العود – هذه الكلمه البسيطه حمالة اوجه ومعانى وسنورد هنا المعنى العامى البسيط فقط تمشيا مع المناسبه وتقريب المعنى لمن يهمهم الامر وتعنيهم القضيه – (عودك مع الرجال ) جملة تقال عندما تكون المناسبه مستلزمه للمشاركه والوقوف مع الاهل والاحباب فى مناسباتهم ومشاريعهم وتعنى اين نصيبك فى المساهمه واين موقفك فى ساعات الحوجه او حتى المجامله . وكثيرا ما تستخدم عندما يحدث اللوم والعتاب من البعض او النقد لاحداث مرت واتخذت فيها القرارات فيتم الرد على طويل اللسان المنتقد بهذه الجمله المعبره , فكل شئ مسجل ومدون وحتى تلك التى لم تدون فان ذاكرة الرجال والنساء لا تشيخ فى مثل هذه الحالات ولا تنسى فى زحمة الاحداث مهما طال الزمن . منذ سنوات كتبت عمودا بعنوان (من لا يدفع عليه ان يتبع ) وكنت اعنى تحديدا حال بعض احزابنا الكبيره العتيقه وكيف ان مصيرها اصبح مشاعا ومحصورا فى قادتها او زعمائها من حيث الاداره والتخطيط والتعديل والتبديل اذا لزم الامر دونما رجوع لقواعد او استشاره لمجلس وبدون رقيب او حسيب .وذلك ببساطه لان أمر مصاريف ومالية الحزب بيد الزعيم من حيث التدبير والصرف وبذلك لا يمكن مساءلة صاحب الامر , من اين اتى بالمال واين صرفه وبالتالى لا يمكن مساءلته عن قراراته وتعييناته واعفاءاته او اقصائه لمن لا يروق له , ومن لا يروق له هم اولئك طويلى اللسان كثيرى السؤال والعتاب والاعتراض الذين يطلقون الدعوات من اجل المؤسسيه وديمقراطية الحزب وتفعيل دور القواعد الجماهيريه فى كل الامور ولهم الف حق فى تلك المطالبات عندما يكون عودهم مغزوز ومعلوم . لقد دعونا وشاركنا الكثيرون من الحادبين على تفعيل الحياة الحزبيه والممارسه الديمقراطيه المعافاة فى ان يكون لتلك الاحزاب محفظه ماليه مستقله تماما , يتم تاسيسها وتمويلها من قبل الاعضاء كل على حسب مقدرته الماليه فى شكل تبرعات او اشتراكات راتبه تلزم الجميع بدفعها فى الوقت المحدد على حسب دستور ولوائح الحزب وبها يمكن ترتيب امر انشاء المؤسسات الداعمه الدائمه التى تدر على الحزب ومؤسساته المال شرعا . فتركت الامور لقادة وزعماء الاحزاب لتدبير الامر وبذلك انتفى شرط اقامة الديمقراطيه والشورى على اساس مؤسسى يشارك فيه الجميع للاستمراريه والديمومه . وعلى هذا الحال فان امر حزبنا الاتحادى الديمقراطى الاصيل ليس ببعيد ويعتبر من اكثر الاحزاب تأثرا بهذا الامر ومازال الحال على ما هو عليه ومازلنا نبحث وننادى بالمؤسسيه والشورى والمشاركه القاعديه بتفعيل المؤتمرات العامه والفرعيه –المال بيد السيد مولانا الميرغنى وانجاله وبعض خاصته من الراسماليين الذين استفادوا من المشاركه والمباركه – حدثنا المناضل الاستاذ على محمود حسنيين عن اولئك الخلفاء التجار واصحاب الحظوة , بان ما جنوه من اموال وصفقات فى عهد الانقاذ يفوق اضعاف ما ادخروه او حصدوه فى عهد حكومة الازهرى وفى حياة مولانا السيد على الميرغنى فكيف لا يكون موقفهم منحازا بل مساندا لرأى السيد الميرغنى (الاب والابن ) فى المشاركه والمباركه لحكومة البشير – وهل يمكن التفكير او تخيل انفراد السيد الابن بتلك القرارات المصيريه الخطيره دونما سند واستحسان من اولئك الداعمين المدعوميين اصحاب الحظوة والتجاره مع الحكومه . واصبح القوم من القاعده العريضه المؤسسه للحزب تبحث عن المؤسسيه والديمقراطيه والشورى حتى اتاهم الخبر اليقين بالعزل والتصفيه والتجريد وطفقوا فى كل واد يهيمون ويبحثون عن المخرج وطريق العودة عن طريق الجماهير والتداعى لاقامة المؤتمر العام الذى سوف لن يجدوا له تمويلا فى الوقت الراهن ونخشى ان نعود للبيت الكبير لتغطية النفقات ونرضى بتسلط المال والسلطه والجاه من جديد . لقد انتابنى شئ من الحزن والاسى واختنقت عبرة عندما شاهدت برنامج المؤتمر الصحفى والذى كان مولانا سبيب ضيفا ومجيبا عن اسئلة بعض الصحفيين الشباب , لم ينفى الرجل ما نسب لهم اى اعضاء المكاتب واللجان والمقربين من السيد بانهم السبب فى كل ما وصلت اليه الامور وانهم هم من اعطوا كل تلك القدسيه و التصرف للسيد محمد عثمان وها هم يحصدون نتائج اعمالهم وتصرفاتهم . كان الرجل شجاعا كعادته , قويا ومتماسكا مع تقدم العمر واعتلال الصحه مدافعا عن المؤسسيه والديمقراطيه متقبلا للنقد والتقويم . اتمنى ان يستفيد الجميع من تلك الاخطاء والمواقف ويعملوا على تلافيها قبل زوال الحزب واندثاره ومحوه من خارطة الاحزاب السودانيه بعد ان كان له التاريخ والمستقبل والغد وان يكون عماد وسند الحزب من الشباب مع دعم الزعماء الكبار للمرحله بالمشورة والمتابعه وتفعيل دور الجماهير فى الدعم المادى الممنهج الراتب . والا —-!! اسقاط النظام والحوار معه خطان متوازيان . من لا يحمل هم الوطن – فهو هم على الوطن . اللهم يا حنان ويا منان ألطف بشعب السودان – آمين