السودان.. قرار بحظر نشاط صيد الأسماك وإغلاق لبحيرتين    وصول معدات الموسم الرياضي لاندية كوستي    شاهد بالصورة.. القيادية بالحرية والتغيير حنان حسن تضع الفنانة هدى عربي مكان "البرهان" في قاعدة التمثال المثير وتقول: (الوحيدة اللي تستاهل وبعرف مليون واحد ممكن يجي يحج عديل أمام تمثالها)    شاهد بالصورة.. القيادية بالحرية والتغيير حنان حسن تضع الفنانة هدى عربي مكان "البرهان" في قاعدة التمثال المثير وتقول: (الوحيدة اللي تستاهل وبعرف مليون واحد ممكن يجي يحج عديل أمام تمثالها)    شاهد بالصورة.. تمثال "حميدتي" بدارفور يتعرض لسخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان    لأول مرة منذ 12 ألف عام.. بركان ثائر في إثيوبيا    تدشين مشروع دعم التعليم الابتدائي في حالات الطوارئ بالسودان    شاهد بالفيديو.. البرهان: (كيف تبقى الإمارات وسيط بالرباعية وكل العالم يشهد على دعمها للمتمردين وأستغرب من شائعة سيطرة الأخوان المسلمين على الجيش والحكومة)    مني أركو مناوي دومي يكتب: تقسيم البلاد تحت مظلة الهدنة الإنسانية: بين القبول والرفض    شاهد بالفيديو.. أقسم بالمصحف على صدق المعلومة.. الناشط عثمان ذو النون يفجر مفاجأة كبيرة ويشعل النيران وسط "الدعامة": كيكل اشترى كمية كبيرة من الأسلحة من القائد الميداني للدعم السريع "السافنا"    لجنة عودة المواطنين للعاصمة تتفقد أعمال تأهيل محطات المياه والكهرباء بمحلية الخرطوم    شاهد بالصور والفيديو.. "حنة" عريس سوداني تثير تفاعلاً واسعاً على السوشيال ميديا وشقيقة العريس تخطف الأضواء    لا يوجد خصم سهل... وسانت لوبوبو ليس نزهة**    المريخ يفتتح مشواره في الدوري الرواندي بمنازلة كييوفو سبورت    حاج ماجد سوار يكتب: خطة الدويلة المضادة    الجيش السوداني يصدّ الهجوم الكبير    لماذا لا ينبغي التعويل على تصريحات ترامب    شاهد بالفيديو.. اللاعب بلة جابر: (هيثم مصطفى دخل في خلافات مع مدرب المنتخب الوطني بسبب "الثلج" وعندما عرف قيمته وأهميته بعد سنوات أصبح يشتريه من ماله الخاص)    شاهد بالفيديو.. الفنانة فهيمة عبد الله تمنع الرجال من الصعود للمسرح لمنحها "النقطة" وأحدهم يسقط على الأرض بعد محاولته الوصول إليها    شاهد بالصورة والفيديو.. أحدهم وقف أمامه وأنشد قصيدة.. "تمثال" قائد الجيش "البرهان" يثير جدلاً واسعاً وسط تعليقات متباينة ما بين مشيدة ورافضة (الكاهن يستحق أكثر من ذلك ورجعنا لعبادة الأصنام)    فينيسيوس يسير عكس ريال مدريد    من عامل يومية بسيط إلى رجل أعمال بثروة تقدر ب 7 مليار دولار.. قصة بداية رجل الأعمال والبر والإحسان أزهري المبارك صاحب مخيمات اللاجئين بالولاية الشمالية تثير تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل    شاهد بالصور.. المقرئ السوداني الشهير "شيخ الزين" يثير تفاعلاً إسفيرياً واسعاً بعد ظهوره بإطلالة شبابية ب"الجينز" والجمهور: (أنيق تبارك الله ما يسحروك وأعمل حسابك واتحصن من عين البنات)    أطباء ينصحون بتقوية المناعة قبل دخول الشتاء    لاعبو ليفربول "يفسدون" احتفال صلاح بليلته التاريخية    شاهد بالفيديو.. في لقطة تصدرت "الترند" على مواقع التواصل السودانية.. محترف الهلال جان كلود يستعرض مهاراته ويهين لاعب المولودية ويتلاعب به ويسقطه على الأرض    تحديث «إكس» يفضح مواقع إنشاء حسابات قادت حملات سلبية ضد السعودية    زراعة الخرطوم ومنظمة الفاو تنفذان حملة تطعيم الماشية بولاية الخرطوم    ادارة مكافحة المخدرات ولاية النيل الابيض تضع حدا لنشاط شبكة إجرامية متخصصة في الإتجار وتهريب الحبوب المخدرة    أكبر هبوط شهري منذ انهيارات الكريبتو في 2022.. لماذا ينهار سوق العملات المشفرة الآن؟    