قالت مصادر ليبية مُتطابقة إن مفتي ليبيا المُثير للجدل، الصادق الغرياني بدأ زيارة وُصفت ب(المُريبة) للسودان في الوقت الذي لم تهدأ فيه العاصفة السياسية التي اندلعت في أعقاب الكشف عن تورط الخرطوم في دعم الميليشيات الموالية لجماعة الإخوان بالسلاح والأفراد في مسعى لتغيير موازين القوى المتصارعة في ليبيا. وأكدت المصادر، نقلا عن مقربين من الغرياني، أن الهدف من هذه الزيارة هو (تقديم واجب الشكر للسودان على دعمه لعملية فجر ليبيا ومناقشة تطورات الوضع في ليبيا). ولم تستبعد أن يلتقي الغرياني خلال هذه الزيارة، التي لم يُعلن عنها من قبل، عمر حسن البشير، وعددا من كبار المسؤولين السودانيين، لبحث تطور الأوضاع في ليبيا. وأثارت الزيارة قلق الأوساط السياسية الليبية في هذا التوقيت بالذات الذي تكثفت فيه التحركات الدبلوماسية والعسكرية على الصعيدين الإقليمي والدولي ارتباطا بالأوضاع المُتفجرة في ليبيا. وتأتي الزيارة بعد ايام من اعلان الحكومة الليبية عن ارسال الخرطوم لطائرة محملة بالأسلحة الى قوات (فجر ليبيا) التابعة للإخوان، وهو ما ادى الى طرد الملحق العسكري السوداني من الاراضي الليبية. وبحسب الناشط السياسي سعد الدينالي، فإن (توقيت هذه الزيارة يُثير قلق الليبيين خاصة في ظل التوتر الحالي الذي تشهده العلاقات بين السلطات الشرعية الليبية مُمثلة في البرلمان المُنتخب، والسودان بسبب اصطفاف الخرطوم إلى جانب الميليشيات المُسلحة الموالية لجماعة الإخوان). واعتبر، في اتصال هاتفي مع صحيفة (العرب) اللندنية من مدينة بنغازي، أن (أي تحرك في دول الجوار، وخاصة لمفتي ليبيا الذي يعرف الجميع أن علاقات حميمة تربطه بجماعة الإخوان، هو تحرك مشبوه، ويخفي أجندات لن تكون لصالح ليبيا ووحدة الليبيين التي تتقاذفها حاليا صراعات حادة). ولم يتردد بعض الليبيين في استحضار الزيارة السرية التي قام نوري أبوسهمين رئيس المؤتمر الوطني المُنتهية ولايته إلى الخرطوم، والتي تم على إثرها الكشف عن تورط السودان في دعم الميليشيات المُتطرفة. وبحسب معلومات تسربت في وقت سابق، فإن نوري أبو سهمين، الذي نفذ في وقت سابق انقلابا على الشرعية الانتخابية لصالح جماعة الإخوان المسلمين، هو الذي رتب صفقة شحنة السلاح التي أرسلتها السلطات السودانية للميليشيات. ولا يستبعد أن يحذو مفتي ليبيا حذو أبوسهمين، لاسيما وأن جماعة الإخوان تُخطط حاليا لشن هجوم على مدينة بنغازي، حيث كثفت من تعبئتها للأفراد، وتكديسها للسلاح استعدادا لهذه المعركة التي تُوصف ب(الحاسمة) في أوساط الميليشيات التكفيرية. ويُنظر إلى الغرياني في ليبيا، وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، على أنه أحد الشخصيات المُصنفة بالخطيرة، خاصة وأن مجلس الأمن الدولي سبق له أن أقر في وقت سابق حزمة من العقوبات ضد عدد من المسؤوليين الليبيين، منهم الغرياني، تحت البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة، لتحريضه على العنف والقتل، واستخدام منصبه الديني لتحقيق مكاسب للجماات التكفيرية والمتشددة. وتضمنت تلك العقوبات حظر السفر، وتجميد أرصدة، ومن بين الشخصيات التي وردت أسماؤها على القائمة عناصر الجماعة المقاتلة، وأنصار الشريعة، وقيادات مصراتة، وما يسمى ب(فجر ليبيا).