لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(داعش) و ( الاخوان) !!
نشر في حريات يوم 03 - 03 - 2015


د. عمر القراي
(1)
(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ*اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) صدق الله العظيم
قام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش"، في الآونة الأخيرة، بعدة جرائم هزت الضمير الانساني، في جميع أنحاء العالم. إبتداء بتفجير مكاتب صحيفة " شارلي إبيدو" الفرنسية، وقتل 12 شخصاً من العاملين فيها منهم إثنان من المسلمين، واصابة 11 آخرين بجراح .. ثم قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً، ووضع صورته، أثناء هذه العملية البشعة، وهو يحرق، على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى يطلع أهله على موته، بهذه الصورة الوحشية. ثم قتل 21 من الاقباط المصريين المدنيين ذبحاً، وتصوير هذه العملية الفظيعة، ووضعها ليراها العالم، امعاناً في الوحشية والقسوة، ومحاولة لبث الذعر، والإرهاب في نفوس الناس. ولقد قامت الحكومة المصرية بالرد على اغتيال مواطنيها بضربة عسكرية على مواقع "داعش" في ليبيا وهو عمل استحسنه الشعب المصري والحكومة الليبية كما اشادت به عدة دول عربية وأجنبية. ولقد سبق ان تكون تحالف دولي قام بمواجهات عسكرية مع " داعش" في العراق كما ان قوات عراقية وكردية تصدت ل"داعش" واستردت منها بعض القرى التي سيطرت عليها من قبل. وفي مخاطبته لمؤتمر مكافحة الإرهاب، المنعقد بواشنطون، قال الرئيس الامريكي باراك أوباما (إن المتطرفين لا يتحدثون باسم مليار مسلم، وأن بلاده ليست في حرب ضد الاسلام بل من شوهوه) وأضاف أوباما أن ( العمليات العسكرية مثل الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي منذ شهور على مواقع تنظيم " داعش" في العراق وسوريا لايمكن ان تكون الرد الوحيد على العنف المتطرف بل لا بد من التصدي لأيدولوجيات المتطرفين وبناهم التحتية والدعاة الذين يجندون ويمولون وينشرون الفكر المتطرف)(البيان الاماراتية 20/2/2015م).
" داعش" كغيرها من الحركات الاسلامية، لم تنزل من السماء، و إنما جاءت من فكر الأخوان المسلمين!!
إن " داعش" حركة مهووسة، وعنيفة، وقد مارست من الفظاظة، والوحشية، مالم تمارسه حتى حركة القاعدة، رغم ما قتلت، وفجرت من المدنيين. و "داعش" تظن أنها يمكن ان تستأنف، اليوم، عهد الخلافة الراشدة، من حيث ما توقفت الغزوات، والحروب مع المشركين، واهل الكتاب. وأنها يمكن ان تطبق أحكام الشريعة الإسلامية، والحدود، والقصاص، فيما يقع تحت سيطرتها من الأرض. وأن الأرض هي دار حرب، على كل من لا يبايع خليفة المسلمين أبوبكر البغدادي، زعيم الجماعة .. ودار سلم على كل من يخضع لإمرته. وهي لا تفرق بين المسلم العاصي، الذي عجز عن تطبيق أوامر الدين، والحكام الذين لم يستطيعوا تطبيق الشريعة، وبين الكفار الذين أهدرت الشريعة دماءهم، وجعلت نساءهم واموالهم غنيمة للمسلمين. ولهذا هم يكفرون كل من ليس معهم، ويقتلونه، لو استطاعوا ذلك بأبشع الصور، حتى يثيروا الرعب، وهم يعتقدون أنهم سينصرون بهذا