مراقبون: تصريحات البشير ليست بالمستغربة، خاصة وأن هناك تأكيدات على أن الأخير متورط في دعم الجماعات الإسلامية المتطرفة في ليبيا. العرب عمر حسن البشير: التدخل كان خطأ ارتكبه الرئيس عبدالفتاح السيسي الخرطوم - وجه الرئيس السوداني عمر حسن البشير انتقادات لاذعة للضربات الجوية التي قامت بها مصر ضد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، واصفا ذلك ب"الخطأ"، في أول تعقيب له على الأمر. وقال عمر البشير في مقابلة نشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية إن "المصريين اختاروا مؤخرا التدخل العسكري، الذي أدينه في ليبيا"، مضيفا "أعتقد أنه كان خطأ من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي لأنه سيفاقم الوضع". وكانت القاهرة قد شنت ضربات جوية ضد عناصر تنظيم داعش، ردا على قيامه بإعدام جماعي لواحد وعشرين قبطيا مصريا، كان أسرهم في ليبيا خلال بحثهم عن عمل، في عملية زادت من غضب الرأي العام العربي على المجازر التي يقترفها التنظيم في المنطقة. وقد اعتبرت الجامعة العربية، ومعظم بلدان المنطقة باستثناء دولة قطر أن من حق مصر الدفاع عن نفسها وأن ردها بمهاجمة معاقل التنظيم شرعي ولا غبار عليه. ويرى مراقبون أن تصريحات البشير ليست بالمستغربة، خاصة وأن هناك تأكيدات على أن الأخير متورط في دعم الجماعات الإسلامية المتطرفة في ليبيا، رغم نفيه المتكرر لذلك، وآخره في حديثه الأخير مع "لوموند". وقد اتهم رئيس الوزراء الليبي المعترف به دوليا عبدالله الثني السودان وتركيا بأنهما يسلحان الفصائل الإسلامية الممثلة في فجر ليبيا وغيرها من الجماعات المتطرفة في هذا البلد الذي يشهد فوضى منذ سقوط العقيد معمر القذافي والذي كان للخرطوم دور بارز فيه. كما وجه اللواء خليفة حفتر الاتهام مرارا للخرطوم بدعم جماعة أنصار الشريعة الموالية لداعش وغيرها من الجماعات الإسلامية التي تقاتل القوات الموالية للحكومة في مدينة بنغازي شرقي البلاد. وللإشارة فإن البشير كان قد اعترف، مؤخرا، في تصريحات صحفية بتدريب قوات ليبية في كلية الضباط بالعاصمة السودانية، في تأكيد جديد على صحة ما نشرته "العرب"، عن قيام النظام السوداني بتدريب مجموعات من الإسلاميين الليبيين، لمواجهة قوات خليفة حفتر في الكلية المذكورة. ويرى مراقبون أن تصريحات الرئيس السوداني من شأنها أن تلقي بظلالها على العلاقات الفاترة مع مصر التي ترى في سياسات الخرطوم ما يهدد أمنها القومي، خاصة وأن الأخيرة رغم تبرئها من تنظيم الإخوان مؤخرا، ما زالت تشكل إحدى الدعامات الرئيسية له، وهناك اليوم العديد من أعضاء الجماعة في السودان.