إدارة مباحث كسلا تفكك شبكة إجرامية لتهريب البشر يتزعمها أحد أهم المطلوبين الهاربين من السجن    هذا المبلغ مخصص لتكملة مشروع مياه القضارف وتتلكأ حكومة الولاية في استلامه لأسباب غير موضوعية    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    أمريكا تفتح بوابة الرقاقات المتقدّمة أمام G42    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    شاهد.. صور ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان مع علم السودان تتصدر "الترند" على مواقع التواصل والتعليقات تنفجر بالشكر والثناء مع هاشتاق (السودان بقلب بن سلمان)    تسيد السعودية للإقليم خلال العقد القادم    البحر يبتلع عشرات السودانيين الهاربين من جحيم بلادهم    الطيب صالح ناهض استعلاء السلطة عبر "الكتابة السوداء"    دونالد ترامب يفجّرها حول حرب السودان    قرار لسكان الخرطوم بشأن فاتورة المياه    السودان يعلن وصول شحنة من هولندا    فريق ميداني متخصص من إدارة مباحث ولاية كسلا يسدد بلاغ خاص بسرقة عربة بوكس    الذكاء الاصطناعى وإرضاء الزبون!    شبح شفاف.. مفترق بين الترقب والتأمل    الطاهر ساتي يكتب: مناخ الجرائم ..!!    الطاهر ساتي يكتب: أو للتواطؤ ..!!    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السُّودان ميلاد زعيم ياسر سعيد عرمان
نشر في حريات يوم 12 - 12 - 2014

تعرفت على الرفيق ياسر سعيد عرمان مباشرة وجهاً لوجه فى العام 1990م بمدينة أديس أبابا ، وعملنا معاً من هذا التاريخ فى تشكيل التجمع الوطنى الديمقراطى و أشرفنا على عقد أول مؤتمر له مع كوكبة من المناضلين د. الواثق كمير والسفير نجيب الخير والسيد دينق ألور وتولينا تسييرأعمال إذاعة التجمع الوطنى الوليدة برفقة الاصدقاء دكتور صديق بولاد وياسر وتاج السر و آخرين ، تحت إشراف السيد مبارك المهدى الذى بذل جهداً خُرافياً فى رسم خريطة تلك المرحلة و دوراً سيذكره له التاريخ المنُصف فى مواجهة نظام الإنقاذ، وخلق علاقة تربط بين الكفاح المسلح والنضال السياسى تجربة التجمع الوطنى الديمقراطى بكل إيجابياتها و إخفاقاتها تجربة جديرة بالنظر والدراسة كأعرض جبهة سياسية معارضة فى تاريخ البلاد الحديث بعض من ذوى الخفة الفكرية والسياسية ينعتونها بالفشل المطلق و أنا و آخرين ما زلنا نؤمن بأنها بما وفرته من خبرة ستكون المفتاح لحل مشاكل السودان المزمنة كما قال توماس إديسون (النجاح نتيحة لآلاف التجارب الفاشلة If you don't try you don't know)، منها إستلهمت الإيمان بضرورة تكوين جبهة الكتلة التاريخية الحاسمة ، هذا الحلم الذى أنام و أصحوا علية كمدخل للخروج من رهان صراع الدائرة المغلقة vicious circle خلاصة هذة التجربة تقول أن الرفيق ياسر عرمان من عجينة الثوار الذين تنطبق عليهم مقولة أول من يضحى و آخر من يكسب ، فهو نقياًً ومخلصاً لقضيته وفياً لزعيمه د.جون قرنق دمبيور ، فهو يتنفس قضيته فى الإخوة الشريفة والوحدة والمساواة القائمة على هدى السُّودان الجديد، تشهد بذلك حُواراتنا فى ردهات الإذاعة وفى حدائق قيون وصالات ويبشبلى وغُرف ميلوتى ومقاهى ماركاتو و إستقبالات مطار بولى الدولى ومركز أُنسنا رغم أنف قانون الطوارئى الذى كانت تعيشة مدينة اديس أبابا بمنزل د.منصور خالد المجاور لمنزلنا ومنزل د. كمير ، فقد عجت أديس ابابا بالكثير من القيادات التى تركت بصمتها على النشاط المعارض منهم العم تجانى الطيب والدكتور عزالدين على عامر والفريق فتحى أحمد على والعقيد تاج السر العطا ود.