دعا البروفيسير اريك ريفز الخبير الأمريكى فى الشؤون السودانية الادارة الأمريكية الى الامساك بزمام القيادة وتمتين تنسيقها مع بريطانيا وفرنسا فى مجلس الأمن الدولى حتى لا تمرر الخرطوم مخططها باخراج قوات اليوناميد من دارفور الامر الذى يعنى ان مصير دارفور سيمليه نفس الذين شنوا عليها الابادة الجماعية منذ اثنى عشر عاماً وفى مقال بصحيفة هفقينتون بوست (Huffington Post) 3 يونيو الجارى ، أورد ريفز ان قوات يوناميد ستضطر الى مغادرة دارفور فى أقل من شهر اذا لم يصوت مجلس الأمن الدولى باعادة تفويضها ، وأشار الى انه من المرجح ان تدعم (الصينوروسيا) نظام الخرطوم حتى فى مطالبه غير المعقولة ، مثلما حين انكرت روسيا تقرير هيومن رايتس ووتش الذى وثق اغتصاب أكثر من (220) امرأة وفتاة فى بلدة تابت بواسطة القوات الحكومية ، مما يشير الى عدم رغبة روسيا فى النظر الى الحقائق الا من خلال عيون الخرطوم ، وهذا ما يعطى نظام الخرطوم نفوذاً فى المفاوضات الجارية حول قوات يوناميد ويسمح للنظام من البت فى مصير ضحاياه. وأشار الى تشريد اكثر من (3) ملايين من دارفور ، والى تشريد حوالى (500) الف فى السنة الاخيرة وحدها ، والى ارتفاع معدلات الوفيات ومقتل حوالى نصف مليون من العنف وآثاره ، وأضاف ان جميع المؤشرات تؤكد ارتفاع معدلات الوفاة مع تفاقم سوء التغذية الحاد ، وذلك اضافة الى انهيار نظم الرعاية الصحية وتوفير المياه النظيفة والصرف الصحى بعد طرد منظمات الاغاثة الدولية الكبرى ، وأضاف ان أكثر من نصف سكان دارفور بحاجة الى المساعدة ، فى حين تتقلص قدرات الاغاثة الانسانية ، وتفكر الوكالات والمنظمات المتبقية فى الانسحاب بسبب غياب البيئة الامنة ، وفى هذه الظروف اذا ما غادرت قوات اليوناميد فان عدد القتلى سيكون كارثياً ، وأكد ريفز انه رغم عظم الرهانات المتصلة بارواح وحياة الملايين حالياً الا ان الادارة الامريكية لم تخرج الى العلن بموقف قوى. وأشار ريفز الى توبيخ المرشح الرئاسى حينها أوباما لادارة بوش بشأن دارفور ، والى قوله (.. عندما نرى الابادة الجماعية فى رواندا أو البوسنة أو دارفور، فان هذه لطخة عار على كل واحد منا ، لطخة على أرواحنا ، لا نستطيع ان نقول (ليس مرة اخرى) ومن ثم السماح بحدوثها مرة اخرى ، وكرئيس للولايات المتحدةالامريكية لا أنوى التخلى عن الناس أو غض الطرف عن المذابح ..). وأضاف ريفز اننا بحاجة الآن الى سماع الرئيس اوباما ، وبحاجة الى سماع نفس الشغف الأخلاقى الذى كان يردده فى عام 2008 قبل سبع سنوات . وأورد البروفيسير اريك ريفز ان الادارة الامريكية انخرطت فى مقايضة مشينة وغير لائقة مع نظام الخرطوم بموجبها تسترضى الادارة النظام وترفع عنه العقوبات الاقتصادية فى مقابل الحصول على معلومات استخبارية لمكافحة الارهاب وبناء مركز تنصت فى السفارة الامريكية الجديدة ، التى تم بناؤها بالفعل وكلفت مئات الملايين من الدولارات ولكن لم تصلها بعد أجهزة التنصت والاعتراض. وأضاف ريفز ان معلومات نظام الخرطوم الاستخبارية فى مكافحة الارهاب مشكوك فى قيمتها ، كما أوضح السناتور السابق روس فينجولد رئيس اللجنة الفرعية لافريقيا بمجلس الشيوخ الامريكى ، وكما توضح الوثيقة المسربة لاجتماع القيادات العسكرية والأمنية 31 أغسطس 2014 التى يسخر فيها عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع مما تحصل عليه الولاياتالمتحدة من معلومات استخبارية ويعترف بما يتم حجبه عمداً من انشطة الحركات الاسلامية الارهابية . وقال ريفز ان المقايضة الاستخبارية مع نظام الخرطوم كان من الواجب ألا تتم أصلاً (كما أعلن المرشح اوباما حينما كان ينتقد ادارة بوش) ويجب ايقاف الصفقة الآن قبل ان تتعمق اللطخة على أرواحنا كنتيجة حتمية للتخلى عن أهل دارفور وتركهم تحت رحمة قوات ومليشيات الخرطوم المتوحشة . http://www.huffingtonpost.com/eric-reeves/abandoning-the-victims-of-genocide-in-darfur_b_7486878.html