لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص"..دارفور المحرقة الثانية وهلكوست القرن الواحد والعشرين..العالم يحصى اعداد القتلى، ويسجل ارقام المشردىن لا احد يتحرك ساكنا ،فقط بيانات الادانة والشجب والتحذير ،حتى ان الكثيرمن التقارير، صارت تتشابح ،تختلف فقط فى التواريخ..والقاسم المشترك هو ان الموت مستمر..والتهجير مستمر..والا رهاب… فكيف تتورط قبيلة بكاملها فى جرائم حرب وربما ابادات جماعية ضد قبيلة اخرى…الى مصلحة من الحرب بالوكالة.؟.فى دارفور فلا تجف جراح قبيلتن يقتتلان فى معزة" حتى تفتح جراح قبيلتين ينتطحان فى دجاجة.."الامر اكثر من مضحك مبكى. فى حرب الرزيقات والمعاليا بالامس التى ما زالت دمائها تسقى اراضى شرق دارفور، وجثثها لم تتعفن…يقولون ان الحكومة تراقب الوضع وثمة طائرات تحلق فى الجو وتحذر الحشود وانها ان لم يتفرقو سوف يتعامل معها بإفراغ داناتها على رؤوسهم من الذى يصدق هذا الكلام..فالحكومة تضحك سرا وترقص جهرا لانها وجدت من يبيد الدارفورين نيابة عنها..لا يكلفها ذلك جنديا واحدا من القوات المسلحة..والا من اين وجدت هاتين (داهس والغبراء) هذا العصر الاسلحة الثقيلة والسيارات رباعية الدفع من اين لهم بالذخيرة والوقود فى هذه الحرب اللعينة التى لا تبقى ولا تذر.فى الضعين عاصمة الرزيقات..ابوكارنكا عاصمة المعاليا الذخيرة متوفرة اكثر من الخبز تباع على مرآ ومسمع من الحكومة حامى الموت. يمكنك ان تتخيل لكل قبيلة ناطق رسمى"وهكذا فى كل الحروب القبلية فى دارفور،كما ان الحرب بين دولتين جارتين اختصما فى الحدود والامر يحتاج الى قرار من مجلس الامن للترسيم ،وقوات ذات قبعات زرقاء لحفظ السلام التى باتت اقرب الى لبن الطير. هل ترون ان النظام يريد ان يفهمنا ويفهم العالم من حولنا ان الحرب فى دارفور لا تختلف عن حروب (عبس ذبيان )وان لكل زمان عنترة..على قول الشاعر الجاهلى.. احيانا على بكر اخينا…وان لم نجد الا اخانا.. لا يمكن ان توزع السلاح والذخيرة وتوفر السيارات حيث لا يجدى الخيل مع هذا العصر نفعا ، وتختلق اسباب الصراع وفى نفس الوقت تفتح مجالس للتفاوض" فى اى عالم نحن. عالم يديره قطيع من الذئاب والغول" كلمة اخيرة… يريد النظام ان يصرفنا عن قضيتنا الاساسية ، ويهم بإختلاق مشاكل تافهة نفقد فيها خيرة شبابنا فى حرب يديرها مجرمون محترفون..انتبهو يا اهل دارفور.. ولكن الذى كتب عليه الموت حتما سيموت.والذى ما زال حيا سيحمل على عاتقه ثقل القضية وحتما سينتصر الضعفاء..