قرنق وسلفاكير وبشير بكار والطيار ابراهيم ومحمد عثمان محمد عبدالله ود.على أبوسن والفاتح سلمان وضيوف يراوحون بين الحضور والغياب بيننا نحن المقيمون ، فقد كان ياسر عرمان حاضراً فى قلب هذه الأحداث بمعاركها العسكرية والسياسية وحكاويه النضالية الشيقة عن معركة المابان التى بُترت فيها رجل الصديق الرفيق د. بيتر أدوك وزير التعليم العالى بعد نيفاشا ، د.بيتر شخص مرح يحب النكتة فقد كان يسكن فى فندق صغير فى أطراف المدينة وياسر يسترسل فى الحكاوى عن معارك جنوب النيل الازرق ومعركة كبويتا حيث يروى بإعجاب رغم أنه فى الضفة الأخرى من المعركة ، قصة إستشهاد أبطال القوات المسلحة وبسالتهم فى القتال بشرف الجندية أمثال اللواء البلاع و سالم سعيد هؤلاء الضباط الشرفاء عندما كانت مدرسة الجندية إحترافية لها قيم و أصول مرعية ، فقد شوهتها الإنقاذ شأن كل الإنقلابات العسكرية أول ضحاياها السلم الذى صعدت بة ، أصبحت القوات المسلحة و رتبها توزع كيفما أتفق إلى النهابين و قطاع الطرق من أمثال حميدتى وجماعته فى الموت السريع (كلاش وباقة لا نمرة لابطاقة ) ، كما يتحدث الرفيق ياسر بشغف عن نضال الجنوبيون من أمثال القاضى مارتن ما نجيل وشجاعته ووليم نون الذى يقيس مستوى الذخيرة من خندقة برفع أصبعه وليس عصاه المارشالية وهو رئيس هيئة اركان الجيش الشعبى ويتحدث عن تسامح السلطان وليم ديدى الذى زوج احد بناته لضابط أسير من مدينة بحرى لونه يميل للبياض إنضم للجيش الشعبى فقد ذكر ياسر عرمان أنهم عندما ألتحموا مع قوات العدو فى جنوب النيل الأزرق فقد التقطوا إشارة من الجيش السودانى تقول أن هناك خبراء روس يقاتلون مع الجيش الشعبى كما يحكى عن نكات العم كوال دينق فهو سريع البديهة وصاحب ردود قصيرة معبرة كما الرباطاب فى شمال السودان .
ياسرعرمان صديق وفىّ لصداقاته ويتعامل معهم بنُبل وحرص من تجربتى الشخصية معة وهو ونيس لايُمل مستودع للحكاوى والحكم ، كما قال عبدالملك إبن مروان نحن معشر الحُكام ( قد وطئنا أجمل النساء وركبنا الفاره و أكلنا أطيب الطعام ، لم يبقى لنا غير ونيس لايُمل ) ويحكى عرمان القصص ذات المغذى عن قبيلة الكشيفو بجنوب النيل الأزرق وحياتهم الإجتماعية وعن قبائل الإستوائية من تبوسة ومورلى وزاندى ومادى ، كل هذه المعارف والتجارب شكلت وعى الصديق الرفيق ياسر عرمان ، كما لا أخفى ونستنا الدائمة ومناقشاتنا الجادة عن تجربة حزب المؤتمر الوطنى بجنوب أفريقيا الذى نتقاسم الإعجاب به خاصةً وقد رافقنا شبابهم فى إذاعة الشعوب الأفريقية للتحرر، فقد كان مزهواً بتجربة كريس هانى وبيتر سيسيلوا و أحمد كاسراتا وأوليفر تامبوا كنا لا نمل الحديث عنهم وعن قائد الأوركسترا نيلسون مانديلا أستطيع أن أجزم أن ياسر عرمان تأثر بهؤلائى جميعاً كتأثره بقائده د.جون قرنق ورواد الأفريقية الأوائل فى مدرسة جامعة ماكررى وحركة البان أفريكان من المعلم نيريرى لجومو كنياتا و باتريس لوممبا وهو غير منقطع الوجدان عن عروبته العذبة بلسانة الذرب شعراً ونثراً ومشاركته لدكتور منصور خالد الإعجاب بحسن عطية و إعجابه الخاص بوردى وكابلى ومدائح أولاد حاج الماحى لا أنسى اول سى دى إستمعنا له بمنزل دكتور منصور لجمال فرفور بحضور العميد د. قاسم بدرى جاء زائراً لاديس أبابا والنقاش الذى دار حول ظروف المبدعين فى السودان وبعدها علمنا أن الدكتور منصور ساهم بمبلغ مقدر فى علاج فنانه المفضل حسن عطية عليه الرحمة الذى نعاه د.منصور بمقالة خالدة ورصينة تؤرخ للغناء السودانى.
