كلمة الميدان ليس إلغاء الانتخابات وحدها أعلنت بعض أطراف المعارضة أنها تشترط إلغاء الانتخابات التي تعمل السلطة على إجرائها في أبريل العام 2015م لمشاركتها في الاجتماع التحضيري مع السلطة في أديس أبابا. وتعتبر قيامها نهاية ل(إعلان برلين). إن ما نشرته قوى المعارضة في (إعلان برلين) يمثل حزمةً متكاملةً من الشروط التي رهنت بها مشاركتها في الحوار مع السلطة شريطة أن يسبق تنفيذ تلك الشروط أي دعوة للحوار في أديس أبابا. وتمثلت تلك الشروط في: وقف الحرب الدائرة في دارفور وولايتي جنوب كردفان/جبال النوبة والنيل الأزرق وإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وإطلاق سراح كافة المعتقلين والسجناء السياسيين وأحكام الإعدام الصادرة بحق بعض قيادات المعارضة، وإلغاء كافة التعديلات التي أُدخلت على الدستور، وإلغاء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وقيام حكومة انتقالية تعمل على تهيئة المناخ والإعداد لعقد مؤتمر دستوري قومي في نهاية الفترة الانتقالية يشارك فيه كافة أهل السودان للتوافق والتراضي حول كيف يحكم السودان؟. ووضع دستورٍ دائمٍ وإجراء انتخابات يختار فيها الشعب من يحكم. لهذا فإن إلغاء الانتخابات بشقيها ليس الشرط الوحيد للدخول في الحوار مع النظام. هذا هام جداً كمطلب جماهيري لا يمكن التراجع عنه. لأن أحد أهداف(الحوار الناعم) هو إجراء تنازلات لإخراج المعارضة وإجبارها على الجلوس مع النظام. ومن الممكن أن يكون تأجيل الانتخابات هو أحد هذه الخيارات. إنَّ قوى المعارضة مطالبةٌ بتوحيد خطابها السياسي والالتفاف حول ما أجمعت عليه وهو أن الهدف الأساسي لجماهير شعب السودان هو تفكيك النظام وإسقاطه وليس القبول بترقيعات تطيل من أجله وتعيد إنتاج الأزمة الشاملة من جديد.