الرعب، كما كان ينصر به النبي صلى الله عليه وسلم. والفرق بين " القاعدة" و "داعش"، هو ان " القاعدة" على تطرفها، لديها بعض الوعي السياسي، بما يجري في العالم، وهي لا تجاهر بكل ما تؤمن به، لاعتبارات، بها قدر كبير، من الحيلة والتكتيك بخلاف "داعش" التي تنشر على صفحات جريدتها الرسمية " دابق" دعوتها الى اعادة الرق، وبيع " اليزيديات" كجواري !! فقد كتب أحدهم في عدد سبتمبر 2014م ( النساء والأطفال اليزيديين يجب ان يقسموا حسب الشريعة على مقاتلي الدولة الاسلامية الذين شاركوا في عملية " سنجار" .. إن استرقاق الكفار وأخذ نساءهم كجواري أمر من ثوابت الشريعة فإذا رفضه شخص أو سخر منه فإنه يكون ساخراً أو رافضاً لآيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وبذلك فهو مرتد عن الإسلام). والصحيفة الرسمية لداعش سميت " دابق"، وهو اسم مدينة سورية تقع شمال حلب، ورد ذكرها في حديث رواه الامام مسلم في صحيحه، يتحدث عن المسلمين يقاتلون فيها جيوش الروم، وامم أخرى، يقودها الدجّال ويهزمونهم، ويفتحون القسطنطينية "استانبول"، وبعد ذلك ينزل المسيح عليه السلام، ويقتل الدجّال. وحركة " داعش" الآن تظن ان التحالف الدولي ضدها، هو تجمع فصائل الروم، وأنها ستهزمهم جميعاً في سوريا. وهذا فرق آخر بين" "داعش" و "القاعدة"، إذ أن "داعش" تقوم على هوس ديني كبير، يعتمد على نصوص عجزوا عن تأويلها، واعتمدوا على ظاهرها، ويحاولون ان يزكوا بها عقائد التابعين، ليزيدوا من حماسهم، ويغيبوا عقولهم. هذا بالاضافة الى أنهم يدعون اسقاط أي فرق بينهم وبين عهد الصحابة، ويظنون انهم يتبعون النموذج المحمدي بدقة.
أما من حيث الفكرة الاساسية، فإن" داعش" كغيرها من الحركات الاسلامية، لم تنزل من السماء، و إنما جاءت من فكر الأخوان المسلمين!! ولقد صرح د. القرضاوي بأن ابوبكر البغدادي، كان معهم في تنظيم الاخوان المسلمين .. كما صرح أيمن الظواهري، بأن أسامة بن لادن، أخبره بأنه من الاخوان المسلمين. والقاعدة الفكرية، التي تجمع كل هؤلاء، هي آراء الإمام حسن البنا رحمه الله، والتي تقوم على اعادة فكرة الخلافة الإسلامية. ولقد كان شعار حركة الاخوان المسلمين، تحت قيادة الإمام حسن البنا، السيفين الذين وضع بينهما صورة مصحف، وكتب تحتهما كلمة "وأعدوا"، التي قصد بها قوله تبارك وتعالى " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم". وحركة الأخوان المسلمين ظهرت في عام 1928م، وحين عقدت مؤتمرها الخامس، بعد مرور عشرة سنوات على تأسيسها، في يناير 1939م، أعلنت فيه إن من أهم أهدافها اقامة الخلافة الإسلامية. ولكن بعد سنوات أعلن البنا في مؤتمر عام 1945م، طرحهم الذي يقوم على (اقامة حكومة اسلامية في كل قطر اسلامي، والتي عليها أن تحترم فرائض الاسلام وشعائره وأن تلزم كل موظفيها بأدائها وأن تحرم الموبقات كالخمر والزنا والقمار والكسب الحرام، وأن تؤسس التعليم على التربية الاسلامية والوطنية واللغة العربية وأن تغدو الشريعة الاسلامية المصدر الأول للقانون)( عبد الرحيم علي "2010′′.الأخوان المسلمون من حسن البنا الى مهدي عاكف. القاهرة :مطبعة دار الرفاعي).
