*ظل السودان محتفظا بتنوعه الاثني والعقائدي والثقافي والذي جعل عوامل إخصاب الشخصية السودانية متوفرا بشكل كبير، فلم نعرف لمدى طويل في بلادنا اية صراعات مذهبية او دينية او عرقية، فكان البرلمان السوداني تحفط خصائص تسامحه السياسي من الحكاوي الكثير..فكانت من عادة الشيخ ود ابوسن انه عندما يدخل قبة البرلمان يخلع نعليه ببساطة اهلنا الشكرية وتلقائيتهم.. وفي مرة لم يجد مركوبه وكان الاقرب اليه البرلماني الجنوبي بوث ديو، فصاح فيه ود ابو سن ( البوث اخوي مركوبي ده ماوقع فى عينك؟) نظر اليه بوث ديو ورد عليه.( ياعربي انت مجنون؟ هسه عيوني دي بتشيل مركوب بتاعك؟!) ويضحك القوم ويخرجان احدهما متأبطا الاخر.. *ثم أظلنا الزمن الحزين الذي يجد فيه الشاب المسيحي القبطي هاني فايز بطرس صاحب اشهر كافتيريا قبالة مستشفى امدرمان يجد نفسه مواجها بحرب ضروس من مدير الادارة الصحية بمحلية امدرمان الدكتور نزار العشا بحجة غاية فى السذاجة وهي ان الكافتيريا تخلط الاسفنج مع الاقاشي واللحوم لزيادة الوزن ويكشف علماء الاغذية بان هذا القول محض هراء فالاسفنج لايزيد الوزن بل يجعل الشكل متفحما والرائحة غير مستساغة فضلا عن ان الاقاشي لايباع بالوزن..وبرغم ذلك يصدر الخصم والشاكي في نفس الوقت امرا متعسفا بمنع الكافتيريا من الصيانة ومنع صاحبها من مواصلة عمله والان ثمانية اشهر وهى مغلقة وهاني فايز يطرق كل الابواب للنهوض بقضيته حتى نجح بعد كل هذه المدة لوضعها امام المحكمة.. *والفتى القبطي يمضغ الصبر والمثابرة ويلوك الاصرار على حقه. كمواطن سوداني له كل الحقوق وعليه كل الواجبات ..مع كمال اهليته ويتناول الامر بثبات مدهش على ان الذين يقودون هذه الفتنة انما يرمون للاساءة لصناعة الطعام فى السودان ولتصوير الاستاذ هاني بطرس القبطي وكانه الجسم المسئ لطائفته بهذه الافعال من جهة وكانه المسئ لصناعة الطعام. فى السودان من جهة ثانية ، لهذا هو يطرق كل الابواب التى تعمل على كشف الجريمة التي قام بها نفر باعلامهم وسلطاتهم وقلمهم الاحمر.. * والرجل وهو يدير معركته كان كل همه ان يصل بها الى ساحات القضاء ، ولقد نجح اخيرا فى مسعاه ، الذي ظل يطارده ليل نهار ويدفع لعماله مرتباهم من دم قلبه لانه على ثقة بان الحق منتصرابدا وانه طيلة ثمانية اشهر من الاغلاق لم تهن عليه نفسه ان يتوقف عن عماله الذين ظلوا معه منذ تاثيث الكافتيريا وحتى لحظة الافتراء عليها ،تجده دائما يضحك ويردد ..ربنا موجود ..السابع من ابريل الجلسة الاولى لمحاكمة هاني بطرس المواطن القبطي السوداني الانسان ..شخصيا ساكون اول الحاضرين ..وسلام ياااااوطن.. سلام يا لمة اديس ماذا تفعل ؟!حك راسه كمن يريد ان ينزع شعر الراس عن فروته !! هو ياجماعة لسه فى بلادنا راس ؟! او حتى فروة ؟! وسلام يا .. الجريدة / الجمعه 3/4/2015