تشهد منطقة الشرق الاوسط دون غيرها حاليا اضطرابات تنذر بتفكك الدول وتمزقها الى كيانات مذهبية وعرقية وجهوية ففي العراق والذي كان اول الضحايا انهارت الدولة التي كانت بالامس من اقوى الدول العربية وفي سورية باتت الدولة شبه مشلولة ولايتبين احد هوية وهدف الاطراف المتصارعة وماهو المصير الذي ينتظر البلد في حالة انتصار احد الاطراف المتصارعة وفي اليمن الحال يغني عن السؤال وفي ليبيا الوضع يسوده الغموض ولا احد يتكهن بالمصير المحتوم وفي مصر كادت المركب ان تغرق لولا وعي الشعب ومناصرة الجيش اما تونس فقد انحنى الغنوشي للعاصفة بعد ضغوط النقابات وبالنسبة للسودان فهو مرشح للسناريو اليمن لاسمح الله لان نفس الظروف متوفرة وفي مقدمة ذلك انتشار السلاح بين القبائل والمليشيات في دارفور وجنوب كردفان وغيرها فضلا عن احتدام الصراع السياسي والعسكري بين السلطة والمعارضة بشقيها مسلحة وسلمية ولا قبس من نور يضيء ظلام الموقف بسبب تعنت الحكومة ويلاحظ بان كل تلك الصراعات بذرتها الظلم و الخلاف الفكري وتحديدا ماتتبناه الجماعات الاسلامية المتطرفة والتي تتاجر باسم الدين للوصول للسلطة ومن ثم احتكارها وتنفيذ مايعتقدون فيه من اجندة فالاخوان المسلمون في مصر وهم اساس الفكرة التي انتشرت في بقية الدول كانوا يخططون منذ ثمانين عاما للوصول للسلطة في مصر وعندما فازوا في الاننتخابات بفضل دعم الاحزاب التي كانت تخشى من وصول احمد شفيق لسدة الحكم وهو من بقايا نظام مبارك وبعد فوز الاخوان شرعوا في سياسة التمكين تمهيدا للبقاء في السلطة للابد كما فعل اخوان السودان واراد ان يفعل الغنوشي في تونس لولا ضغوط نقابة الشغل وفهم الشعب التونسي الدرس وابعدهم من الحكم بالديمقراطية التي يدعونها وفي مصر عندما كشف الشعب اللعبة خرجت الملايين في الشوارع لتطيح بمرسي الذي انتخبه الشعب وخان العهد عندما سلم الامر للمرشد والتنظيم الدولي الاخوان وبذلك يكون هو من انقلب على الديمقراطية وليس السيسي كمايدعون اما في السودان فالوضع لا يحتاج الى شرح فالحال يسير من سيء الى اسوا والحروب مازالت تشتعل والانتخابات تمخض عنها فراغ كبير ولم تزد الجكومة الا بعدا من الشعب وقد صدق الافندي عندما ذكر في احدى مقالاته بانه بعد الانتخابات شرعية الحكومة اصبحت في محك وما يحير ومن فرط التعنت لايعترف مؤتمرهم الوطني بان هناك مشكلة اصلا بل زادت التصريحات حدة في استعداء الشعب بعد الانتخابات فالفاتح عز الدين يريد ان يصدر قانونا جديدا يحرم من يعارض الحكومة من دفن جثته في تراب السودان ومازالت الانشقاقات تتوالى من المؤتمر الوطني الذي وصفه غندور بانه اكبر حزب في افريقيا ان كانت هناك احزاب فعلية في افريقيا الا يوجد رجل رشيد يهدي هؤلاء الناس الطيب مظهرهم على قول الطيب صالح عندما جاء للخرطوم بعد غيبة طويلة وتم تكريمه من قبل الحكومة وطبعا قوبل بحفاوة بالغة فقال لمرافقيه بعد التكريم (ياخي ديل كلهم وجدتهم ناس طيبين امال البيعمل كل المصائب الحاصلة في البلد منو) هناك اناس متدينون بحق وحقيقة نعرفهم منذ فترة ااثانوية ولايشك احد في وطنيتهم ابدا ولكن المحير لماذا يسكتون على كل الحاصل البعض انشق وكون فصيلا جديدا امثال غازي صلاح الدين والبعض الاخر يظل ينتقد مايحدث بكل تجرد امثال دكتور الطيب زين العابدين الذي يظلمه الكثيرون وهو من وقف ضد الانقلاب ولم تغريه وظائف الانقاذ وهو الشخص المؤهل لتقلد ارفع الوظائف بكفاءته ومازال الرجل يجاهد باضعف الايمان وهواللسان اما الافندي فقد تبين له الخيط الاسود من الابيض واصبح من المنتقدين النظام ولاعيب في ان يغير الشخص مواقفه فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا الد اعداء الاسلام وبعد دخولهم انتصر بهم الاسلام نصرا مؤزرا ولكن مانريده من دكتور الافندي وامثاله من الذين تبين لهم الحق ان ينبذوا فكر الاخوان الخبيث لانه سرطان لتمزيق الاوطان وقد قال جمال اابنا شقيق حسن البنا بانه فكر الماسونية لانه لايعترف بالديمقراطية الاكوسيلة توصله للحكم ولايعترف بالوطن الذي يضم غير المسلمين فمن انسلخ حقيقة من جماعة الاخوان فليتبرا من فكر البنا وسيد قطب ومن اراد ان يدعو الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة فالباب مفتوح دون حاجة لتنظيم يسمي نفسه اخوان مسلمين وكل المسلمين اخوان وان اكرمكم عند الله اتقاكم وكفاكم تجارب فاشلة لقيام دولة الخلافة وكفى اساءة للاسلام والمسلمين من افعال داعش وغيرها والله لوكنتم جادين بالفعل لنشر الدعوة الاسلامية لعم الاسلام كل ارجاء المعمورة كما حدث من قبل وانتشر بواسطة التجار في جنوب شرق اسيا وامريكا وغيرها بالقدوة الحسنة ولكنكم تريدون المتاجرة بالدين لكسب مغانم الدنيا ومن حسن الحظ ان ماحدث ايقظ في المسلمين صحوة تعيد للدين مجده من خلال الفهم الصحيح لنصوص القران والسنة بعيدا عن التطرف والتعصب الذي يدل على ضيق الافق وعدم توفر ملكة الدعوة والتي من ابجدياتها وجادلهم بالتي هي احسن وسوف يسود باذن الله دين الاسلام الوسطي الذي يتعايش فيه كل المواطنين بالتساوي في الحقوق والواجبات وتتداول فيه السلطة بالنظام الديمقراطي الذي يعمل على توزيع السلطة والثروة وفقا للمعايير التي يقرها الدستور الذي يرتضيه الجميع دون احتكار او تسلط من فئة بالقوة على حقوق الاخرين وسوف يحدث ذلك ان طال الزمن او قصر. والله من وراء القصد.