وحين لم تستجب الحكومة المصرية بإقامة حكومة إسلامية، أو خلافة إسلامية، بدأت الجماعة في ممارسة العنف. ولما كانت جماعة الأخوان المسلمين في مصر، لا تملك جيشاً، ولا تملك منطقة مستقلة لتحارب منها الحكومة، فقد كانت تقوم بالاغتيالات، ثم خشية من تبعاتها، كانت تنكرها، وتتبرأ منها، وتدينها !! فحين ارادوا اغتيال محمود فهمي النقراشي، رئيس الوزراء، تقدم نحوه شاب يلبس زي الشرطة، وضربه بالرصاص في 28 أكتوبر 1948م. وحين قبض على الشاب، قال ان النقراشي خائن للوطن، لأنه متهادن في قضية فلسطين، ويحارب الاسلام، لأنه حل جماعة الأخوان المسلمين. هذا مع ان الشاب أنكر اي صلة له بجماعة الأخوان، وتحمل المسؤولية الفردية عن الجريمة. ولكن حين اصدر حسن البنا بياناً، أدان فيه اغتيال النقراشي، واعتبره جريمة فظيعة، يجب يدان مرتكبيها ووصف النقراشي في ذلك البيان، بأنه (مثل طيب للنزاهة والوطنية والعفة)، لهذا إنهار الشاب وسجل اعترافاً بأن الاغتيال مسؤولية جماعة الأخوان المسلمين وهي التي كلفته بالقيام به (راجع المصدر السابق). ولقد زاد تنظيم الاخوان المسلمين تطرفاً، حين برزت في نهاية الخمسينات وبداية الستينات، افكار سيد قطب رحمه الله، فقد وجد كتابه " معالم في الطريق" رواجاً كبيراً وسط الشباب... فهو أول من حكم على كل المسلمين بأنهم في جاهلية، ما لم يحكموا الشريعة، ويخضعوا لنظام الخلافة .. وأن على المسلم قتال الحاكم المسلم، إذا لم يطبق الشريعة، ومعاملته معاملة الكافر أو المرتد ومعاقبته بالقتل. ونسبة لخلاف الاخوان مع الملك، واتهام نظامه باغتيال البنا، أيد الاخوان ثورة يوليو 1952م. ولكنهم انقلبوا عليها، حين لم تطبق الشعارات الإسلامية، التي كانوا يرفعونها، واعترضوا على سياساتها، خاصة اتفاقية الجلاء، التي وقعت في يوليو 1954م. وفي اثناء الاحتفال بالاتفاقية في 26 أكتوبر 1954م، في ميدان المنشية بالإسكندرية، أطلقوا النار على الرئيس جمال عبد الناصر، في محاولة فاشلة لاغتياله. فشكلت لهم محكمة خاصة، حكمت على بعض قياداتهم بالإعدام، وعلى المرشد العام حسن الهضيبي بالسجن المؤبد. في عهد الرئيس السادات، رفع الاخوان المسلمون مذكرة تصالح للحكومة، وأبدوا تساهلاً كبيراً. فقد جاء (إن عمر التلمساني أراد ان يسد فجوة عدم الثقة بيننا وبين المسؤولين في الدولة، وأن يفتح طريقاً للتفاهم لطي هذه الصفحة السوداء فرفع الى المسؤولين عن طريق إدارة السجن مذكرة كبيرة حول أهمية اللقاء المباشر مع من يهمهم الامر كبديل لهذه الأساليب البربرية فعل ذلك اعذاراً الى الله وتحمل بعض العنت من قلة من الاخوان ابوا هذه الخطوة عليه). وبناء على هذه الصفقة، خرج الاخوان من السجون. ولقد خدع الاخوان السادات، فقد كان المرشد العام الهضيبي، زعيماً علنياً، ولكن الحركة كان بها جناحان : أولهما الجناح الذي يدعي الاعتدال ويقوده عمر التلمساني، والآخر الجناح الذي يمارس التشدد ويقوده مصطفى مشهور، وبينما كان الأول يتعاهد مع السادات، كان الآخر يدبر لاغتياله. ففي 6 أكتوبر 1981م قام خالد الاسلامبولي، وهو قد كان من جماعة الاخوان، باغتيال السادات، ثم نسب فيما بعد الى تنظيم "الجهاد"، الذي زعم انه انشق عن الاخوان، لتساهلهم مع الحكومة. ويشير أيمن الظواهري، الذي انشق فيما بعد، ولحق بتنظيم القاعدة، الى ان الحوار مع السلطة، يؤدي الى مفاوضات، والمفاوضات، تؤدي الى تنازلات عن المبادئ. ويقول (لقد اسبغ الاخوان ومن والاهم الشرعية على الحكومة الكافرة، عندما قال مرشدهم محمد حامد أبو النصر " نحن لا نضع أيدينا أبداً في أيدي القائلين بتكفير الحاكم" وعندما أصدر الشعراوي والغزالي بيانهم المشؤوم في 1/1/1989م والذي قالوا فيه إنهم يعتقدون " في ايمان المسؤولين بمصر وإنهم لا يردون على الله حكماً ولا ينكرون للاسلام مبدأ" وأيد الاخوان البيان الذي يعترف بايمان الحكام بعد ان بايعوه عام 1987م. واسبغ الاخوان الشرعية على الوسائل الكفرية، التي تدين بها الحكومة، فاعترفوا بشرعية الديمقراطية التي تسلب حق التشريع من الله وتمنحه للشعب، ودخلوا مجلس الكفر المسمى بمجلس الشعب، مجلس الارباب الذين يشرعون للناس) ويشير الظواهري الى ان شباب الاخوان المخدوع، يعتبر اقوالهم وافعالهم هذه من "التقية"، ولا يدري ان هذا تبديل لأحكام الدين المستقرة، كما بدل اليهود والنصارى دينهم. ويؤكد رفضه لمثل هذه الحوارات مع أجهزة الحكم مشدداً على ان الطريق واحد وواضح " قتال هذه الحكومة وخلعها وتنصيب خليفة مسلم" (المصدر السابق).
