كتب التاريخ تحدثنا عن "عصام" الذي كان يعمل حاجباً عند "النعمان بن المنذر" ملك "الحيرة" .. وبرغم انه "ألدغ" اللسان .. يتعثر في نطق حرف "الراء" .. إلا انه كان خطيباً مفوهاً ما جعل له منزلة عند الملك "النعمان" .. وكان الناس يتساءلون كيف وصل ذلك "الحاجب" إلى تلك المنزلة الكبيرة .. فجاء الرد في قول الشاعر : "نفس عصام سودت عصاما وصيرته ملكاً هماما وعلمته الكر والإقداما" .. هذا ما يخص سيرة عصام "الدغ" النعمان .. اما عن "ألدغ" البشير "عصام" فدعوني أتصرف في قول الشاعر ، وأقول : "نفس عصام شوهّت عصاما وصيرته اماماً خماما وعلمته الفر والإدبار" . عصام أحمد البشير يكاد يكون الشخص الوحيد في البلاد الذي يشترك مع عمر البشير في الاسم والصفات .. وتقول سيرته المبذولة في موقع (الويكبيديا) انه : عالم وداعية سوداني ، وزير أوقاف سوداني سابقاً ، حاصل على دكتوراه في علم الحديث ، أمين عام لمنتدى النهضة والتواصل الحضاري قبل ان يعيّنه عمر البشير في العام 2012م رئيسا لمجمع الفقه الإسلامي . وأزيد "الويكبيديا" بيتاً فهو ايضاً مسؤول "الإستتابة" – أي التوبة ! وامام مسجد "آل البشير" بكافوري . قال "الشيخ عصام" – نفعنا الله ببركاته وبركة علمه – انه سيتم إطلاق مبادرة لجمع (100) مليون دولار لمساعدة اليمنيين فيما اصابهم من عدوان الحوثين – حسبنا الله ونعم الوكيل .. ولا أتحسبّن من تقديم يد المساعدة لليمن .. فهناك أهلنا واخوتنا وموضع حبنا .. تقاسمنا معهم كسرة الخبز قبل ان يدخل علينا الترابي بدينه منزوع الرحمة .. وقبل أن يتقهقر دين الرسول الأكرم (ص) على يد شيوخ الوهابية .. وقبل ان تقام كليات لتدريس المنتجات الدينية منتهية الصلاحية بالمدينةالمنورة .. تلك المدينة التي أظلمت بعد وفاة الرسول (ص) وفصل التيار العقلي عنها على يد : ابن تيميه .. وابن عبوالوهاب وابن باز .. وابن أحمد البشير .. وساء أولئك سبيلا .. لست هنا للإستخفاف بقيم التكافل الإنساني التي يحض عليها الدين الحنيف .. ولا لفضح الكذب الصريح في قوله : (اليمنيين وما اصابهم من عدوان الحوثيين) .. فرعاة الابل والضان في هضاب "نجران" يعرفون من الذي إعتدى على اليمن .. وعلى "حوثييها" وشيعتها وسنتّها ومللها ونحلها وجغرافيتها وتاريخها .. ولكني في غاية الحزن على حال من يطلقون على أنفسهم "شيوخ وأئمة الإسلام" .. فما هو دور الشيخ عصام في الأزمة الإنسانية بدارفور ؟.. وأين قلبه ورحمته ومساعداته الإنسانية لأطفال جبال النوبة الذين يأكلون "صفق الأشجار" من الجوع والمسغبة .. وماذا قدم من محرابه لمحاربة "السل" الذي يحصد أرواح الأطفال في شرق البلاد .. اما الحال في الخرطوم فيبكي له "الحوثي" في كهوف اليمن . لغاية الأسف نحن أمام حركة دينية عاجلا أو آجلا ستدمر المجتمع أفقياً ورأسياً .. وتنزع الرحمة من قلبه .. وتمزقه ارباً اربا .. ثم تهجم على كبده وتلوكه "لوكاً" كما فعلت هند بنت عتبة مع كبد حمزة بن عبدالمطلب .. لأن دين يحرسه "عمر البشير" ويبشر به "عصام البشير " سيقودنا إلى "جهنم".. وبئس المصير .