العطاء قيمة مفقودة فى هذا الزمان او تكاد إن تكون نادرة الوجود ولكن هل يمكن إن يكون للانسان معنى فى الحياة بدون إن يكون له فيها عطاء ؟؟ حتما تختلف اشكال العطاء ولكن يقينا إن الله سبحانه وتعالى ميزنا من بين مخلوقاته بالعقل تلك الجوهرة الباهرة الساحرة…التى تمكن من خلالها البشر بلوغ قمة التكنلوجيا والتطور وبها تمكنوا من سبر اغوار المجهول… ولم يستكين العلم للمستحيل …وماكان العلم الا العطاء فى ارقى معانيه وابهى صوره… ليلى زكريا عالمة سودانية بحق وحقيقة.. تميزت بموهبة الابتكار والخلق واجتازت مرحلة الاكاديمية بنظرتها البعيدة الثاقبة الى افاق ارحب من العطاء والابتكار… ولما كانت الزراعة هى المستقبل الذى يلوح امام هذا الوطن الذى يحمل كل مقومات النجاح لولا فساد الحكومة وتهاونها … لقد كانت نظرة العالمة ليلى بعيدة المدى فقد كرست كل عطاءها كعالمة سودانية مبتكرة واعدة تطمح الى خلق واقع افضل فى مجال الزراعة تحديدا ووصلت من خلال تجاربها الى ايجاد بذور صناعية لقصب السكر ونجحت فى الوصول الى براءة قى اختراع مبهر وجديد لم يسبقها عليه احد من البشر فقد نجحت هذه البذور الصناعية فى انتاج قصب السكر وهى وثبة علمية غاية فى الابداع وليس كأى وثبة وشتان فرق بين الثرى والثريا….. التفت العالم باسره من حولنا الى هذه المبدعة السودانية التى تضاهى فى قامتها شجرة النخيل فى عطاءها وشموخها وشممها.. شجرة طيبة تؤتي اكلها كل حين باذن ربها شجرة اصلها ثابت وفرعها فى سماء الابتكار عالمة سودانية الاصل والمنبت … ليلى التى رحلت وهى تكافح من اجل التقدم والتطور والازدهار ليظل هذا الوطن محلقا بامثالها وهل تنجب البشرية كل يوم عالم مثلها ام إن العلماء ظاهرة لا تتكرر فى كل حين ؟…. رحم الله المبدعة العالمة المبتكرة دكتورة ليلى زكريا…واسكنها فسيح جنانه وهى التى لم تقيدها تاء التانيث من الوصول الى اعلى قمة العطاء والتميز … منحت الولاياتالامريكية هذه الشامخة العالمة براءة الامتياز لاكتشافها الذى اعتبر قفزة وتحديا علميا جديدا يفتح امام عالم الزراعة افاقا جديدة نحو مستقبل ارحب… تم تكريم هذه العبقرية رحمها الله فى كوريا وجنوب افريقيا والبرازيل والصين واستراليا وكثير من الدول الاخرى ولم يثنى عزمها الاغراء المالى الذى وجدته من بعض الدول لكى تستأثر بهذا الاختراع وقالت إن وطنها اولى بهذا الابتكار من غيره … ولكن ماذا قدمت الدولة التى لا تقدر العلماء بماذا اكرمت هذه القمة…غير وسام منحته لها تكرما منها وسام لا يسمن ولايغنى من جوع هذا كل ما منحته الحكومة السودانية للدكتورة ليلى زكريا العالمة الفذة … حتى الاعلام السودانى اثبتت التجارب تقوقعه وانغلاقه واخفاقه وترهله فى اظهار مثل هذه الشخصيات الرائدة الواعدة… التى تستحق إن تأخذ موقعها الطبيعى ولكن تجاهل الدولة وعدم اكتراثها لانشغال ارابابها باشباع شهوتهم من جمع المال واكتناز المناصب والاستئثار بالسلطة صرفهم عن منح مثل هذه العالمة الكريمة المكانة التى تستحقها فعلا وحريا بنا إن لاننسى إن هذه العالمة منحت المصانع السودانية حق الاستفادة المجانية من اختراعها داخل السودان…. رحلت العالمة الدكتورة ليلى زكريا فى لندن يوم واحد من شهرفبراير 2015م رحلت ليلى ولم يرحل علمها رحلت ليلى وتبقى سيرتها معطرة باريج الابتكار متوهجة فى ذاكرة التاريخ الانسانى رحلت ليلى ويظل علمها شاهدا على إن العقول السودانية تمتلك امكانبات جبارة للابداع والتطوير…رحلت ليلى ولم يرحل ما قدمته للانسانية من فكرجديد لمستقبل قادم باحرف من نورليظل عطاءها مستمرا… نسأل الله إن يجعل ماقدمته ليلى زكريا من تطور وابداع فى ميزان حسناتها وان يغفر لها ويرحمها …. والله المستعان. [email protected]