وهذا الخلاف الظاهر، بين الظواهري وقادته في تنظيم الاخوان المسلمين، ليس خلافاً حقيقياً، بقدر ما هو تبادل للأدوار، وخداع للآخرين. ولهذا حين حكم الاخوان المسلمون مصر تحت قيادة الرئيس محمد مرسي،فتحوا أبواب مصر الى لكل الحركات المتطرفة، بما فيها تنظيم "القاعدة" الذي يقوده الظواهري، وجماعة حماس وغيرها، وبمجرد اعتراض الشعب المصري على حكم الاخوان المسلمين بدأت هذه الجماعات تثير الفوضى وتعتدي على الشرطة والجيش في سينا وفي مدن الصعيد حتى تخلق اضطراباً يعيدها مرة أخرى للحكومة التي اسقتطها الشرعية الجماهيرية العريضة. ولعل فتح مصر لتدخل أجنبي، بحجة مساندة الجماعات الإسلامية للإخوان المسلمين، مهما تظاهروا بالخلافات فيما بينهم، كان من الأسباب الرئيسية، التي وحدت الشعب المصري ضدهم، واطاحت بحكمهم في فترة قصيرة. ولقد انتشرت فكرة الاخوان المسلمين من مصر الى جميع الدول العربية، ثم عبرت من الاقليم الى تكوين التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، الذي اصبح مؤخراً، مجموعة سياسية، واقتصادية، تقدم مصلحتها على جميع الاعتبارات الدينية والأخلاقية، وتربط نشاطها بمساومات مع دول، وتتدخل في أمن وسياسة الشعوب، بغرض توجيهها الى مصلحة الاخوان المسلمين.
……………………..
(2)
(وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُون)
صدق الله العظيم
والحركات الاسلامية المتطرفة، مثل " داعش" و " القاعدة"، والتي تقوم بعمليات كبيرة، وتستخدم سلاحاً كثيراً، وحديثاً، لا يمكن ان يكون تمويلها، من تبرعات عضويتها !! وإنما لا بد ان تكون هنالك دولاً، تسخر موارد شعوبها، لتمويل هذه الحركات المتطرفة .. ولما كان القاسم المشترك بين كل هذه الحركات، هو فهم الاخوان المسلمين للإسلام، كان من الضروري أن يصل الاخوان المسلمين الى السلطة السياسية، في بعض الدول، حتى يقوموا بتمويل هذه الحركات، من ميزانيات تلك الدول.. وعن ذلك جاء (قال الرائد محمد حجازي المتحدث باسم الجيش الليبي، ان حكومة الخرطوم تعتبر داعماً رئيسياً لتنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا. وأضاف خلال مداخلة له في برنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة" المصرية، أمس، ان حكومة الخرطوم تقدم هذا الدعم بالتعاون والإشتراك مع حكومتي قطر وتركيا)(حريات 19/2/2015م). وجاء في التقرير السري، المسرب، لاجتماع الرئيس مع القيادات العسكرية، والأمنية في الحكومة السودانية، والذي نشره مؤخراً الباحث الأمريكي في الشأن السوداني أريك ريفز: (أما ليبيا فتنسيقنا مع الشرعية التي يمثلها الاخوان المسلمين ونقدم لهم التدريب والمعلومات وتوصيل السلاح. لدينا اتصال دائم مع صلاح بادي وعلي بلحاج ولا يمكن التفريط في ليبيا لأن السودان كان أول من قدم مساعدة لإنهاء حكم القذافي. التفريط في ليبيا حيكون خطأ استراتيجي كما حصل في مصر وأضعف الحركات الإسلامية والسلفية الجهادية في العديد من البلدان واصبحوا السلاح يصلهم بمشقة وأما الآن توصيل السلاح لليبيا يحتاج الى ترتيبات عالمية والأخوة في قطر معتمدين علينا في كل شيء وتنسيقنا