بعد ان اصدرت منظمة عالمية وهي هيومان رايتس ووتش تقريرا يحوي في تفاصيله ان القوات المسلحة السودانية تستخدم قنابل عنقودية في حربها علي ولاية جنوب كردفان (جبال النوبة) في استهداف واضح للمدنيين في شهري فبراير ومارس ، وهذا التقرير يوضح ان الحكومة السودانية ممثلة في قوات شعبها المسلحة وهي التي لها اليد الطولي في القمع العسكري الدائر في الولاية كثير من مناطقها علي حدود مع دولة جنوب السودان ، وتقرير هيومان رايتس ووتش اوضح جيدا ان السلطات في الخرطوم في حربها المسماة حملة الصيف الحاسم للقضاء علي الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال منذ اكثر من عامين في تكرار ممل وساذج ان الصلاة ستكون في كاودا قريبا ، لان الصلاة في كاودا يعني القضاء علي الحركة الشعبية ومعقلها الحصين ونقطة الارتكاز منذ اكثر كم عقدين . ان تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش العالمية المتخصصة في مجال حقوق الانسان ، وقبل فترة كشفت عن تحقيق شامل اجرته مع ضحايا الاغتصاب الجماعي في قرية تابت الذي وقع في اكتوبر من عام 20154 ، كما هو معروف ان عادة الحكومية الانكار الدائم ، وبررت ان هناك جهات تريد ان تشوش دون ان تسمها ، والاوضاع مستقرة في دارفور ، ولا تريد للنازحين ان يعودوا الي قراهم الاصلية ، هذه المنظمة مشهود لها الكفاءة والنزاهة ، وماكشفته عن استخدام قنابل عنقودية في الحرب علي المدنيين ، واشارت الي ان خطورة هذه القنابل علي المدنيين في مناطق النزاع ، اذا لم تنفجر في فترة القاءها لاول مرة ، بامكانها ان تنفجر مرة اخري في اي لحظة ، في اي مكان ، وهذه هي خطورتها علي المدنيين من اطفال صغار السن ونساء ، وقبل فترة ذكر ( راديو دبنقا) ان امرأة قتلت جراء لمسها لقنبلة لم تكن تعرف انها قنبلة ، وتكمن الخطورة في ذلك ، رغم الاختلاف بين القنبلة اليدوية والقنابل العنقودية ، المواطن العادي لا يدرك مدي الخطورة الجسدية في بتر اجزاء من الجسم ، وتشويه الجسد في مناطق حساسة منه . وجاء الرد الحكومي في الخرطوم نافيا استخدامها قنابل عنقودية في جبال النوبة ، كما جاء علي لسان الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد انهم لا يلقون الا قنابل علي المناطق التي يقطنها المدنيين في ولاية جنوب كردفان ، وهو نفس الانكار الذي قال عقب فضيحة تابت المتعلقة بالاغتصاب الجماعي انكر الصوارمي الاغتصاب الجماعي ، ويأتي التبرير ان ذلك لا يتناسب مع اخلاقيات الشعب السوداني المحافظ ( كلام فارغ) تهزمه الحقائق علي الارض . وهي نفس قوات الصوارمي التي تسعي جاهدة الي تشريد المدنيين ، هو ضابط في القوات المسلحة يدرك جيدا ما تقوم به حكومته وحزبه المؤتمر الوطني ، هذا الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة يطلق عليه في مواقع التواصل الاجتماعي (مسلمية الكذاب) في انكار مضحك للحقائق علي الارض ، وهو الناكر الرسمي للقوات المسلحة التي هي في قبضة حزب المؤتمر الوطني ، باعتباره الحزب الشرعي للامبريالية الاسلامية في السودان . فالقوات المسلحة تلقي الدواء علي المدنيين الذين فرضت عليهم حصارا منذ اكثر من سنوات ، ومنع المنظمات من ادخال الدواء والغذاء في مناطق جبال النوبة ، فقوات الصوارمي هل تفتح ممرات انسانية لدخول الاغاثات ؟ ، هي بعيد عن الخيال ، فما بالك بالواقع اليومي المتدهور . الكل يدرك ان حملة الصيف الحاسم التي بدأت في نهاية شهر ديسمبر من العام الماضي، واستمرت تدفقات الجيش منذ يناير وفبراير ومارس في جنوب كردفان بالاخص ، في محاولة حكومية وجيشها ومليشيات الدعم السريع للقضاء علي الجيش الشعبي في المنطقة ، وهذه التحركات العسكرية هي اولي الشواهد علي ان الجيش الحكومي ومليشياته وطيرانه العسكري المشهود له بقصف مناطق المدنيين وليس المناطق التي تيسيطر عليها الحركات المسلحة في المنطقتين واقليم دارفور غربي السودان ، عند اندلاع الحرب قبل اكثر من 10 سنوات في دارفور ، مارست الهجوم الانتقامي علي مناطق وقري الكثيفة بالسكان وحرقها جوا بالطائرات الحربية وارضا بقوات الجنجويد الدموية بعد اذن من السلطات السودانية في الجهاز التنفيذي ، لكن ارضا فشلت كل المحاولات علي القوات العسكرية والعسعس من المليشيات في جبال النوبة ، واسهل طريق لها هو تعمد ضرب المدنيين في القري والمزارع ، استهداف لدور العبادة من كنائس ومساجد .