تطورت معارف الصديق يا سر عرمان القارئى النهم وصقلتها تجربة وصراعات نيفاشا وهو بقدمه اليمنى رجل دولة وقائد للكتلة البرلمانية ورئيس لجنة الإعلام بدرجة وزير وماتزال قدمه اليسرى فى خانة الثائر المنحاز للقضايا الأخلاقية الكبرى.إنتهت هذه المرحلة بطعنة نجلاء لصدر ياسر عرمان الوحدوى الهوى والهوية (السوداناوية) فقد صدق فيه قول أبوذر الغفارى عندما سأله بعض الصحابة عن سر حُزنة الدائم ، فقال لهم سببين موت رسول الله وضياع جُراب أعطانى أياه ، فقد إنتهت هذه الفترة وياسر عرمان بين فقد زعيمه المفاجئى و إنفصال الجنوب الذى أحبه و أخلص لقضيته ، لم تقتل الحرب ياسر عرمان التى خاض غمارها ولم تُضعف إرادته فى النضال نوائب الدهر التى أصابته فقد خرج من محنته كالعنقاء من بين الركام والرماد ، ليواجه مسئوليات المرحلة بكفاح مسلح جديد استمراراً لمعركة الإنتصار للضعفاء والإنسانية والإخوة الشريفة فى جبال النوبة والإنقسنا و أحتضن إليها مآسى دارفور التى أطلت بوجهها الكريه ، الذى رعته وغذته حكومة الإنقاذ ومازالت تبحث عن مزيد من الحرب والدماء . تجلت عبقرية ياسر عرمان السياسية فى قدرته وجهده بمثابرة يُحسد عليها لإحتضان مبادئ السودان الجديد بعد أن بعثرها الإنفصال ، فأظهر مهارةً فى إدارة الصراع السياسى والمسلح بذكاء كبير لا تُخطئه عين ، بجهده فى توحيد مجموعة الهامش فى إطار الجبهة الثورية لا أقول ياسر عرمان وحدة الذى أنجز هذا الحُلم الذى سعى له دكتور جون قرنق فى حياته ، فقد أشرف د. قرنق على حركة داؤود يحى بولاد وتدريبها وتسليحها ومحاولة غرسها فى دارفور وأنا اشهد على ذلك فقد كنت ممن إلتقوا داؤود بولاد آخر مرة حياً يرزق فى معسكر ديما على الحدود مع البيبور ومنطقة بوما على الضفة الإثيوبية من نهر الأنجواك ، فقد كتبت مقتطفات من مدونة هذا الحوار فى مقال عن الهامش والمركز صراع النقاط أم القاضية ، فقد واصل الرفاق فى الحركة الشعبية فى الشمال ياسر والحلو وعقار على إحياء حُلم الكتلة التاريخية التى آمنا بضرورتها كمخرج من الأزمة الوطنية الراهنة ، وكرافعة ضرورية لمشروع وطنى شامل يحقق السلام العادل ويوقف الحرب ويقيم دولة القانون والعدالة الإجتماعية هذا هو حُلمنا المُشترك الذى يشغل العقل والقلب معاً ، فقد سطرته فى ورقة بحثية تحت عنوان الكتلة التاريخية لماذا؟ تم نشره فى عدد من الصحف والوسائط الإليكترونية ، لقد كتبت عدد من الأوراق ولكنى لم أجد تجاوباً لكتاب كما وجده بحث الكتلة التاريخية لماذا ؟ وصلتنى عشرات الإيميلات و التعقيبات مما يؤكد ان مشروع الكتلة التاريخية هو الإتجاه الصحيح لحركة التاريخ وهادى لبوصلة السياسة السودانية والتعبير عن رغبة كامنة لجماهير عريضة ترغب فى الإستقرار والخروج من مأذق الحكومات الإئتلافية الضعيفة ، التى تكون لقمة سائقة لزوار الليل (ناس تُلب ) كما قال الشاعر النحرير أزهرى محمد على ( بلد ينوم بجبة الدرويش ويقوم ببدلة العسكر) فى كناية