مع أيران ماشي على مايرام)(حريات 23/2م2015م). ولقد هز هذا التقرير الطويل، حكومة الخرطوم وأزعجها، وجعلها تحاول بشتى السبل، الانتقام من إريك ريفز، وتمنعه من نشر اخباره، وتعليقاته، عما يجري في السودان في صفحاته الالكترونية. ولقد حكى إريك نفسه كيف ان هجوماً الكترونياً، عالي التقنية، قد حدث لكل مواقعه، بفيروسات متقدمة، حطمت المعلومات، وعوقت الاتصال بينه وبين قرائه، كما نشرت في صفحاته، صوراً فاضحة، وأدخلت صورته وسط الصور الفاضحة، وارسلتها الى زوجته وبناته !! ولكن ذلك لم يمنعه من القضاء على الفيروسات، واستعادة مواقعه، ولم يعطله عن نشر المعلومات التي تفضح حكومة الخرطوم. وحكومة الاخوان المسلمين حين تعلن في اجتماعها السري أنها تتعاون مع الاخوان المسلمين في ليبيا وتمد الحركات المتطرفة بالسلاح لتحارب به الحكومة الليبية الشرعية تصرح في نفس الوقت علناً أنها تؤيد الحكومة الليبية الشرعية في طبرق وأنها ستدعم وحدة ليبيا وأنها ضد " داعش" !! فإن لم تصدق المستوى الذي وصل اليه الاخوان المسلمون من النفاق فأقرأ (قال الرئيس السوداني عمر البشير أمس إن بلاده تعترف بالحكومة الليبية الموجودة في مدينة طبرق، وأنه مع الحل السياسي في سورية، معتبرا أن تنظيم "داعش" جماعة مخترقة وهذا الاختراق واحدة من أهدافه الرئيسية الإساءة للإسلام. وأضاف البشير في مقابلة خاصة بثتها فضائية "اسكاي نيوز" العربية "إن شبابا صادقين جدا تأثروا بهذا الفكر وآمنوا به"، في إشارة إلى فكر تنظيم "داعش"، ومضي "قناعتنا أن هناك اختراقاً (لهذه الجماعات) والاختراق واحدة من أهدافه الإساءة للإسلام. واستنكر بشدة "حرق الأسرى" من قبل داعش قائلا: "ما يقومون به ويصورونه ويبثونه يتنافى مع أبسط قواعد الإسلام". وكرر التأكيد قائلا: "ما عندنا شك أن هذه التنظيمات مخترقة، مخترقة من جهات معادية للإسلام، وهي حملة لتشويه صورة الإسلام متمثلة في بعض الرسومات الكارتونية في المواقع الغربية، وما يحدث من داعش ليس بعيداً عن هذه الحملة". وقال البشير إن بلاده تعترف بالحكومة الوطنية الليبية في طبرق وتسعى من خلال علاقتها بالجماعات في طرابلس، إلى إيجاد وفاق ليبي ليبي بهدف إيقاف الحرب. وأضاف: "جهدنا منصب مع دول الجوار الليبي وأن نستغل علاقاتنا لحل المشكلة الليبية ونحن لسنا مع طرف ضد طرف لاستمرار القتال في ليبيا، وإنما ضد القتال، ومع وحدة ليبيا". وقال إن ليبيا دولة كبيرة، وبها كمية كبيرة من السلاح، وأي انفراط للأمن في ليبيا أو تفكيك لها "نحن سندفع الثمن"، مشيراً إلى أن "الأخوة في ليبيا يعيشون أوضاعاً استثنائية وهناك قتال في ليبيا وجهدنا هو إيقاف القتال" (صحيفة الرياض السعودية 25/2/2015م). والرئيس يستنكر حرق الأسرى، ويعتبره لا يمت للإسلام بصلة، مع ان قواته الرسمية، تحاصر مواطنيه، العزل، المدنيين، البسطاء، داخل الجبال في جبال النوبة، وفي النيل الأزرق، وتأسرهم فيها ثم تقصفهم بالطائرات، ببراميل مشتعلة، تحرق بها النساء والأطفال. بل ان قوات الجنجويد أو الدعم السريع بدارفور، قامت بحرق شاب، وهو حي، في أحد القرى التي بطشت بها!!
