أغلق النظام بيتها..فمن يفتحه بحق الثائرين؟؟؟؟ علاء الدين الدفينة انعي فقيدة الثورة وشرارتها سمية بشرى كنداكة الحماداب والموت ليس غريبا على سليلة الملوك ووارثة مجد العبدلاب.. الشهادة جزء من روتين حياة حفيدة المانجلك والشهادة وشما زينوا به جبين التاريخ جيلاً بعد جيل. سمية كانت تحلم بوطن سليم معافى تتمتع فيه بحقها الانساني أولا..وحق المواطنة ثانيا..وحقها الطبيعي في التملك مثلها وسائر المخلوقات.. لكن نزعة الاغتصاب التي تتفاوت داخل عقلية الظالم والظلاميين ما بين إغتصاب الوطن وإغتصاب السلطة وإغتصاب الاجساد تمددت بإستمراء من لا يرعوي متطورة نحو إغتصاب الارض جامعة ما بين التعدي المادي والعيني على حقوق أهل المنطقة الملاك الشرعيين للارض وحقوقهم التاريخية..السلطة الغاشمة أعمتها مظاهر ونزعات الاستبدات ومضت في غيها لتغتصب حتى الحياة وتجرد سمية من الوجود والحياة وكلاهما حق طبيعي لها..لكن هذا ما يتعارض من نزعة نظام متعطش للموت وبارع في توزيع البارود..لا نثر الورود. … سمية كانت كسائر حرائر بلادنا تكابد لتستمر وسط ظروف إنعدمت فيها أبسقط مقومات الحياة..انعدم فيها الأمن وهي تستيقظ من حين لآخر فزعة من دوي إنفجارات مخازن الذخيرة ومستوداعتها المتكدسة وسط الاحياء المدنية..كانت تستيقظ على دوي الانفجارات الناتجة من الغارات الاسرائيلية على مصانع الاسلحة ردا على تشوين وتمويل النظام للارهاب العابر للحدود ولمنظمات تخلى عنها النظام بالامس في الامارات وهو ينسبها للحرام واللاشرعية بعد أن كان الراعي الرسمي لها…سمية كانت تجمع ما بين فزع الليل على حياتها وجزع النهار على معاشها وهي تستغفل الزمن علها تحظى بجرعة دواء أو كراسة تعليم أو لمبة إنارة أو جرعة ماء نقية أو اسطوانة غاز لطبخها حتى جرها النظام من صفوف الخبز والغاز وصالات الاستشفاء نحو ساحات الدفاع عن أرضها وحقها في الوجود .. منحها في لحظة عز إستثنائية شرف الموت على ذل الحياة فمضت للرحاب العليا فاتحة صفحة مشرقة من صفحات الثورة السودانية وهي تؤكد الجدلية التاريخية للثورة بأنه فعل مستمر لا أحداثا عابرة. فقدت صويحباتها صوتها وضحكاتها وقفشاتها وطيبتها..وفقد الحي حراكها..ولكن كسبت الثورة شهيدة إستثنائية في زمن إستثنائي. سمية ليست سوى ملمحا بطوليا لا يقل في رونقه عن موقف الماظ وعلي وهما يزينان سطور المجد بثبات الاشاوس على مدافعهم .. تحدت أرواحهم العصية على الانكسار كل مظاهر الهلع والخوف والجزع وقاموا حتى لما لم يبق لهم سوى روحهم ضد الرصاص قدموها بكل جسارة وهو ما فعلته سمية..ناضلت ثم ناضلت وناضلت وحينما لم تجد بدا من تقديم روحها الطاهرة فعلت ذلك بكل ثبات وجسارة وإقتدار وهي تمهر ساحات النضال وباحات الثورة أعز ما تملك..روحها الطاهرة ونفسها الابية ويقينها شيئين..ان الله يأمرها أن تنفق أعز ما تملك ففعلت..وانه لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى تراق على جوانبه الدماء… أيها الثوار: تقدموا..فسليلة العبدلاب وحفيدة الملوك قد اذنت بهلاك (الشجرة) من (الشجرة)…