تعبيرية راقية عن تلون وتعدد النظام الديمقراطى وآحادية الأنظمة العسكرية المتسلطة ، تتطلع الكتلة التاريخية لحشد جماهيرية حاسمة بمشروع وطنى متكامل يتجاوز الصراعات الوهمية والمتخيلة وينفُذ لقضايا المواطن الحقيقية فى العيش الكريم وتوزيع الموارد بعدالة والخدمات من تعليم وصحة ومياة نظيفة دولة (وظيفية) حقيقية بدستور مدنى يعلى سيادة حكم القانون والمساواة دون تمييز والفصل بين السلطات بديموقراطية توافقية يستمر حكمها على مدى البرنامج الوطنى لا تعزل أحد من منابرها فى صياغة السياسات ومراقبة التشريع ومحاسبة الجهاز التنفيذى لسلطة الكتلة التاريخية لابد من وعى مشروع الكتلة التاريخية والإهتمام به لأنه من غير المعقول أن نستمر بذات الكيفية السابقة وننتظر نتائج مختلفة ، الإجابة على تحدى المرحلة القادمة هو تكوين الكتلة التاريخية ، فهى كتلة مجربة إنتصرت بها الثورة المهدية على الامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس ودولة الخلافة العثمانية السودان على موعد مع فجره الجديد ومن معالمه ميلاد زعيم مثل الرفيق ياسر سعيد فقد أظهر مهارة كبيرة فى إدارة دفة الصراع مع الإنقاذ ، ولعب أدوار حاسمة فى توحيد قوى المعارضة من خلال إعلان باريس و إتفاق أديس ونداء السودان الذى توج إجتماع الصف الوطنى فى جبهة عريضة نتطلع ان تكون نواة حقيقية للكتلة التاريخية التى تغير نظام الإنقاذ وتقود السودان فى العشرين عام القادمة . عنوان المرحلة معالم جيل جديد من القيادات يتشكل فى سماء الوطن ويبشر بغد أفضل فى كل المجالات ففى عالم السياسة نحن أمام حشد شبابى متميز منهم أركو مناوى الشاب الأبنوسى الحكيم ود.جبريل إبراهيم غزير العلم والمعرفة والرفيق عبدالواحد محمد النور بحماسة الشباب الذى يريد أن يُشير للثريا فى الأهداف بلغته الواضحة والتعبير الجهور عن رغباته وبرامجه السياسية ، تتقدمهم مريم الصادق المهدى هذة النخلة الجسورة فى المواجهة والتحدى التى إستحقت نيابة رئاسة حزب الأمة بجدارة عملية ومثابرة نضالية وكد وعمل يؤهلها لتكون من قيادات المستقبل فى السودان وزعاماتة وفى سماء الخرطوم بزق نجم الأستاذ أبراهيم الشيخ كرمز للصمود والتصميم فى المواجهة أتطلع ان أراة رئيس لجنة التعبئة لنداء السودان بالداخل، كما ظهرت قيادات مستنيرة كانت فى صفوف الإنقاذ ومحسوبية ملتزمة بالديمقراطية ونقد تجربة الماضى منهم د. المحبوب عبدالسلام ود.محمد هارون ود.التجانى عبدالقادر ود.عبدالوهاب لأفندى ومن القيادات الصاعده أيضاً الأستاذ المفكر محجوب حسين والأستاذعبدالجليل الباشا د. محمد جلال هاشم وجلاء الأزهرى وآخرين من السياسيين الصاعدين للقيادة والواعدين بالتغيير الشامل ، فى مجال الصحافة أيضاً تجددت القيادات فقد برز زميل الدراسة الصديق فيصل محمد صالح والحاج وراق و د. حسن الجزولى كهول الصحافة والكلمة الحرة ومعهم قلم د. خالد التجانى وفايز السليك وخالد عويس و أمل هبانى من شباب الصحافة و