمع فقد قال من سموه أمين أمانة الاقتصاد بالمؤتمر الوطني أن حكومته قد رفعت الدعم بنسبة 30% عن المحروقات ،وأن عائدات هذا (الرفع) بلغت 2.3 مليار جنيه ،غطي بها عجز الموازنة وزيادة المرتبات وخلافه وعليه فإننا نستنتج أن ال2.3 مليار جنيه هي العائدات من زيادة البترول في الفترة من سبتمبر 2014( أيام الانتفاضة الشهيرة) وحتي نهاية السنة في ديسمبر 2014 . يعني 3 شهور جابت للمؤتمر الوطني 2 مليار ودقداق، ومعناها أن مجمل عائدات ما يسمي برفع الدعم تبلغ 9.2 مليار جنيه في السنة . وبحسب أمين الأمانة المذكور أعلاه،فإن مجمل الدعم الذي تقدمه الحكومة للمحروقات سنوياً يبلغ 30.7 مليار جنيه طالما أن 30 في المية منه تساوي 9.2 مليار جنيه . ولكن لسوء حظ أمين الأمانة الكائن أعلاه،فإن كتاب الميزانية لعام 2014،الذي طبخته وزارة المالية المحتكرة للمؤتمر الوطني،يحدد وجهة المصروفات العامة البالغة 45.8 مليار جنيه ،وفيها المرتبات والاجور بمبلغ 16 مليار،يعني الباقي 29.5 مليار جنيه،ثم تحويلات الولايات والبالغة 12.4 مليار جنيه ،يعني الباقي 17.1 مليار جنيه،واخصم التسيير المخصص للأمن والدفاع البالغ 3 مليار،يعني الباقي 14.1 مليار جنيه،ثم اخصم واحد مليار تسيير القطاع السيادي،يعني باقي 13.1 مليار. والغريبة أن ال 13.1 مليار منها 16.8 مليار للقطاع بتاع المآكل المسمي القطاع المتنوع،يعني المصروفات لحدي هنا تواجه عجزاً قدره 3.7 مليار جنيه،فأين هو دعم المواد البترولية البالغ 30.7 مليار جنيه سنوياً والذي صدح به المدعو أمين أمانة الاقتصاد بالحزب الحاكم. إلي هنا لم تنته حكاية(الكضًاب وصلوه خشم الباب)،فما قاله المؤتمر الوطني عن دعم المواد البترولية ينسجم مع ما يقوله صندوق النقد الدولي عن التعافي الذي حلً باقتصادنا جراء تنفيذ توجيهاته . يسرق السدنة والتنابلة الميزانية،وعندما تنضب يفرضون الضرائب والجبايات،وعندما تكمل،ينهبون بعض الداقسين بحكاية السندات الحكومية،وعندما تكمل يزيدون أسعار البترول بحجة رفع الدعم . يبدو أن المؤتمر الوطني ساقط رياضيات (بامتياز)،وإذا كانت الأرزاق تجري علي الحجا هلكت إذن من جهلها وزارة النفط والجاز