وحكومة الاخوان المسلمين في السودان، لا تتعاون مع الاخوان المسلمين، والحركات الإسلامية المتطرفة، في ليبيا ومصر فحسب، وانما تتعاون مع "داعش" نفسها أو مؤيديها في السودان. فما يعرف ب (جماعة الكتاب والسنة)، انشق زعيمها سليمان عثمان أبونارو، من تنظيم الاخوان المسلمين في عام 1991م. وفي 26/7/2014م وزعت الجماعة بياناً في الخرطوم، تعلن فيه مبايعتها لأبي بكر البغدادي زعيم " داعش". كما أعلنت الجماعة تأييدها للعملية الإرهابية التي استهدفت مقر صحيفة "شارل ايبدو" الفرنسية في 7/1/2015 وأسفرت عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 11 آخرين. وقالت جماعة ‘الاعتصام بالكتاب والسنة' في بيان لها: (.. جاءت النصوص الصحيحة بوجوب قتل أمثال هؤلاء وهذه مهمة الحكومة الإسلامية وفي غيابها واجب المسلمين. والتجارب أثبتت أنه لا يمكن إيقاف مثل هذه الجرائم بالمظاهرات والاستنكارات) وعقب قيام تنظيم ‘داعش' الإرهابي، بإحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، أصدر دواعش السودان، أومن يسمون أنفسهم بجماعة ‘الاعتصام بالكتاب والسنة'، بياناً في 12 /2/2015م، أجازوا فيه قتل الطيار الأردني حرقاً. ورغم هذه البيانات، والإعلان الصريحة، عن الانضمام إلي كيان ‘داعش' تمارس جماعة الاعتصام نشاطها، ودعوتها، عن طريق الدروس، واللقاءات العلمية، والمحاضرات، وتعقد اجتماعاتها العلنية، في مركز عام بالخرطوم بحري، وتسعي إلي استقطاب الشباب مستعينة ببعض خطباء المساجد، والعلماء في المعاهد الدينية، مثل معهد الإمام البخاري للعلوم الشرعية.. وذلك بهدف تأهيل الشباب للدعوة، والجهاد، أو بمعني أصح، تخريج أجيال جديدة من "داعش". واستمرت الجماعة السودانية، التابعة لتنظيم ‘داعش' في إعلان مواقفها الداعمة للتنظيم الإرهابي، بل وجهر قادتها وبعض أعضائها بذلك في مساجد السودان، وأصدرت العديد من البيانات، التي تم نشرها على الموقع الرسمي للجماعة، والصفحة الرسمية على الفيس بوك، تحت سمع وبصر الحكومة السودانية. ولو كانت حكومة الاخوان المسلمين جادة في رفضها ل "داعش"، والحركات المتطرفة، لأوقفت كل هذا النشاط، وزجت بأصحابه في السجن. ولكنها لم تفعل لأنها جزء من هذا التوجه، وإن تظاهرت لمقتضيات المصالح السياسية، بغير ذلك. ولم يكن الانتماء إلى ‘داعش' والدعوة إلي دعمها مقصورًا على جماعة الاعتصام فقط. بل كانت هناك عناصر أخري تمثل ‘داعش'، وتعلن عن نفسها في قلب الخرطوم، التي شهدت مظاهرة داعمة للإرهاب يوم الجمعة 20/6/2014م، وجاءت المظاهرة بعد خطبة الجمعة التي ألقاها محمد علي الجزولي، بمجمع المعراج الإسلامي بالطائف شرقي الخرطوم، وأعلن فيها تأييده لتنظيم ‘داعش' ومناصرته للخليفة أبوبكر البغدادي، وبعد الصلاة قاد الجزولي جماعة من المصلين، في وقفة، ومظاهرة داعمة لمشروع الخلافة!! ولقد ظهر هذا الشاب قبل سنوات، كمدير لمركز دراسات، يدعي الاعتدال، ويثير عدد من الحوارات، في برامج تلفزيونية .. ثم غاب فترة قصيرة، وظهر مؤيداً لداعش. ولقد قام جهاز الأمن باستدعائه، بعد تلك المظاهرة، بدلاً من أن يضرب المظاهرة، كما يفعل مع المظاهرات التي تخرج بسبب الغلاء، أو بسبب نهب الحكومة لأراضي المواطنين، كما حدث في الشجرة، حيث قتلت قوات الأمن الشهيدة سمية محمد بشرى. وحتى يؤكد محمد الجزولي العلاقة بينهم وبين الحكومة، كتب في حسابه على ‘تويتر': " لقد انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي خبر اعتقالي من قبل جهاز الأمن والمخابرات … ليس لاستدعائي أي علاقة بحادثة عثمان ميرغني أو ما يعرف بجماعة حمزة وبيانها الركيك لغة ومحتوى، موضوع الاستدعاء بسبب مناصرتي للدولة الاسلامية –أعزها الله باقية وتتمدد بإذن الله تعالى-وهذا موقف فكري وسياسي معلن صرحت به لعدة صحف وخطبت فيه عدة خطب وكتبت فيه عدة مقالات).