الإعلام و آخرين من الشباب والشابات القادمين بقوة لعرش صاحبة الجلالة ، فى مجال العمل النسائى ظهرت كواكب ونجوم واعدة ومبشرة منهم ساندرا كدودة ورباح الصادق وأسماء أحمد و رشا عوض وحواء جنقو ولبنة أحمد حسين وعائشة إسحاق ونجلاء سيد أحمد وعلوية كبيدة و أمال جبرالله والحبل على الجرار للمجتهدين والمجتهدات، ووسط الحركة الشبابية ظهرت مئات الوجوة الواعدة والمبشرة منهم محمد حسن فول و محمد حسن التعايشى وأمجد فريد والسمؤال وزيادة حمور وعبدالعزيز بركة ساكن خليفة الطيب صالح القادم من أرض دارفور و د.ياسر فتحى ومبارك أردول وعشرات الشباب الجميل المتسلح بالمعارف الحديثة والمتأبط وسائل التواصل الإجتماعى لنشر المعرفة والتنوير والمتحدى للإنقاذ فى الشوارع التى لا تخون فقد أثبت هذا الجيل من الشباب جدارة فى القيادة بتقديمه لمئات الشهداء فى إنتفاضة سبتمبر يتقدمهم د. صلاح السنهورى الخرطوم و آدم بريمة نيالا وسارة عبدالباقى الكلاكلة ومنى عبدالرحمن مدنى وبقية القائمة التى تجاوزت المائتى شهيد فى جنات الخلد عند مليك مقتدر على الإنتقام والمحاسبة و آلاف الذين قدموا أرواحهم فى حزام الحروب الأهلية فى دارفور والنيل الأزرق وكردفان وكجبار وبورتسودان ينتظرون العدالة الإنتقالية . ياسر سعيد عرمان قيادة مجربة ومختبره فى قدرته على الصمود فى أصعب الظروف لمعرفته بالسياسة الدولية وتمتعه بذهن وقاد مكنه من لعب دور الزعيم الحاذق فى تجميع القوى السياسية فى هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان ، مما يؤهلة للقيادة والزعامة للتغيير وبناء السودان القوى من خلال حكم سلطة الكتلة التاريخية التى سيكون ياسر عرمان قمرها المنير مع جيل حديث ومستنير ومهموم بمستقبل أفضل للوطن والمواطن ، السودان بلد ولود لن تغيب شمسه هذة حقيقة تاريخية لا يقتلها الوهم منذ بعانخى وترهاقا والمهدى وعلى عبدالطيف وعبدالفضيل الماظ وعبيد حاج الأمين إلى الأزهرى والمحجوب والسيد الصادق المهدى وعبدالخالق محجوب ويوسف كوة مكى ودريج ود. طة عثمان بلية والاستاذ محمد توفيق صاحب الجمرات الحارقة ، جيل بعد جيل لهم مساهماتهم وبصماتهم على الحياة العامة ودورهم الرائد بما له وما عليه بلاشك الصديق الرفيق ياسر عرمان سيكون من جيل العمالقة فى القيادة والزعامة التى تعرف الطريق إلى الكنز وتحل اللغُز وتفك الشفرة ليستقر السودان ويزدهر فى ظل رايات الأخوة الشريفة والمساواة والعدالة ، وغد إفضل للمواليد والزعامات القادمة .يا بلادى كم فيك حاذق من شعاروا دخول المآذق والخروج كبدر التمام ، وكم فيك مبدع فى الشعر و الأدب والفكر والمعرفة والفن كما قالوا فى الماضى إطبعى يا بيروت و إقرئى يا خرطوم ، السودان يمرض ولكنة لايموت أبداً .ختاماً الصديق الرفيق ياسر سعيد عرمان ميلاد زعيم لبداية مرحلة جديدة فى تاريخ البلاد السياسى المشرق بإذن الله .
12 ديسمبر 2014


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.