أما حكومة الاخوان المسلمين السودانية، فهي لم تتنصل من دعمها ل "داعش"، والجماعات الإرهابية في ليبيا، ومصر، وغض البصر عنهم لينتشروا في السودان فحسب، وإنما تنصلت حتى عن الاخوان المسلمين أنفسهم !! ففي زيارته لدولة الامارات في 21/2/2015م، نفى الرئيس عمر البشير علاقتهم بالتنظيم الدولي للإخوان المسلين!! فقد جاء (وأكد في حوار صحفي مع «الاتحاد» أن علاقات السودان مع جمهورية مصر ثابتة وقوية، وقال: تجمعنا بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي علاقات أخوية مميزة وصادقة، مشيراً إلى سعي البلدين لتعزيز مجالات التعاون على الصعيد الأمني سعياً للخروج بحلول تحفظ أمن واستقرار البلدين مع تفاقم الأعمال الإرهابية في ليبيا. وأشار إلى رفض بلاده القاطع لظهور الطابع الدولي لجماعة الإخوان المسلمين عبر ما يعرف ب «التنظيم الدولي للإخوان المسلمين»، منوها بحق الدول في اتخاذ ما تراه مناسباً لخدمة أمنها واستقرارها بعد تنامي تأثير التنظيم الدولي للإخوان وتدخله في شؤون عدد من الدول العربية. وأكد الرئيس السوداني أن تنظيم داعش بمختلف فصائله يشكل تهديداً «مقلقاً» للمنطقة العربية وتحدياً حقيقياً يتطلب مواجهة جادة تشمل تجفيف مصادر تمويل التنظيم المالية واللوجستية)( الاتحاد 24/2/2015م). وليأكد السيد الرئيس هذا الاتجاه الجديد، المتبرئ من كافة تاريخه، أضاف في حوار مع قناة العربية، حين ذكرت له المذيعة أن فتور العلاقات بينه وبين دول الخليج، سببها مساندته لتنظيم الاخوان المسلمين، قال: (طبعاً في التنظيم الدولي للاخوان المسلمين ونحن لسنا أعضاء حتى تنظيم الأخوان المسلمين في السودان ليس أعضاء في هذا التنظيم …) !! ويلاحظ أن المذيعة سألته عن الاخوان المسلمين فقفز الرئيس البشير الى التنظيم الدولي، وحين فعل ذلك سارع بنفي عضويتهم في التنظيم الدولي ولكنه استدرك ونفى عضوية تنظيم الاخوان في السودان في التنظيم الدولي .. ومادام الرئيس البشير لا علاقة له بالإخوان المسلمين لماذا نفى عضويتهم في التنظيم الدولي ؟! ومن أين له ان يعرف حقيقتها ما دام هو ليس عضواً في التنظيم الدولي أو في تنظيم الاخوان المسلمين السودانيين ؟!
وحين سألته المذيعة بصورة أكثر تحديداً، عن موقف حكومته الحالي من الاخوان المسلمين، قال (موقفنا ما زي أي جماعة أخرى نحن ما عندنا علاقة تنظيمة مع هذه الجماعة ما عندنا تأثير عليها ولا عندها تأثير علينا) !! وكيف يمكن ان توجد جماعة منظمة، ذات رؤى سياسية وفكرية معينة، ثم لا يكون لها تأثير على الحكومة، ولا للحكومة تأثير عليها ؟! فجماعة الاخوان المسلمين اما ان تكون مؤيدة للحكومة، أو معارضة لها، وفي كلا الحالين تؤثر على الحكومة وتتأثر بها .. أليس هذا كذب صراح يندى له جبين الرجل الكريم ؟! وبطبيعة الحال، لم يصدق شيوخ الامارات، ولا بقية دول الخليج، ما قاله السيد الرئيس عمر البشير. فهم بلا شك يذكرون استقبالات حكومته، لمحمد بديع مرشد جماعة الاخوان المسلمين، في احتفال ضخم بزيارته للسودان، جرت مراسمه بقاعة الصداقة، إبان فترة حكم محمد مرسي لمصر.. كما أنهم يذكرون المظاهرة الضخمة، التي قادتها الحركات الإسلامية، وعلى رأسها حزب المؤتمر الشعبي، الذي يتزعمه الترابي الزعيم لجماعة الاخوان المسلمين بالسودان، احتجاجاً على فض اعتصام عناصر الاخوان بميدان رابعة. تلك المظاهرة التي سارت الى السفارة المصرية، وكانت الشرطة تحرسها، رغم أنها اعتادت في السودان على ضرب المظاهرات!!
إن السيد الرئيس بهذا التصريح، قد أظهر من التخاذل، والمهانة، ما يجلب التحقير، ويسئ الى الشعب السوداني بصفة عامة. ورغم ما قاله السيد الرئيس عمر البشير، عن حسن علاقته بالرئيس عبد الفتاح السيسي، في زيارته لدولة الامارات، إلا أنه أدان رسمياً الغارات الجوية المصرية، على مواقع "داعش" بليبيا، بدلاً من أن يدين ذبح "داعش" للأقباط المصريين!! فقد جاء (الخرطوم -وجه الرئيس السوداني عمر حسن البشير، انتقادات لاذعة، للضربات الجوية، التي قامت بها مصر ضد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، واصفا ذلك ب"الخطأ"، في أول تعقيب له على الأمر. وقال عمر البشير في مقابلة نشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن "المصريين اختاروا مؤخرا التدخل العسكري، الذي أدينه في ليبيا"، مضيفاً "أعتقد أنه كان خطأ من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي لأنه سيفاقم الوضع"…. وقد اعتبرت الجامعة العربية، ومعظم بلدان المنطقة، باستثناء دولة قطر، أن من حق مصر الدفاع عن نفسها، وأن ردها بمهاجمة معاقل التنظيم شرعي ولا غبار عليه. ويرى مراقبون أن تصريحات البشير ليست بالمستغربة، خاصة وأن هناك تأكيدات، على أن الأخير، متورط في دعم الجماعات الإسلامية المتطرفة في ليبيا، رغم نفيه المتكرر لذلك، وآخره في حديثه الأخير مع "لوموند". وقد اتهم رئيس الوزراء الليبي المعترف به دوليا عبد الله الثني، السودان وتركيا، بأنهما يسلحان الفصائل الإسلامية، الممثلة في فجر ليبيا، وغيرها من الجماعات المتطرفة، في هذا البلد الذي يشهد فوضى، منذ سقوط العقيد معمر القذافي، والذي كان للخرطوم دور بارز فيه. كما وجه اللواء خليفة حفتر، الاتهام مرارا للخرطوم، بدعم جماعة أنصار الشريعة الموالية لداعش، وغيرها من الجماعات الإسلامية، التي تقاتل القوات الموالية للحكومة، في مدينة بنغازي شرقي البلاد. وللإشارة فإن البشير كان قد اعترف، مؤخرا، في تصريحات صحفية بتدريب قوات ليبية في كلية الضباط بالعاصمة السودانية، في تأكيد جديد على صحة ما نشرته "العرب"، عن قيام النظام السوداني بتدريب مجموعات من الإسلاميين الليبيين، لمواجهة قوات خليفة حفتر في الكلية المذكورة)(العرب 28/2/2015م).
في لقائه الأخير، في القضارف، إبان تدشين الحملة الانتخابية، قال السيد الرئيس (نحن دايرين نسوق الناس للجنة) !!
……………………………..
(3)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.